هل ينفذ الجيش المصري انقلابًا ضد السيسي؟
12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
أحمد مظهر سعدو
على خلفية تفجير الكنيستين في مصر، واعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وانتشار الجيش في الشارع المصري، يتساءل بعضهم: هل تطيح التفجيرات الأخيرة حكمَ عبد الفتاح السيسي كما أطاح تفجير كنسية القديسين مباركًا؟
من جهته استبعد الكاتب السوري جبر الشوفي، حدوث انقلاب في مصر، “فالأوضاع الحالية غير مهيأة -حتى الآن- لانقلاب عسكري، فالقوى المعارضة مشتتة وضعيفة نسبيًا، والجيش محاط بعناية أمنية فائقة، علمًا أن أي انقلاب عسكري سيؤدي إلى مزيد من التدهور في أوضاع البلاد المنهكة اقتصاديًا والقلقة أمنيًا، والقوى المنافقة وصاحبة المصالح مع نظام السيسي لن تفرط بمصالحها بسهولة!”
في حين قال الكاتب حبيب صالح: أنا لا أريد انقلابًا عسكريًا جديدًا في مصر، يخلط كل الأوراق، ويفتح كل الأبواب على صراع سوري جديد في مصر! مناهج التغيير في العالم أصبحت دستورية وشعبية ومطلبية! كما أن الانقلاب في مصر سيمهد لحرب أهلية ومذهبية! ويؤدي إلى تفشي الإرهاب بقوة مضاعفة! وعودة الإخوان إلى حكم مصر!!وهذا ليس نهجًا أو قوميًا! إنه نهج مذهبي فتنوي سلفي”. ويضيف صالح: “انتهى عهد الانقلابات العسكرية، ولتقم الثورات المطلبية والثورات الشعبية بطروحات ديمقراطية، تنأى بالإسلام عن التسييس مرة أخرى، وهو ما أورثنا كوارث ستطول مرحلة الخروج منها”.
واستبعد الكاتب الصحافي المصري، حمادة إمام، وقوع انقلاب؛ فـ “الجيش المصري جيشنا، جيش مصر، وليس جيش السيسي”.
وقال الكاتب محمد خليفة: ” إن الأوضاع في مصر تحتوي كل عوامل الانفجار الاجتماعي، وليس الانقلاب العسكري؛ لأن الانقلابات كانت من سمات عصر ما قبل ثورة الاتصالات التكنولوجية، فهذه أنهت ظاهرة الانقلابات، ولكن أقول جازمًا إن أوضاع مصر الداخلية خليط من البارود والنار والعبث. ولا يسع المراقب إلا أن يلاحظ تزايد العمليات الإرهابية بوتيرة تصاعدية ومتسارعة، وانفجار الكنيستين تتويج دموي لتطور خطِر له معنى وحيد، هو فشل النظام السياسي وعجزه الأمني، على الرغم من أنه ذو طبيعة أمنية بحتة. جاء النظام بانقلاب مُقنَّع بموديل عصري، صممه جهاز الاستخبارات (لا الجيش نفسه) بتواطؤ بعض النخب الإعلامية والسياسية الخائنة، واقتصرت أجندته على تحقيق الأمن والاستقرار، ووقف الانهيار الاقتصادي، ولكن المحصلة بعد أربع سنوات عجاف، تدهور أمني واقتصادي أكبر، على الرغم من أنه تلقى جرعات مالية هائلة من دول الخليج العربية؛ فتحطمت دعامتا السلم الاجتماعي في بلد يعيش فيه مئة مليون، أغلبيتهم تحت خط الفقر، وتخلى عن مسؤوليته القومية تجاه العدو الإسرائيلي منذ أربعين سنة؛ بذريعة أعباء الحرب الباهظة والحاجة الماسة إلى التنمية”.
وأضاف خليفة: “لقد تنكر النظام البوليسي لأهداف ثورة 25 يناير 2011، وعلى الرغم من حملاته الديماغوجية، أشهر إفلاسه وعجزه عن تحويل شعاراته ووعوده إلى إنجازات، وفشل في بلورة رؤية أو برنامج استراتيجي لنهضة مصر. والحريات العامة تقهقرت إلى أسوأ مما كانت عليه في عهود مبارك والسادات، ورجع البلد إلى حال تشبه ما كانت عليه في فترة الأزمة المستعصية 1948 – 1952. مصر مهيأة لثورة عارمة، أو لانفجار شعبي؛ لأن الحركات العسكرية من طراز 1952 تجاوزها الزمن، ويمكننا توقع عودة الشارع إلى التحرك بصورة معدلة ومحسنة لتحركه قبل ثورة 25 يناير 2011، يستوعب دروس الثورة المضادة بقيادة السيسي وجهاز الأمن القمعي.. يمكننا توقع موجة ثانية من ثورات (الربيع العربي) تبدأ من مصر!”.
[sociallocker] [/sociallocker]