الأسد يواجه حياة جديدة.. لا هاتف ولا تجوّل ومخبأ تحت الأرض!

10 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
5 minutes

رأت صحيفة تايمز البريطانية أن حصانة الرئيس بشار الأسد وعائلته التي حكمت سوريا بقبضة حديدية منذ عام 1970، انتهت، وأنه سيكون عليه أن يعيش بلا هاتف خلوي بعيداً من عيون الأقمار الاصطناعية الأمريكية.

 

وكتب مايكل إيفانز، أن الأسد أدرك  بعد الهجوم بصواريخ توماهوك الأميركية، أنَّ حياته قد تكون مهددة من قبل الأمريكيين، في الوقت الذي بدأ فيه المدعون العموميون في أوروبا بمصادرة ما قيمته عشرات ملايين الجنيهات من ممتلكات عمه رفعت الأسد.

وكان الأسد يشعر بالأمان في حربه، تحت حماية موسكو وطهران وحزب الله. ثم جاءت ضربة الرئيس ترامب، التي لم تكن مجرد عقاب وإنما جاءت تحذيراً للأسد من أن أية هجمة قادمة باستخدام الأسلحة الكيماوية سوف تجر عليه مزيداً من التبعات.

تغيير النظام
ويقول إيفانز إنَّ ترامب يفكر الآن بتغيير النظام في دمشق، واستخدام الاغتيال لتحقيق مثل هذا التغيير المرجو أمر مطروح، وهو الأمر الذي لم يفكر فيه الرئيس أوباما قط. لذا، ستتغير حياة الأسد من الآن فصاعداً، للمرة الأولى بعد ست سنين من الصراع، لأنَّ مستشاريه سوف ينصحونه أن يعيش في مخبأ.وسوف يضطر الرئيس السوري، مثله في ذلك مثل أسامة بن لادن، وصدام حسين، وأبي بكر البغدادي، وكل زعيم إرهابي آخر على قائمة اغتيالات الولايات المتحدة، أن يبتعد عن عيون الأقمار الاصطناعية الأمريكية، وأن يعيش تحت الأرض وأن يتجنب استخدام هاتفه النقال.

رفعت الأسد
وربما تنتهي كذلك حرية عم الأسد، رفعت (79 عاماً)، والأخ الأصغر للديكتاتور الراحل حافظ الأسد، وأحد أعمدة النظام، بعد أن وافقت محكمة استئناف فرنسية على الاستيلاء على امبراطورية ممتلكاته العقارية، وممتلكاته الأخرى. ونتيجة لهذا القرار الفرنسي، أغارت الشرطة الإسبانية على ممتلكاته هناك، وجمدت ملكيتها. ويطارد قضاة التحقيق الفرنسيون رفعت الأسد، الذي يعيش في باريس ولندن، بتهم متعلقة بالفساد وغسيل الأموال.

وزادت هذه الإجراءات من الضغوط على بريطانيا، حيث يقيم رفعت الأسد بعض الوقت في بيت أثري مبني على الطراز الجورجي في ماي فير، قيمته عشرة ملايين جنيه إسترليني. ومُنع رفعت الأسد، المتهم بمذبحة حماة عام 1982 التي قتل فيها أكثر من ثلاثين ألفاً، من مغادرة فرنسا انتظاراً لنتيجة التحقيقات، باستثناء رحلات لبريطانيا لتلقي العلاج الطبي.

وكان كريس دويل، مدير المركز العربي البريطاني للتفاهم قد حض السلطات في لندن على الاستيلاء على ممتلكات رفعت الأسد في المملكة المتحدة. وهذا البيت الذي يقيم فيه رفعت الأسد في ماي فير، الكائن في نفس شارع السفارة المصرية، مملوك لشركة يديرها، مسجلة في جزر بريتيش فيرجن.

بيت من 13 غرفة
ويعيش ابن رفعت الأسد، رباط (41 عاماً) في بيت من 13 غرفة في الشارع ذاته، اشتراه عام 2014 بعد أن عرض في السوق بقيمة 17.5 مليون جنيه إسترليني. أما سوار الأسد (31 عاماً)، وهو ابن آخر لرفعت الأسد من إحدى زيجاته الأربعة، فقد سُجل في وثائق في اللكسمبورغ بأنه يعيش في بيت ذي ثماني غرف، يضم حمام سباحة داخلياً، وملعب تنس، في أوكسشوت سوراي. وعرض هذا البيت للبيع الصيف الماضي بقيمة 4.5 مليون جنيه إسترليني.

وكان سوار الأسد هذا مديراً لقناة العالمية التي تتخذ من لندن مقراً لها، والتي انهارت عام 2015 لتجعله مديناً بـ 4.8 مليون جنيه إسترليني.

وأصدر رفعت الأسد، وعائلته الممتدة، بياناً قالوا فيه إنهم “لم يستفيدوا قط من التمويل بأية طريقة تضر بالدولة السورية والشعب السوري”. وشككت العائلة في توقيت هذه “الإجراءات القضائية المنسقة” في فرنسا وإسبانيا “بعد 33 عاماً، في وقت تعاني فيه بلادهم أكثر من أي وقت مضى، وفي الوقت الذي ينبغي فيه لصوت رفعت الأسد أن يسمع للمساهمة في إيجاد حل سلمي للصراع السوري”.

وكان حافظ الأسد قد نفى أخاه رفعت الأسد في منتصف الثمانينيات بعد أن قاد انقلاباً فاشلاً. استقر رفعت أول الأمر في باريس، حيث حاز على وسام جوقة الشرف من الرئيس ميتران عام 1986. وقد انحاز رفعت مؤخراً مع المعارضة السورية في مسعاها لقلب النظام.