‘روعت ترامب واستفزت مشاعره.. صورتين تحديداً دفعتا الرئيس الأمريكي لاتخاذ ضربة عسكرية ضد الأسد’
9 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
[ad_1]
عندما بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلقي التقارير الاستخباراتية في يناير / كانون الثاني الماضي، تقدم فريق عمله بطلب للحصول على وسائل إيضاح إضافية للرئيس. وكان المطلب تحديداً هو أن يتضمن التقرير أقل عدد من الكلمات وأكبر عدد من الصور والرسوم التوضيحية.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه بحسب المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين الملمين بتفاصيل هذا المطلب، حدث الشيء فور دخول ترامب مكتبه في البيت الأبيض، حيث حصل فريق عمله على خطط طوارئ الحرب السورية الخاصة بالرئيس باراك أوباما وقسموا المعلومات الاستخباراتية إلى أجزاء صغيرة مزودة بالصور.
خلال الأسبوع الحالي، كانت الصورة المروعة للهجوم في خان شيخون و الذي استخدم فيه الأسد الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين السوريين هي ما استفزت مشاعر ترامب، الذي كان حتى وقت قريب يرفع شعار “أميركا أولاً”، أي عدم التدخل، وذلك لتوجيه 59 صاروخ “توماهوك” ضد أهداف عسكرية لنظام الأسد في سوريا فجر الجمعة الماضية.
وأفاد كبار مسؤولي الإدارة الأميركية الذين تحدثوا مع ترامب بأن صورتين تحديداً روعتا الرئيس، “صورة أطفال صغار يحتضرون، بينما ينثر عليهم أشخاص رذاذ الماء في محاولة يائسة لتنظيف أجسادهم من غاز الأعصاب، وصورة أب مكلوم يحمل جثتي توأميه الرضيعين المسجيين على الأرض بعدما توفيا مسمومين”.
ومع انتشار صور الأشلاء في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب عبر وسائل الإعلام، تحدث ترامب إلى مساعديه عن مدى فظاعة الصور، بحسب أحد كبار المسؤولين. إذ أفادت مستشارة الرئيس كيليان كونوي الجمعة الماضي بأن “ما شاهده العالم الليلة الماضية كان أمراً من القائد الأعلى للقوات المسلحة وأب وجد”. وأردفت أن “العالم أصيب بالرعب لمشاهدة صور الرضع يتلوون ويناضلون للبقاء على قيد الحياة. من يستطيع أن يتجاهل نظرتهم؟ هذا ما حرك رئيسنا الحازم والصارم وصاحب القرار الجريء”.
ولكن، لم تكن الصور المرعبة السبب الوحيد الذي دفع ترمب لاتخاذ هذا القرار. فأياً كان حجم القلق الذي أصابه إزاء سوريا التي مُنع لاجئوها من دخول الولايات المتحدة لمدة 120 يوماً بمقتضى مقترح الحظر الأخير الذي فرضه ترمب، فإنه أراد تحقيق انتصار حقيقي بعد مرور نحو شهرين على توليه الرئاسة.
توجيه ضربة إلى سوريا قد يساعده في إظهار استقلاله عن روسيا وعن رئيسها فلاديمير بوتين، الذي تسببت محاولاته التدخل في سير الانتخابات الأميركية عام 2016 في خلاف كبير. ثم إن ترامب يسعى لإظهار أنه زعيم أقوى وأكثر حسماً من أوباما الذي تعرض لانتقادات لاذعة عندما رسم “خطاً أحمر” مع سوريا بشأن استخدامها الأسلحة الكيماوية، ثم أحجم عن اتخاذ إجراء عندما اجتاز بشار الأسد ذلك الخط.
من جهة أخرى، على مدار الأسبوع، ركزت ملاحظات ترامب على الضحايا الصغار، وكانت أبرز تصريحاته تلك التي قال فيها: “عندما تقتل أطفالاً أبرياء ورضعاً أبرياء باستخدام الغازات الكيماوية السامة، يصاب الجميع بالصدمة، خصوصاً عند سماع نوع الغاز المستخدم”.
وهذا كان مضمون تصريح ترامب بعد ظهيرة الأربعاء الماضي خلال لقائه مع الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، مضيفاً أن ذلك يعتبر تخطياً لكثير من الخطوط، لا الخط الأحمر فقط. والخميس الماضي قال ترامب بلهجة حانية: “تعرض الأطفال الأبرياء للقتل. لا يجب السماح بترك الرضع يواجهون مثل هذا المصير المرعب”.
وبعد 54 ساعة من تلقيه خبر الهجوم الكيماوي ضمن تقريره الإخباري اليومي الثلاثاء الماضي، وأثناء وجوده مع الرئيس الصيني تشي جينبينغ بمقر إقامته الخاص بمنطقة مار لاغو بولاية فلوريدا، أصدر ترمب الأمر بمهاجمة قاعدة الشعيرات الجوية. وعند الساعة 7:40 مساء الخميس، بتوقيت واشنطن وبينما كان الزعيمان يتناولان العشاء، أطلقت مدمرة بحرية أولى ضرباتها الصاروخية من إجمالي نحو 60 ضربة باستخدام صواريخ “توماهوك” لتضيء السماء في وسط سوريا.
وأفاد مساعدي البيت الأبيض ونواب ترامب بأنه على الرغم من أن الصور قد صعقت ترامب، فإنه لم يتخذ القرار النهائي إلا بعد الرجوع لمستشاريه وعقد جلسة نقاش.
وعلى مدار يومين ونصف اليوم، عقد فريق الرئيس للأمن القومي عدداً من الاجتماعات عالية المستوى مع ممثلين عن وزارة الدفاع “البنتاغون” ووزارة الخارجية، وكذلك وكالات الاستخبارات ومجلس الدفاع القومي. وصرح وزير الخارجية، ركس تيلرسون الذي حضر النقاشات، قائلاً: “لا أعتقد أن هذا القرار جاء بناءً على رد فعل عاطفي على الإطلاق. إذ قيّم الرئيس ترامب الحقائق ونفذت الضربات أمام عينيه. وبعد مراجعة مواقف سابقة اتخذناها ومواقف لم نتخذها، وصل إلى القرار النهائي أنه لا يجب علينا أن ندير ظهرنا لما يحدث”.
إلا أن طبيعة التصرف جاءت سريعة، على عكس أسلوب أوباما، الذي كثيراً ما تباهى بأن قراراته دائماً ما تعتمد على المعلومات، لا العواطف، وهو ما وصفه منتقدوه بالتباطؤ، حسب وصف نائب الرئيس السابق ريتشارد تشيني، خلال فترة أوباما الرئاسية الأولى. وكان ترامب قد علم بخبر الهجوم الكيماوي صباح الثلاثاء، وسأل عن الخيارات الممكنة للرد الأربعاء وتلقى الإجابة الخميس ليصدر بعدها الأمر بتوجيه الضربات.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]