صمود المعارضة والمتغيرات الدولية تنهي مشروع التهجير شرق دمشق
11 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
جيرون
استهدف الطيران الحربي اليوم حي القابون شرق العاصمة السورية دمشق بعدد من الغارات، تزامنًا مع قصف مدفعي صاروخي عنيف على الحي تجاوز 15 صاروخ أرض- أرض، ما أدى لمقتل وجرح عدد من المدنيين إلى جانب دمارٍ واسعٍ في الأبنية السكنية. في الوقت الذي يبدد فيه صمود قوات المعارضة، المخاوف من تهجير قسري يتمكن النظام من فرضه على أحياء دمشق الشرقية والغوطة.
يأتي القصف الجوي والصاروخي على حي القابون اليوم مع استمرار المواجهات العنيفة بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام السوري على محور البساتين وشارع الحافظ، للشهر الثاني على التوالي دون أن تستطيع القوات المهاجمة اقتحام أي من الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، في حين يؤكد ناشطون أنها تكبدت خسائر فادحة في الأرواح تجاوزت 200 عنصرًا بينهم ضباط إلى جانب تدمير وإعطاب عدد كبير من الآليات الثقيلة.
من جهته قال الناشط الإعلامي عامر الشامي لـ (جيرون) “لأكثر من شهرين تحاول قوات النظام مدعومة بالميليشيات الأجنبية وغطاء جوي مدفعي وصاروخي اقتحام الأحياء الشرقية للعاصمة دون جدوى، رغم التفوق العسكري للمهاجمين. واستهدف النظام اليوم حي القابون بسبع غارات جوية، إضافة لعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، أودت بحياة شخصين، وفق ما أكدته مصادر طبية في الحي”.
وأضاف “أن حيي القابون وتشرين حسما أمرهما بالقتال حتى النهاية ورفض أي مشروع (للتسوية) أو التهجير، في حين مازال الموقف داخل حي برزة يتأرجح حتى اللحظة، وهناك محادثات متواصلة بين وفود من الحي والنظام ما هي ملامحها؟ وإلى أين يمكن أن تصل؟ كل مازال مجهولًا حتى الآن”.
ووجد الشامي “مبررات -إن صح التعبير- لأهل حي برزة، الذي يضم عددًا كبيرًا من المهجرين والنازحين يخشون من عودة الحرب، وهو ما يشكل ضغطًا إضافيًا على الفصائل في الحي، التي أوقفت معركة خطط لخوضها ضد قوات النظام، بعد أن نزل المدنيون إلى الشارع رافضين ذلك”.
بالمقابل تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، أسفر عن سقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين سيما في بلدة كفر بطنا، تزامنًا مع استمرار المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام وميليشياتها على أكثر من محور أبرزها حوش الضواهرة التي تحاول الأخيرة التقدم والسيطرة عليه.
بدوره أكد المكتب الإعلامي لـ”جيش الإسلام” اليوم أن “مقاتلي الجيش صدوا جميع محاولات النظام وميليشياتها للتقدم على محور حوش الضواهرة وكبدوها خسائر في العتاد والأرواح”، مضيفًا أن مواجهات مماثلة اندلعت على جبهة الطريق الدولي دمشق- حمص، دمر خلالها مقاتلو الفصيل المعارض عددًا من المواقع لقوات النظام.
لم تهدأ المعارك العنيفة على جبهات الغوطة الشرقية، منذ نحو عام، ويؤكد ناشطو المنطقة أن قوات النظام تسعى إلى إحكام الحصار على المقاتلين والمدنيين داخل المناطق السكنية، لإجبارهم على القبول بسيناريو مشابه لما حصل في العديد من المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق.
في هذا السياق قال الشامي “سيناريو التهجير القسري لن يحدث في الغوطة الشرقية، الغوطة تختلف عن كل المناطق الأخرى، ولديها مقاتلون شرسون خاضوا معارك طويلة أرهقت النظام وحلفائه، إلى جانب الحاضنة الشعبية الواسعة للثورة داخل الغوطة الشرقية وغير الموجودة ربما في أي منطقة أخرى”.
بينما يعتبر آخرون أن سيناريو التهجير القسري تجاه محيط العاصمة انتهى ليس فقط بسبب صمود الأحياء الشرقية والغوطة، بل أيضًا بفعل المتغيرات السياسية وأخرها الموقف الأميركي تجاه الملف السوري، إلى جانب العديد من المعادلات المرتبطة بالعاصمة، وهي وفق رأيهم معقدة وشائكة، وقد تحمل مفاجئات لا يتوقعها أحد في حال تمادى النظام وأصر على تهجير تلك المنطقة.
في هذا الجانب قال الناشط أبو محمد الدمشقي لـ (جيرون) “أعتقد أن المخاوف من التهجير القسري في الأحياء الشرقية تحديدًا القابون وتشرين، والغوطة تبددت كليًا لصمود الثوار، والخسائر الفادحة لقوات النظام وحلفائها، وهو ما حمل رسالةً لهم أن الإيغال أكثر في الإجرام ضد هذه المناطق سيجمل مفاجئات لن يحتملها الأسد وحلفائه، وأكبر مثال على ذلك معركة (يا عباد الله اثبتوا) خلال الشهر الماضي، وهي تمثل فقط ما يقارب 5 بالمئة من قدرة الفصائل في الغوطة الشرقية، أضف إلى ذلك الموقف الأميركي الجديد فيما يخص الملف السوري وهو ما سيجعل النظام وحليفيه الروسي والإيراني يفكران مليًا قبل اللجوء إلى أي خيار من شأنه أن يكون بمثابة الضربة القاضية للنظام سياسيًا”.
[sociallocker] [/sociallocker]