"هذا ماكنا نخشاه".. سوريون يبدون قلقهم من انتقام الأسد وروسيا للمدنيين بعد الضربة الأمريكية


تسود حالة من الخوف والقلق لدى الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، من ردات فعل لنظام الأسد وروسيا بعد الضربة الأمريكية الأخيرة على قاعدة جوية للنظام بريف حمص.

وأبدى ناشطون تخوفهم من تصعيد عسكري للطائرات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة بريفي إدلب وحماة، تكون نتائجه كارثية على المدنيين، خاصة في ظل الكثافة السكانية الكبيرة في محافظة إدلب، بعد وصول الآلاف من المدنيين المهجرين من مناطق مختلفة من سورية ضمن سياسة التهجير القسري التي يتبعها النظام.

أحمد حسان أحد الناشطين الإعلاميين في محافظة إدلب، أبدى ارتياحه في تصريح لـ"السورية نت"، حول الضربة الأمريكية  الأخيرة على مطار الشعيرات التابع للنظام بريف حمص، لكن بالمقابل وفقاً لحسان يرى أن "هذه الضربة لم تكن بالحجم المطلوب لوقف جرائم النظام بحق المدنيين، خاصة أن المطار يعتبر واحداً من عدة مطارات يستخدمها النظام وروسيا في قصفهم للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة".

ويشاركه هذا الرأي، شمس الدين مطعون، أحد المهجرين من معضمية الشام بريف دمشق، ويسكن حاليا في ريف إدلب، أن "النظام وروسيا لن تمنعهم الضربات الأخيرة من متابعة استهدافهم للمناطق المدنية"، مشيراً إلى أنه "ليس بالسارين وحده يقتل السوريين، بل هناك أسلحة يتم استخدامها من قبل النظام والروس تكاد تكون أشد فتكاً، كالبراميل المتفجرة والصواريخ الارتجاجية والبعيدة المدى والتي أسفرت سابقاً بسقوط آلاف الشهداء في عموم المناطق السورية".

وفي أول ردة من نظام الأسد على الضربة الأمريكية، وفقاً لوكالة "سانا" الناطق باسم النظام، أكد خلاله أن "هذا العدوان زاد من تصميم سوريا على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين (في إشارة إلى قوات المعارضة) وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية"، الأمر الذي اعتبره كثيرون أنه بمثابة تهديد ومواصلة النظام هجماته على مناطق المعارضة.

عمر الحاج أحمد صحفي سوري بريف إدلب، قال لـ"السورية نت"، إن أول ردة فعل للنظام مدعوماً بالطيران الروسي، جاءت بعد ساعتين من قصف أمريكا لمطار الشعيرات باستهداف بلدة معرة حرمة بصاروخين ارتجاجيين وكذلك بلدة حيش في ريف إدلب الجنوبي، ما خلّف 10 شهداء وخروج المركز الصحي الوحيد في بلدة حيش".

كما شهدت الساعات الأولى للضربة الأمريكية وفقاً للمصدر، "عشرات الغارات من النظام وروسيا على مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك وحلفايا بريف حماة، إضافة إلى بلدات معرة حرمة وحيش وجسر الشغور بإدلب مخلفة دماراً هائلاً وعدد كبير من الشهداء والجرحى المدنيين".

وأضاف حاج أحمد أن "النظام استخدم اليوم السبت قنابل فوسفورية محرمة دولياً، فكان نصيب بلدة اللطامنة بريف حماة أكثر من 8 غارات لوحدها، إضافة إلى بدات كفرزيتا والزوار ومعرة حرمة وحيش"، معتبراً أن إجرام النظام لم يتغير والخاسر هم المدنيين".

أما الصحفي السوري صهيب الخلف، أبدى خشيته من تحدي روسي لأمريكا على حساب المدنيين، معلقاً على استهداف النظام وروسيا لريف إدلب بقنابل الفوسفور" هذا ما كنا نخشاه… أن تتحدى روسيا أمريكا على حساب المدنيين البسطاء".

وهاجمت الولايات المتحدة، فجر اليوم، بصواريخ عابرة من طراز "توماهوك"، قاعدة "الشعيرات" الجوية التابعة للنظام بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد "خان شيخون" بأسلحة كيميائية.

والثلاثاء الماضي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.




المصدر