ترامب يشعل صفحات السوريين بالسخرية من “الحيوان”


حافظ قرقوط

أخذ السوريون وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبشار الأسد بـ “الحيوان”، وحولوها إلى كوميديا تحوي في بواطنها كثيرًا من المأساة، هي حقيقة كوميديا سوداء، لكنها تحمل أيضًا في طياتها، معالم إحساسهم العميق بالحياة.

قال ترامب في حديثه إلى محطة “فوكس نيوز” الأميركية: إن “بوتين يدعم شخصًا شريرًا بحق، أظنه سيئًا لروسيا، أو للبشرية، والعالم أجمع”.

وأضاف بطريقة تشير إلى حجم تأثره وتفاعله مع الأحداث في سورية “عندما تلقي غازًا أو قنابل أو براميل متفجرة، أن تُلقي تلك البراميل الضخمة المعبأة بالديناميت، وسط مجموعة من الناس، ثم تجد الأطفال بدون أذرع أو أرجل أو أوجه، فهذا -بكل إنصاف- حيوان”.

ووصف ترامب مشاعره وردة فعله بقوله “عندما شاهدت صور هؤلاء الأطفال قتلى بين أيدي أهلهم، أو يصارعون للبقاء أحياء، اتصلت مباشرة بالجنرال ماتيس(وزير الدفاع) وسألته ماذا يمكننا أن نفعل؟ فعرض علي مجموعة من الخيارات”.

وأكد ترامب خلال المقابلة استحالة أن تكون سورية مستقرة، “ما دام الأسد يحكمها”، مشددًا على أن “الأسد لن يكون جزءًا من مستقبل سورية”، داعيًا نظيره الروسي، إلى “التخلي عن دعم الأسد”، وأنه لن يتوانى عن رد الأسد إذا استمر في قتل الأبرياء.

وصف ترامب لبشار الأسد بحيوان، تحول إلى نكات وتعليقات من نوع جديد بين السوريين، فقد عدّوها وصفًا مخففًا جدًا عن وصف مجرم وقاتل وشرير للأسد الكيماوي.

لكن السوريين أخذوا تلك الكلمة لما تختصره لهم من صور عاشت في مخيلتهم لسنوات عديدة، عن حياة فرضها عليهم آل الأسد في سورية خلال عقود، ورسموها بجملهم على طريقتهم، ليحولوا ذلك النعت الذي استعمله ترامب، إلى كوميديا.

كتب خالد الهلالي على صفحته معلقًا “نرفض ادعاء ترامب أن الأسد حيوان، ونُطالب بـلجنة دولية لتقصي الحَقائق لإثبات ذلك”.

بينما كتبت ليلى الصفدي “من شابه أباه فما ظلم”، وكتب فيصل الأعور معلقًا “يُحكى أن طبيبًا حكم شعبًا، وعاملهم كالجراثيم، فكان أن أصابته الحمى الخبيثة”.

وكتب أبو الفدا معلقًا باللهجة الشعبية المتداولة “خمسين سنة وهن عم يقلولنا وقف عاليمين وك حيوان”، تابع قائلًا “الدنيا دولاب”.

وقال مصطفى الحلبي على صفحته “صرخة مظلوم في وجه الطاغية أنا انسان مالي حيوان، كان الحكم لها من رب السماوات، أن ينقل العالم كله وصف الطاغية بأنه حيوان”. وكتب أحمد عمر “لقد أضعف ترامب الشعور القومي، وأوهن روح الأمة”،

وعلى تويتر أخذ هاشتاغ” #بشار_الأسد_حيوان، ينافس ليحتل مركز الصدارة، وقد غرد أحمد العقدة “ذيل كلب في روسيا، وحيوان في أميركا وأسد على السوريين”.

وغرد فيصل القاسم على حسابه “حيوان ولاه، عبارة يستخدمها مخابرات وضباط الأسد ضد المساكين من الشعب السوري، اليوم ترامب استعار العبارة منهم لوصف سيدهم بشار”.

في هذا السياق، سيجد من يتفحص صفحات السوريين آلاف التعليقات المختلفة التي تفاعلت مع ما قاله ترامب عن رئيس كتب عنه السوريون أيضًا قبل أيام، بعد أن قصفت أميركا مطار الشعيرات يقولون على لسانه: “لماذا تفرحون بالضربة الأميركية، هل أنا مقصر معكم بالصواريخ وغيرها”.




المصدر