“كلور” على القابون بعد “سارين” خان شيخون.. ما الذي يردع النظام عن تكرار المجازر بمختلف الأسلحة؟


لم يمضِ أكثر من 72 ساعة على الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي نفَّذته طائرات نظام الٍأسد على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، حتى تحدَّى النظام المجتمع الدولي مجدداً واستخدم أسلحة كيميائية في إطار هجوم شنَّه على حي القابون بالعاصمة دمشق.

وقد سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الجمعة 7 نيسان الجاري استخدام قوات النظام قنبلتين يدويتين مُحمَّلتين بغاز سام على الجبهة الشرقية من حي القابون؛ ما أدى إلى إصابة مقاتِلَين اثنين من المعارضة بأعراض اختناق وضيق في التَّنفس وسعالٍ شديد.

ووصف “خليل”، وهو أحد المصابين في القصف، رائحة الغاز المستعمل بأنها تُشبه غاز الكلور، وقد سبَّبت له تخريشاً قصبياً وعانى من سعال شديد وضيق في التنفس وتمَّ إسعافه عبر تزويده بقناع أوكسجين وإعطائه موسعات قصبية. وتوافقت رواية خليل مع الصور والمقاطع المصورة التي وردت إلى الشبكة السورية لحقوق الإنسان لتؤكد حدوث الهجمة الكيميائية.

وكان لافتاً أن استخدام السلاح الكيميائي في القابون جاء على الرغم من توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لمطار الشعيرات العسكري الذي يُعتقد أن طائرات النظام قد شنَّت من خلاله هجومها الكيميائي على مدينة خان شيخون.

ويمثل ذلك رسالة تحدِّي واضحة تؤكد أن النظام سوف يستمر باستخدام الأسلحة الكيميائية، ربما على نطاق أضيق كي لايلفت الانتباه، كما أنه مستمر مع حليفه الروسي في عمليات القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، فعمليات القتل لم تتوقف منذ هجوم خان شيخون.

ويبدو أن الضربة الأمريكية لم تُحدِث أيَّ تغير في سلوك النظام، فقد عاودت الطائرات الحربية إقلاعها من مطار الشعيرات بعد قصفه، حيث بثّت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو تظهر عودة المطار إلى الخدمة، بعد يومين فقط من القصف الأمريكي الذي استهدفه بصواريخ “توماهوك”.

وأظهرت بعض الفيديوهات سلامة مدارج الطائرات من القصف، وهو ما فسّر عدم توقف المروحيات الحربية عن الإقلاع والهبوط من المطار.

يذكر أن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجّل ما لايقل عن 9 هجمات كيميائية نفَّذها النظام منذ بداية عام 2017 وحتى 4 نيسان الجاري، وذلك في كلٍّ من إدلب وحماة وريف دمشق ودمشق؛ وتسببت هذه الهجمات في مقتل 77 مدنياً، بينهم 25 طفلاً، و16 امرأة، إضافة إلى مقاتل من فصائل المعارضة، وإصابة ما لايقل عن 243 شخصاً، وكان أبرزها الهجمة التي شهدتها مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي والتي راح ضحيتها 76 مدنياً بينهم 25 طفلاً، و16 امرأة قتلوا خنقاً؛ نتيجة قصف بصواريخ تحمل غازات سامة ألقتها طائرات من طرازsu 22 تابعة للنظام على الحي الشمالي في المدينة، وأظهرت المقاطع المصورة التي بثَّها ناشطون أعراض وعلامات اختناق وضيق في التنفس.



صدى الشام