المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة يبحثون عن أخبار العالم الخارجي.. وهذه أساليبهم
10 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
منذ بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” تطبيق قراره الخاص بمنع أجهزة استقبال القنوات الفضائية، عمد السكان المدنيين في مناطق سيطرته، إلى البحث عن الوسائل البديلة القادرة على تسلط لهم الأضواء على ما يجري خارج إطار الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.
يقول الشاب سليمان العلي الذي يقطن في إحدى البلدات التابعة لمحافظة الرقة، إنه منذ بدء تطبيق هذا القرار بشكل فعلي، أصبح التواصل مع الأقارب والأصدقاء هو وسيلة المعرفة شبه الوحيدة لمعرفة ما يجري في خارج المناطق الخاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة”.
وأضاف سليمان، أن هذه الخطوة وبسبب ما تحمله من أخطار على الطرف المتلقي (بسبب حملات التفتيش المستمرة من عناصر التنظيم على أجهزة الهاتف الشخصية)، إلا أن الكثير من المدنيين ما زالوا يعتمدون عليها، مع اتخاذ بعض الإجراءات الاحتياطية، من بينها حذف المحادثات (الواتس أب) بشكل فوري، أو الاعتماد على المحادثات الصوتية، التي تعد أكثر الطرق أمناً، كما أنها تعطي الطرف الآخر (المرسل) حرية الكلام وذكر التفاصيل.
أما جهاد من مدينة البوكمال شرق دير الزور، فيقول إن الأخبار لا يمكن الاعتماد في الحصول عليها من رواد مقاه الإنترنت فقط، وإنما هناك وسائل أخرى، من بينها التجار الذين يمنحهم “تنظيم الدولة” تسهيلات كبيرة في الدخول والخروج، ويعمدون إلى السفر للمحافظات المجاورة لجلب البضائع بشكل شهري تقريباً.
وبين جهاد، أن وسائل الإعلام التابعة للتنظيم سواء إذاعات، أو صحف “هي عبارة عن منشورات ورقة أكثر منها صحف”، فلا يعتمد عليها كثيراً في الحصول على الأخبار، خاصة، وأن الأخيرة يحصر توزيعها بعناصره فقط أغلب الأحيان، كما أن إعلام التنظيم يعتمد بشكل كبير على الجانب الدعائي والنظرة الإحادة وتكريس وجهة نظره في الأحداث والتطورات الميدانية.
الناشط الإعلامي قيس الأحمد، أكد بدوره لـ”السورية نت”، أن التواصل مع الخارج عبر اللجوء إلى مقاه الإنترنت، هي الوسيلة الأهم في معرفة ما يجري، منوهاً في الإطار، إلى أن بعض الأخبار يتم الحصول عليها من عناصر “تنظيم الدولة”، خاصة المتعلقة منها بالأمور الميدانية الجارية في سوريا.
وشدد الأحمد، على أن منع التنظيم وتضيقه لوسائل الإعلام والاتصالات، أدى إلى حضور الشائعات والأخبار الكاذبة بشكل كبير، مبيناً أن “تنظيم الدولة” يلعب دوراً كبيراً أحياناً في هذا المجال، عندما يكون هو مصدر هذه الشائعات “لغايات في نفسه”، وهي تتعلق عادة ببث أخبار انتصارات وهمية، وفي كثير من الأحياء نشر إشاعات وأخبار كاذبة عن مقاتلي المعارضة، بهدف النيل من التأييد الذي ما زال يحظون به لدى نسبة كبيرة من السكان المدنيين داخل مناطقه، وهو ما يخشاه التنظيم بشكل كبير.
يذكر بأن “تنظيم الدولة” أصدر في مرات عدة بيانات ومنشورات عدة، تتعلق بمنع بيع أو تداول أو ترويج أو استعمال أو إصلاح أجهزة الاستقبال الفضائية، بحجة أنها “تبث ليل نهار ما فيه حرب لله ورسوله، وإشاعة الشبهات والدعاية للشهوات والمنكرات”، مهدداً المخالفين بالمحاسبة.
ويتولى ما يسمى “ديوان الحسبة” عادة ملاحقة المخالفين وتحديد العقوبات والغرامات المالية، وتم تنفيذ عقوبات عدة في الساحات العامة وخاصة عقوبة الجلد، إضافة إلى دفع غرامة مالية للكثير من مخالفي هذا القرار، وسط تهديد التنظيم المتكرر للمخالفين بعقوبات أشد.
[sociallocker] [/sociallocker]