بعد خان شيخون النظام السوري يشنُّ هجوماً جديداً بالأسلحة الكيميائية
10 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
وليد غانم: المصدر
بعد خان شيخون النظام السوري يشنُّ هجوماً جديداً بالأسلحة الكيميائية .. يجب ردع النظام السوري عن تكرار ارتكاب المجازر بجميع أنواع الأسلحة
لم يمضِ أكثر من 72 ساعة على الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي نفَّذته طائرات النظام السوري على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، حتى تحدَّى النظام السوري المجتمع الدولي مجدداً واستخدم أسلحة كيميائية في إطار هجوم شنَّه على حي القابون في العاصمة دمشق.
سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة 7/ نيسان/ 2017 قرابة الساعة 16:00 استخدام قوات النظام السوري قنبلتين يدويتين مُحمَّلتين بغاز سام على الجبهة الشرقية من حي القابون؛ ما أدى إلى إصابة مقاتِلَين اثنين من المعارضة المسلحة بأعراض اختناق وضيق في التَّنفس وسعالٍ شديد.
تحدَّثنا إلى أحد مقاتلي المعارضة المسلحة يُدعى “خليل” الذي أُصيب في القصف ووصف لنا رائحة الغاز المستعمل بأنها تُشبه غاز الكلور وقد سبَّبت له تخريشاً قصبياً وعانى من سعال شديد وضيق في التنفس وتمَّ إسعافه عبر تزويده بقناع أوكسجين وإعطائه موسعات قصبية، توافقت رواية خليل مع الصور والمقاطع المصورة التي وردت إلينا، ونحتفظ بنسخٍ منها.
هذه الهجمة تأتي على الرغم من توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لمطار الشعيرات العسكري الذي يُعتقد أن طائرات النظام السوري قد شنَّت من خلاله هجمتها على مدينة خان شيخون بالأسلحة الكيميائية، ويبدو أنها رسالة تحدِّي واضحة تؤكد أن النظام السوري سوف يستمر باستخدام الأسلحة الكيميائية، ربما على نطاق أضيق كي لايلفت الانتباه، كما أنه مستمر مع حليفه الروسي في عمليات القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، فعمليات القتل لم تتوقف منذ هجوم خان شيخون، وسوف نصدر تقريراً يستعرض أبرز تلك الانتهاكات وحصيلة الضحايا المدنيين التي تسببت بها، ويبدو أن الضربة الأمريكية لم تُحدِث أيَّ تغير في سلوك النظام، حتى إن لدينا معلومات عن إقلاع الطائرات الحربية من مطار الشعيرات بعد قصفه، وذلك بعد أمرِ القيادة الروسية النظامَ السوري بإفراغه قبيل الضربة الأمريكية.
إذا ما أضفنا هذه الهجمة الجديدة إلى سجل الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أرشيف استخدام الأسلحة الكيميائية، الذي سلجناه منذ عام 2012 عبر تقارير دورية يصبح لدينا ما لايقل عن 168 هجمة كيمائية نفّذها النظام السوري بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27/ أيلول/ 2013، بينها 99 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و43 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015 الذي قرر إنشاء آلية التحقيق المشترك، وقد تسببت هذه الهجمات في مقتل 208 شخصاً يتوزعون إلى:
155 مدنياً بينهم 65 طفلاً، و29 سيدة (أنثى بالغة)
46 من مقاتلي المعارضة المسلحة.
7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في أحد سجون المعارضة.
وإصابة ما لايقل عن 2409 أشخاص.
http://sn4hr.org/arabic/category/تقارير/التقارير-الخاصة/أسلحة/الأسلحة-الكيميائية/
http://sn4hr.org/blog/category/report/special-reports/weapons/chemical-weapons/
لم يستخدم النظام السوري في هجومه الكيميائي على حي القابون غاز الأعصاب الذي يُرجَّح بشكل كبير استخدامه في هجوم خان شيخون، لكنه حتماً استخدم مادة كيمائية سامة لانتمكن من تحديد ماهيتها، بسبب استحالة الوصول إلى الموقع وأخذ عينات، لكننا اعتمدنا على الأعراض والشهادات وتحليل الصور والفيديوهات، وهذا يُشكِّل خرقاً لجميع قرارات مجلس الأمن ولاتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيمائية.
لن يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وحرب وإبادة، سوى الضغط الجدي لتحقيق انتقال سياسي يؤدي بانتقال سورية نحو الديمقراطية، واحترام الحريات وحقوق الإنسان، ومازال النظام السوري حتى الآن يرفض قطعياً أي حلٍّ سياسي عادل.
لقد استخدمت روسيا والصين حقَّ النقض 7 مرات في الأزمة السورية لصالح النظام السوري؛ ما أدى إلى فشل مجلس الأمن بشكل تام في حماية القانون والنظام الدولي، كما أن التَّحرك في الجمعية العامة لتشكيل رأي عام ضد النظام السوري لم يتحقق، نظراً لأن الدكتاتوريات دائماً تُساند بعضها البعض، ويجب أن يُطرَح سؤال جدي من قبل القانونيين، وبشكل خاص داعمي مبدأ مسؤولية الحماية، عن الخطوة التالية في مثل هذه الحالة، لأنَّ النظام السوري وعبر سبع سنوات شعر بامتلاك ضوء أخضر يسمح له بارتكاب جرائم بلا حدود، وسوف يستمر في ذلك دون أدنى شك.
للاطلاع على التقرير كاملاً نرجو زيارة الرابط
http://sn4hr.org/arabic/2017/04/09/7883/
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]