‘نقرش: الضربة الأميركية ليست كافية وما قبلها ليس كما بعدها’

11 أبريل، 2017

جيرون

شكلت الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص وسط البلاد قبل أيام، وفق كثير من المراقبين والمحللين السياسيين، علامة فارقة في الصراع الدائر في سورية منذ 6 سنوات، ليس لدخول الولايات المتحدة بثقلها السياسي والعسكري مباشرة في الصراع، إنما أيضًا لما يمكن أن يحدثه هذا التدخل من تغيير الخرائط والمعادلات المرتبطة بالملف السوري، إقليميًا ودوليًا، وما قد ينتج عنه من تفاهمات، ربما تصل إلى إيجاد حل تلتزم به جميع الأطراف.

ذهبت بعض وجهات النظر إلى أن الضربة الأميركية أخيرًا ما هي إلا خطوة أولى لسياسة واشنطن الجديدة تجاه سورية والمنطقة برمتها، سيتبعها كثير من الخطوات، ربما تصل إلى إسقاط النظام، في حين ترى وجهات نظر أخرى أن التدخل الأميركي جاء حاملًا رسائل سياسية للنظام وحلفائه، أنهت انفراد موسكو سياسيًا وعسكريًا بالملف السوري، وهو ما سيقود إلى مرحلة جديدة من المفاوضات بين موسكو وواشنطن؛ للوصول إلى تفاهمات جديدة في سورية تقود إلى ترتيب ملفات المنطقة المعقدة والمتفجرة في أكثر من صعيد.

في هذا السياق قال النقيب سعيد نقرش، قائد “لواء شهداء الإسلام” لـ (جيرون): “حتى الآن التدخل الأميركي الذي حصل محدود جدًا، وهو لا يعدو كونه رسالة سياسية قوية للنظام، في الوقت نفسه اختبار لردات فعل الأطراف المعنية بالحرب السورية، ولا سيما روسيا. ولكن في حال كانت هناك جدية لدى الولايات المتحدة في أخذ دورها الذي عطلته -إلى حد ما- سياسة أوباما، فإن تغييرًا على الأرض لابد من أن يحدث”.

وأضاف: “رد الفعل الروسي بدا غير متوازن، وانفعاليًا، وكأن الروس لم يتوقعوا، أو لَم يضعوا في حساباتهم أن إقدام الولايات المتحدة على مثل هذه الخطوة. في كل الأحوال ما بعد الضربة ليس كما قبلها، فواشنطن أرسلت أنها موجودة، وليس بإمكان روسيا التفرد بالملف السوري واحتكاره، وارتدادات الضربة بدأت تظهر، أولًا بإعلان الروس إيقاف التنسيق في الطلعات الجوية فوق سورية، وكذلك توجيه موسكو عدة اتهامات للأميركيين والأوروبيين، وستظهر ردات فعل جديدة خلال الأيام المقبلة من شأنها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة”.

وأشار نقرش إلى أن ” المرحلة التي سبقت الضربة كانت واضحة بأنها تتجه نحو سياسة التقسيم، خاصةً وأن الولايات المتحدة طوال السنوات الماضية كانت تنأى بنفسها عن ضرب النظام ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين، وتنفرد بمساندة الأكراد في الشمال فحسب، وتصريحاتها كانت توحي بأنها ستعيد تأهيل النظام، ولم تعد تذكر الكلام الذي رددته مرارًا عن فقدان بشار الأسد للشرعية وضرورة محاسبته”.

ولفت إلى أن التدخل الأميركي والرسائل السياسية القوية التي حملها، وما قد ينتج عنه من تغييرات سياسية وميدانية، إلا أن ” الخوض في الكلام عن إسقاط النظام مازال مبكرًا، وما حدث لا يكفي للبدء بحسابات جديدة مختلفة كثيرًا، وأعتقد أن الضربة محدودة جدًا، ولا يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حال توقف الموضوع عند هذا الحد”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]