on
تحمل رسائل وتحولات.. هكذا يرى المحللون الأتراك والخبراء العرب الضربة الأمريكية على الشعيرات
اعتبر محللون أتراك، أن الضربة الأمريكية على قاعدة جوية سورية، رداً على استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي في خان شيخون الثلاثاء الماضي، تعد مؤشراً على عودة الولايات المتحدة إلى سوريا.
فيما اعتبر خبيران عسكريان مصريان، الهجوم الأمريكي بأنه "تحول في قواعد اللعبة" بسوريا، ورأى خبير ثالث "انتهازاً" أمريكياً لفرصة الرد على جريمة قديمة لنظام الأسد.
وقال "أويتون أورهان" خبير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن القصف الأمريكي يظهر أن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" لن تتردد في استخدام القوة الخشنة، بعكس إدارة "باراك أوباما" السابقة.
وأوضح أن رغبة "أوباما" في الرد عبر الطرق الدبلوماسية على استخدام النظام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية عام 2013، شجعت روسيا وإيران وبشار الأسد، وأفسحت المجال أمام مشاكل أكبر.
واعتبر "أورهان" أن تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الهجوم الصاروخي الأمريكي، يصب في صالح تركيا، وزيادة أهمية دورها في المنطقة.
وأردف: "نشهد عودة الولايات المتحدة إلى سوريا، وربما استعادة ردعها على الصعيد الدولي". مشيراً أن الضربة الأمريكية ستسهم في تحجيم الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا.
بدوره قال "علي سمين" الخبير في مركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية، إن الهجوم، مجرد تحذير لنظام الأسد، فضلاً عن حليفيه روسيا وإيران.
وشدد على أن الولايات المتحدة عازمة على العودة بقوة إلى الشرق الأوسط في عهد إدارة "ترامب"، فهي لا ترغب بفقدان قوتها بمنطقة الخليج العربي.
ونوه أن واشنطن ترمي من خلال مثل هذه الضربات كسب ثقة حلفائها في الشرق الأوسط، وإظهار أن لديها خطوطاً حمراء.
واعتبر أن روسيا لن تبدي رد فعل كبير على القصف الأمريكي، لا سيما وأن نظام الأسد وضعها في موقف محرج أكثر من مرة. وأوضح أن هدف روسيا ليس حماية الأسد، بل حماية مصالحها في سوريا، واستعادة مكانتها وقوتها التي كانت في العهد السوفييتي.
رد فعل
من جهته أكد "سرهات" أركمن، مدرس العلاقات الدولية بجامعة "آهي أفران"، أن الضربة الأمريكية مجرد رد فعل على استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام.
واستبعد "أركمن"، أن يكون الهجوم مؤشراً قوياً على استعداد الولايات المتحدة لإطلاق عملية عسكرية واسعة للإطاحة بنظام الأسد في وقت قصير، أو تشكيل تحالف لهذا الغرض.
وتوقع أن تكتفي الولايات المتحدة حالياً بهذه الضربة، على خلفية استخدام السلاح الكيميائي، وزيادة دعمها للمعارضة السورية.
إلا أن "أركمن" اعتبر أن المعادلة ستتغير في حال إقدام نظام الأسد أو روسيا على استخدام السلاح الكيميائي مجدداً أو القيام بمجازر جماعية مشابهة.
من جهته قال اللواء المتقاعد، عادل سليمان، رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية العسكرية (غير حكومي/ القاهرة)، إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية، تحول خطير و"تغير في قواعد اللعبة" في سوريا بعدما كانت روسيا وإيران تهيمنان على الأوضاع.
وأضاف: أن الهدف الرئيسي هو توجيه ضربة للبنية الرئيسية لنظام الأسد وإعلان أن النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" "وجهان لعملة واحدة"؛ لأن الشعيرات هي القاعدة الرئيسية التي يستخدمها الأسد للانطلاق لضرب معارضيه.
واعتبر أن الضربة العسكرية "بداية لخروج نظام الأسد من المعادلة السورية"، كما أنها تحمل رسالة قوية لروسيا لتحجيم دورها وإظهار عجزها، وأن أمريكا لا تزال هي القوة الأولى في العالم وأن اهتماماتها بمنطقة الشرق الأوسط لم تتغير.
وتابع: "ورسالة أخرى لحزب الله وإيران بأنهما ليسا بعيدين عن العقاب، فضلاً عن تقوية التحالف مع تركيا والخليج في المنطقة".
رسالة خاصة لبوتين
أما العميد المتقاعد، صفوت الزيات، فيرى أن الرسالة الأهم هي وضع الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، على نحو خاص في وضع "العاجز" عن حماية نظام الأسد؛ لأن صلب المهمة الروسية هي الحفاظ على بقاء النظام وتأمينه عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً.
وأضاف الزيات: "أمريكا تقول للعالم لن ننتظر تأكيداً على أن النظام متهم باستخدام الغازات الكيمياوية، ولا توجد جدوى للجان تحقيق، فالاتهام تأكد والعقاب تم".
وأوضح الزيات أن "الرسالة واضحة أننا أمام رئيس روسي نشر حجماً كبيراً من القوة العسكرية في سوريا على الأرض وهي قوة تتجاوز بكثير مهمة مكافحة الإرهاب".
ووفق الزيات، فإن روسيا كانت تحاول تحجيم حركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وسوريا وهو ما لن يحدث مع شخصية الرئيس الأمريكي.
الزيات أشار أيضاً إلى أن تلك الضربة رسالة إلى النظام مفادها أنه لا يمكن الاستمرار في هذا التشدق بتحقيق انتصارات في الحرب السورية، كما تحمل رسالة أخرى للميليشيات الإيرانية بأنها قد تكون هدفاً حال المساهمة في أي عمليات على الأرض السورية.
على الجانب الآخر اعتبر اللواء المتقاعد، علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية (حكومية)، أن أمريكا تتحين الفرصة منذ فترة والمرة الأولى كانت في الغوطة لضرب نظام الأسد قبل أن تنجده روسيا عبر مبادرة التنازل عن الأسلحة الكيميائية ووضعها تحت الرقابة الدولية.
واعتبر أن الضربة العسكرية ليست حلاً وإنما تطيل أمد الصراع في سوريا، واصفاً الضربة بأنها "انتهاك" للقانون الدولي.