تحذير

12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
4 minutes

فوزات رزق

[ad_1]

المواطن مسعود أبو كذلي، المكنّى بـ “أبو رباح”

بعد أن تعقبك الجيش الإلكتروني الذي لا يغفل عن نشاطك، ولا يترك لا شاردة ولا واردة؛ علمنا أنك تكتب في صحيفة جيرون الإلكترونية، شرقي وغربي، وتحكي شروي غروي، وتعمل من الحبّة قبة. فتتصيد أخطاء الجهات الرسمية، وتتناول بعض الشخصيات في مفاصل السلطة بالقدح والذم، من دون أن يكون لديك دليل مادي أو ممسك قانوني على ما تتهم به، ووصل بك الأمر إلى تناول رموز السلطة، ممن هم فوق الشبهات، زاعمًا أن هناك محاولات لتأجير وبيع أراض من أملاك الدولة إلى جهات أجنبية، وتحرير عقود استثمار في مفاصل اقتصادية مهمة، كالبترول والغاز وقطاع الاتصالات، إلى غير ذلك من الاتهامات التي تركّز عليها دائمًا، في زاويتك الساخرة التي كرّستها للتهكم على النظام، متهمًا إياه أنه قد ارتهن للخارج، وفقد القدرة على الإمساك بالقرار الوطني، وسلم مقادير البلاد إلى جهات أجنبية، وما إلى ذلك من الافتراءات.

ومع أنك تتناول كل هذه الأمور بطريقة ساخرة؛ ظانًا أن أسلوبك هذا يجعلك تفلت من المساءلة؛ إلا أننا من جهتنا نعدّ أن مزح الرجال جد، وأن كتابتك هذه تدخل في باب الافتراءات، ورجم المحصنين من رجال الدولة، وكيل الاتهامات لهم، من دون أن ترى بعينيك معتمدًا على الإشاعات. والمثل يقول: “لقاط الجمل وخوذ باجه”.

لذلك؛ فقد تقرر تحذيرك قبل ملاحقتك قضائيًا؛ كي تكفّ فورًا عن كتابتك التي تعد من باب العبث بأمن الوطن، ولأن ما تقوم به يدخل في باب الإرهاب، فليس الإرهابي من يحمل السلاح في مواجهة السلطة والجيش، واستهداف المؤسسات الرسمية، بل الإرهابي الحقيقي هو الذي يرهن قلمه للإرهاب الدولي الذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار في بلدنا، وإضعاف الروح الوطنية وروح المقاومة. فكلما دقّ الكوز بالجرّة نجدك تتناول قلمك وتكتب ما تسمعه لا ما تراه، دون أن تقف على حقيقة الأمر، والمثل يقول: “عين رأت طقت وعميت، فكيف بالعين التي لا رأت ولا أبصرت”.

صورة إلى الأجهزة المختصة لاستدعاء المومأ إليه وتبليغه مضمون التحذير

صورة إلى صاحب العلاقة

صورة إلى الملف الشخصي للمومأ إليه

صورة إلى الأجهزة الأمنية للتفييش

……………

حين وصلني التحذير احترت ماذا أفعل. الدليل واضح، لا يمكن الإنكار. كيف سأنكر ما نسب إليَّ من جرم متمثل بالنيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور الوطني.

لم أجد أمامي سوى أم رباح، لعلي أجد لديها مخرجًا من هذه الورطة التي وقعت فيها. قالت لي أم رباح:

ـ ألم أقل لك أنك تلعب بالنار، وأن هؤلاء لا يعرفون المزاح. عليك أن تتحمل مسؤولية ما جنى عليك قلمك المهذار. يداك أوكتا وفوك نفخ.

وأخذت أم راح تلسعني بالأمثال التي تنال ممن يقترب من الحكومة:

“الحكومة بتلحق غريمها ولو على حمار أعرج، والعين ما بتقاوم مخرز، وما بقي بالميدان غير حديدان، ابعد عن الشرّ وغنّي له، وبطيخ يكسر بعضه، وحطّ راسك بين هالروس ونادي يا قطّاع الروس، ويسواك ما يسوى ربعك… إلخ”

أدهشتني أم رباح بنصائحها؛ فقلت لها:

– معقول يا أم رباح؟! حتى أنت؟!. فقالت:

– معقول ونص، يللي ما بإيدك بكيدك.

سكتت وأنا أقول: هذا زمن الهزائم يا مسعود

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]