الولايات المتحدة تقول إنها مستعدة لمزيد من الضربات ضد النظام
7 أبريل، 2017
سمارت-رائد برهان
قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، اليوم الجمعة، إن بلادها مستعدة لشن مزيد من الضربات على مواقع النظام في سوريا، بعد قصفها لمطار تابعه له، وسط البلاد.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)أكدت، في وقت سابق اليوم، أنها قصفت مطار الشعيرات العسكري ( 31 كم جنوب شرق مدينة حمص)، الخاضع للنظام، رداً على هجومه الكيماوي في مدينة خان شيخون (60 كم جنوب مدينة إدلب)، شمالي البلاد، الذي راح ضحيته المئات.
واعتبرت “هايلي” خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي دعت لها روسيا وبوليفيا لمناقشة الضربة، أنها “كانت مدروسة وتصب في صالح الأمن القومي الأمريكي”، قائلةً إن بلادها “لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تكرار استخدام السلاح الكيمياوي”.
وحملت “هايلي”، التي ترأس بلادها مجلس الأمن، إيران وروسيا مسوؤلية الهجوم الكيماوي على خان شيخون، بسبب دعمها للنظام، الذي توعدت بأنه “لن يفلت من العقاب”.
وتعتبر هذه الضربة خطوة أمريكية غير مسبوقة في تعامها مع ممارسات النظام، وتأتي بعد ثلاثة أشهر من تولي “دونالد ترامب” السلطة في البيت الأبيض، والذي عزا بدوره الهجوم الكيماوي على خان شيخون إلى ضعف سياسات سلفه، باراك أوباما، في المنطقة.
من جانبه، اعتبر السفير البريطاني، ماثيو رايكفورت، أن الضربة الأمريكية “رسالة” لرئيس النظام، بشار الأسد، “بعدم تكرار المجازر”، مضيفاً أن الأخير “ما يزال فاراً من الحساب بسبب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تعاقبه”.
أما السفير الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، فقال إن “انتهاكات النظام في سوريا ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، معتبراً أن “الأسد هو المسؤول عن الإرهاب”، وأن بقاءه في السلطة “يمثل تهديداً للمنطقة والعالم”.
بدوره، أدان نائب السفير الروسي، فلاديمير سوفرونكوف، الضربة الأمريكية، واصفاً إياها بـ”غير القانونية”، وتشكل “انتهاكاً للاتفاق بين البلدين حول تنسيق العمليات الجوية في سوريا”.
وقالت روسيا في وقت سابق اليوم، إن الضربة الأمريكية تهدد العلاقات بين البلدين، وأنها ستوقف العمل باتفاقية التنسيق الجوي، إلا أن الولايات المتحدة دعت لعدم حصول ذلك، لتفادي الحوادث.
ويساند سلاح الجو الروسي قوات النظام في معاركها ضد الفصائل العسكرية، فيما تدعم الولايات المتحدة، ضمن التحالف الدولي، “قوت سوريا الديمقراطية” (قسد) ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة، شمالي شرقي سوريا.
وزعم “سوفرونكوف”، أن الضربة “استهدفت قوات النظام وقواتها الجوية التي تحارب الإرهاب في البلاد”، وأن الأخيرة تعرضت “لهجمات مكثفة” من تنظيم “الدولة ” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بعد الضربة مباشرة.
وقال “ترامب” بعيد الضربة، إنه أمر بضرب المطار، في ظل عدم الشك بأن النظام هو من يقف وراء الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون، داعياً “الدول المتحضرة” للانضمام إليه في السعي لإنهاء ما أسماه “المذبحة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتييرس، دعا، اليوم الجمعة، كافة الأطراف المنخرطة في سوريا، إلى “ضبط النفس”، والتمسك بالحل السياسي، عقب الضربة الأمريكية.
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي مستورا، في وقت سباق اليوم، إن روسيا دعت إلى اجتماع عاجل لمجموعة العمل الدولية حول سوريا، عقب الضربة الأمريكية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، إن الضربة الأمريكية وضعت واشنطن في “احتمال وشيك للاشتباك” مع الجيش الروسي، معتبراً أنها “تنتهك القانون الدولي والأعراف المعتمدة في الأمم المتحدة”.