‘اتحاد الديمقراطيين السوريين: جرائم العصر!’

12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
5 minutes

اتحاد الديمقراطيين السوريين-

    انضم مئات القتلى والاف الجرحى المصريون إلى عشرات آلاف قتلى وجرحى الاجرام الداعشي والارهابي في سورية والعراق وليبيا والاردن واليمن والعربية السعودية ، لتتوحد بذلك معاناة شعوب دولنا تحت ضربات تنظيم ارهابي يقتل الابرياء ويبطش بالاحياء بطرق لم تكن شناعتها لتخطر ببال حتى اعتى محترفي الاجرام . يقتل ” داعش” دون تمييز ، لذلك قتل السوري والعراقي والليبي واليمني والفلسطيني والخليجي ، وها هو يقتل لمرات متكررة المسيحي المصري وهو في كنائسه، بين يدي خالقه ، مثلما سبق له ان قتل مرات بلا حصر او عدد المسلم الذي يصلي في مساجده ، وهو بين يدي خالقه ايضا .

   لا مسوغ في دين او اخلاق او نواظم حياة وعيش لقتل أي برىء ، ولن يسامح الله قتلة ” داعش” ، الذين امتهنوا قتل المظلومين، الذي يتجاوز قتل انفسهم ـ التي حرم الله قتلها ـ إلى قتل ما أمر الله به من إخاء وتراحم بين اتباع الاديان السماوية ، فما بالك ان وقع  قتلهم باسم الاسلام ، وهم بين يدي خالقهم ، في لحظة تعبد وصلاة ، يطلبون الامن والسلام لهم ولجميع خلقه ، ويلتقون في الله مع جميع مخلوقاته، التي تقدست حياتها باوامره ونواهيه ؟.

   وسط هذا العنف الداعشي المجنون ، الذي يقابله عنف سلطوي لا يقل اجراما وجنونا عنه ، يجد الناس انفسهم بين مطرقة تنظيمات ارهابية حاقدة وسندان اهمال وفوضى وفساد حكومي مستشر، ويحار الاحياء منهم في الجهة التي يمكنها حمايتهم من اجرام يهب عليهم من كل اتجاه ، يأتيهم تارة من بين ايديهم وطورا من فوق رؤوسهم، فيقتلهم ويجرحهم بمئات الآلاف ويعطل  بيئتهم الوطنية ، ويشحن أجواء مجتمعاتهم بالاحتقان والتفجر ، بينما تفقدهم انقساماتهم ما اورثهم التاريخ اياه من علاقات طبيعية واخوية .آنسغرب ، بعد هذا ، أن تهجر شعوب بكاملها من اوطانها ، وتتفكك مجتمعات كانت مكوناتها تعتقد ان متوطنة بقوة فيها ، لكن الاجرام استهدفها واقتلعها بسكاكينه من بيئاتها التاريخية ، الدينية والوطنية والحضارية ، وافقر برحيلها القسري مجتمعاتها روحيا وانسانيا ، وشطبها كاجزاء اصيلة من شعوبها، اسهمت في تكونها التاريخي ولعبت ادوارا مهمة في حمايتها وتقدمها ، قبل ان يقوض الاجرام الداعشي والسلطوي فرص بقائها في اوطانها ، ويدمر ما بينها وبين مسلميها من وحدة ايمانية جمعت الديانات السماوية تحت إهاب توحيدي/ انساني احل التراحم محل الصراع بينها، إلى أن جاء من يحول الاسلام كدين رحمة يتسع صدره لسائر مخلوقات الله، الى ايديولوجية دموية تفتك بمن كرمه الله : بني آدم  الذي تقتل وكأنه ذبابة ،بينما ترد النظم القائمة على الاجرام بالقمع والاضطهاد البوليسي ، وتعمل بدورها كما تعمل اية عصابة اجرامية . بهذا التطور التكاملي بين الارهاب والسلطة، تحولت مصر إلى ساحة يترك ما بقي فيها من مدنية وحرية مكانه لطوفان عنف يتدفق على المواطن من كل حدب وصوب ، بينما تتحول المؤسسات التربوية والدينية إلى طرف يقف صامتا حيال العنف المتفاقم أو ينحاز إليه ، بدل ان يمد الناس بالمساندة الروحية والتربوية الانسانية، ويبعدهم عن مراجل العنف ، ويقيهم الانخراط فيها ، ويقاوم ما فرضته الحكومات عليهم من بطالة وفقر ، وخصتهم به من اهمال وازدراء.

   ليس قتل الابرياء في المساجد والكنائس بالامر الجديد ، بل صار عادة عمت حياتنا اليومية ، فصرنا نخشى عواقب البقاء في منازلنا كي لا تقتلنا النظم بالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيماوية ، والذهاب إلى بيوت الله كي يهشمنا الارهاب باحزمة ناسفة وقنابل غادرة ، وملأنا بين منزلنا وبيوت الله خوف مقيم جعلنا نكره عيشنا ، ونعتبر انفسنا امواتا بيد داعش واجهزة القمع السلطوي، لا نجاة لنا دون اعادة نظر شاملة وجذرية جدا بكل مفردة من مفردات حياتنا وتفكيرنا ، وثورة تضعنا على طريق النجاة جماعات وافرادا ، وتخرجنا من مدارات هلاكنا الراهنة.

  يدين :” اتحاد الديمقراطيين السوريين ” باقسى العبارات جرائم الارهاب ضد المساجد والكنائس اينما وجدت ، ويدين الاعتدائين الاجراميين على الكنيستين في مصر ، ويطالب رجال الدين بالقيام بواجبهم حيال شعوبهم، وبالعمل لكبح انحراف قطاعات واسعة منها عن جادة الايمان إلى جادة التكفير والقتل، ويطالب المجتمعات المدنية والاحزاب في مختلف البلدان العربية بمواجهة القتلة الى اية جهة انتموا  وسواء كانوا في اجهزة الدولة ام تنظيمات الارهاب ، ويناشد المواطنين ان يصمدوا في بلدانهم ، وأن لا يغادروها ، لان ذلك سيكون سيكون تطهيرا دينيا وعرقيا ، وسيعتبر الانتصار الاكبر لدواعش الارهاب والنظم الحاكمة.

غازي عينتاب ١١/٤/٢٠١٧                                                

اتحاد الديمقراطيين السوريين

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]