أمريكا تخطط لعقوبات اقتصادية على سوريا.. وروسيا تحذر من "عواقب وخيمة"


أبلغ وزير الخزانة الأمريكي "ستيف منوتشين" مساء أمس الصحفيين أنه يعتزم إعلان عقوبات اقتصادية إضافية على سوريا في المستقبل القريب في إطار الرد الأمريكي على هجوم بغاز نفذته قوات بشار الأسد على بلدة خان شيخون الثلاثاء الماضي.

وقال "منوتشين": "نتوقع أن تلك (العقوبات) ستستمر في أن يكون لها تأثير مهم على منع الناس مع الدخول في تعاملات تجارية معهم. العقوبات مهمة للغاية وسنستخدمها لتحقيق أقصى تأثير".

عواقب الضربة

من جهتها حذرت روسيا من أن الضربات الأمريكية قد تكون لها عواقب "بالغة الخطورة" في الوقت الذي أثار فيه أول تدخل كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صراع خارجي خلافاً بين موسكو وواشنطن.

وقال رئيس الوزراء الروسي "ديمتري ميدفيديف" إن الضربات الأمريكية كادت أن تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون القوات الروسية قبل الضربات الصاروخية وتجنبوا إصابة قوات روسية.

وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة وطائرات هليكوبتر عسكرية روسية في قاعدة الشعيرات الجوية في إطار مسعى الكرملين لمساعدة نظام الأسد ضد معارضيه.

العلاقات الروسية الأمريكية

ودعا "ترامب" مراراً إلى تحسين العلاقات مع روسيا بعد توترها خلال رئاسة "باراك أوباما" بشأن سوريا وأوكرانيا وقضايا أخرى.

وردت وزارة الدفاع الروسية على الهجوم باستدعاء الملحق العسكري الأمريكي في موسكو لتقول في منتصف الليل بتوقيت موسكو (الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة) إنها ستغلق خط اتصال يستخدم لتجنب الحوادث العرضية بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا.

وذكر وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"، الذي من المقرر أن يتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل، إنه يشعر بخيبة أمل، لكن رد الفعل الروسي ليس مفاجأة لأنه أظهر الدعم المستمر للأسد.

وعبر عدد كبير من حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عن دعمهم للهجوم وإن كان بحذر في بعض الأحيان.

لكن من المرجح أن التحرك السريع سينظر إليه باعتباره إشارة إلى روسيا، ودول أخرى مثل كوريا الشمالية والصين وإيران واجه "ترامب" بشأنها اختبارات مبكرة في السياسة الخارجية، مفادها أنه على استعداد لاستخدام القوة.

جمع معلومات

وستكون الولايات المتحدة الآن أكثر حرصاً على جمع معلومات المخابرات بشأن برنامج الأسلحة الكيماوية المشتبه به في سوريا. كما أن وزارة الدفاع (البنتاجون) أبدت اهتماماً بتحديد أي تواطؤ روسي.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت طائرات روسية أم سورية قصفت مستشفى يعالج ضحايا الهجوم الكيماوي.

وساند مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تحرك "ترامب" لكن طالبوا بأن يضع استراتيجية أوسع للتعامل مع الصراع وأن يتشاور مع الكونجرس بشأن أي تحرك آخر.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها أمس إن زيارة "تيلرسون" إلى موسكو مدرجة على جدول الأعمال في الأسبوع القادم. وقالت "ماريا زاخاروفا" إن الوزارة تتوقع أن يوضح "تيلرسون" موقف واشنطن في ضوء الضربات الصاروخية الأمريكية على سوريا.

وأسعد الهجوم الأمريكي أعداء الأسد بعد شهور بدا فيها أن القوى الغربية تسلم بشكل متزايد ببقائه في السلطة. لكن شخصيات معارضة قالت إنه هجوم معزول ولا يصل بأي حال من الأحوال إلى التدخل الحاسم الذي يسعون إليه.

ولم تضع إدارة ترامب ولا الإدارة السابقة سياسة تهدف إلى إنهاء الصراع السوري.




المصدر