الاشتباكات في مخيم "عين الحلو" مستمرة.. من هو بلال بدر المتسبب بها؟


استحال ليل مخيم "عين الحلوة" الفلسطيني في لبنان نهاراً جرّاء الاشتباكات المستمرة فيه منذ أيام بين حركة فتح وعناصر من المتشددين يترأسهم بلال بدر.

واستُخدِمت في تلك الاشتباكات القذائف الصاروخية. وقُتل فيها ما لا يقل عن ستة أشخاص وناهز عديد الجرحى الأربعين، فضلاً عن عشرات المنازل والمحال التي دُمِّرت وأُحرِقت، فيما يقبع مئة ألف أو يزيد من قاطنيه في أسر المتحاربين.

وبعد فشل الوساطات التي بُذلت لوقف إطلاق النار، والتي تُوِّجت بمبادرة للقوى الإسلامية تفيد بتعهّد بلال بدر بتسليم سلاحه وفكفكة مجموعته، ثم التواري عن الأنظار بشكل كامل، والتي رفضتها "حركة فتح"، تبدو المعركة اليوم محاولة لتثبيت الشرعية الأمنية للفصائل المعترف بها من قبل الدولة اللبنانية (منظمة التحرير والتحالف والإسلاميين)، في وجه المجموعات الصغيرة، التابعة لتنظيمَي القاعدة و"الدولة الإسلامية"، أو المتأثرة بهما.

وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية فإن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب قال للصحيفة: "لا تفاوض مع بلال بدر. لا حل إلا بتسليم نفسه وإلا فإن المعركة مستمرة".

وفي هذا السياق، رأى القيادي الفتحاوي (جناح محمد دحلان) محمود عيسى الملقب بـ"اللينو"، في اتصال هاتفي أنّ "الكلام عن منح بلال بدر فرصة ليُسلّم سلاحه ويتوارى عن الأنظار كلامٌ خطير. وجع ساعة ولا كل ساعة. لقد فُتِحت المعركة ويجب أن تستمر لتصل إلى خواتيمها".

سبب الاشتباكات

أما عن سبب اندلاع الاشتباكات، فذكرت مصادر "حركة فتح" أنّ بلال بدر طالب القوّة الأمنية بدفع خوّة قدرها 30 ألف دولار كدفعة أولى، ثم مبلغ عشرة آلاف دولار شهرياً للسماح للقوة الأمنية بالانتشار في حيّه. ولمّا رفض الضابط المسؤول عن القوة الأمنية عرضه، ردّ شباب بلال بدر بإطلاق النار عليها لطردها من حي الطيري.

غير أنّ مصدراً مقرّباً من بدر ذكر للصحيفة "أنّ بلال طالب القوّة الأمنية بدفع التعويضات للمتضررين جرّاء الاشتباكات الأخيرة، إلا أنّ أحد عناصر القوّة الأمنية (م. ف) المقرّب من اللينو، بادر بإطلاق النار على المجموعة، فاندلعت الاشتباكات".

ورغم تبرّؤ القوى الإسلامية ممّا اقترفه بدر، إلا أن مصادر "الشباب المسلم" رأت أنّ "ردّ الفعل جاء مبالغاً فيه من قبل حركة فتح"، ورأت أنّ "الخطأ الصغير يُكبّر للإيحاء بأن هناك خطأً كبيراً".

ونقل المصدر الإسلامي أنّ "مهاجمة بلال بدر في داره وحيّه من دون إعطائه فرصة للانسحاب ستدفع به للاستماتة في القتال"، مشيراً إلى أنّ "الغاية من افتعال الاشتباكات الأمنية المتكررة تدمير المخيم وتهجير أهله خدمة لأجندات خارجية".

من هو بلال؟

شاب في الثلاثين من العمر، كان ينتمي إلى حزب فلسطيني يساري قبل أن يصبح إسلامياً إثر مواعظ على يد بعض المشايخ في المخيم، تدرّب على تصنيع المتفجرات وبدأ يلقنها لأنصاره الذين حرضهم على قيادات حركة "فتح".

اتخذ من حي الطيري في مخيم عين الحلوة مقراً له فضلاً عن مقر ثان في الشارع الفوقاني، بدأ نشاطه عام 2011 قبل أن يتأثر بالقاعدة و"تنظيم الدولة".

وتضم مجموعة بدر بين 50 إلى 60 مسلحاً وكانت وراء اغتيال عناصر من "فتح" وفلسطينيين بتهمة التعاون مع الاستخبارات اللبنانية.

وبدر مطلوب بعشرات الجرائم بين اغتيال مسؤولين في الفصائل الفلسطينية ومتعاونين مع الأجهزة الأمنية والاعتداء على مراكز الجيش اللبناني في مدينة صيدا وتحضير عبوات ناسفة والتواصل مع مجموعات إسلامية مُتشددة في سوريا.

وهناك شهادات حول قيام بدر بتصنيع 60 عبوة ناسفة كانت واحدة منها من نصيب قائد كتيبة "شهداء شاتيلا" في قوات الأمن الوطني الفلسطيني العقيد طلال الأردني، حينما تم وضعها في سيارة كانت متوقفة قرب المحطة في شارع حطين (بالقرب من مكتب الأردني)، وتم تفجيرها لاسلكياً بعد ثوان من مرور سيارته ومن دون أن يفلح في اغتياله، ليتم اغتيال المسؤول "الفتحاوي" بعد حوالي عام في المكان نفسه.




المصدر