مصادر: بدء تنفيذ اتفاق "المدن الأربع" مساء اليوم


سمارت-رائد برهان

قالت عدة مصادر لـ"سمارت"، اليوم الخميس، إن عملية إجلاء سكان من مدينة وبلدات في ريف دمشق، جنوبي سوريا، وقريتين في إدلب، شمالها، يبدأ في وقت لاحق من مساء اليوم، ضمن اتفاق يعرف باسم "المدن الأربع"، توصل إليه المفاوض الإيراني وكتائب إسلامية كبيرة.

ويقضي الاتفاق بإخراج كافة سكان قريتي الفوعة وكفريا، ذات الغالبية الموالية للنظام، في إدلب، مقابل إخلاء مدينة الزبداني بالكامل، ومن يرغب بالخروج من بلدتي مضايا وبقين المجاورتين، وقرى منطقة وادي بردى، وبلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، في ريف دمشق.

وقال الطبيب، محمد درويش، الذي يعمل في النقطة الطبية الوحيدة ببلدة مضايا، إن عدد الأشخاص المقرر خروجهم من البلدة وبلدة بقين ومدينة الزبداني وجبلها الشرقي وقرى في منطقة وادي بردى، يقدر بـ2200، معظمهم من الأطفال والنساء، سيتوجهون إلى إدلب.

وأشار "درويش" إلى وجود اعتراضات على الاتفاق لدى "الشارع" في إدلب، تخوفاً من بدء النظام بارتكاب "مجازر" في المنطقة، بعد إخلاء قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما الكتائب الإسلامية المنضوية ضمن غرفة "جيش الفتح".

من جانبه، أكد قيادي عسكري في مضايا، رفض الكشف عن اسمه، أن الاتفاق ما يزال قائماً، رغم "الصعوبات" التي يواجهها، والمتمثلة بـ"وضع خطة مناسبة لواقع البلدة، وإمكانية تنفيذها على الأرض"، دون التطرق لتفاصيل أخرى، مرجحاً أن يبدأ الإخلاء مساء اليوم.

وأفاد ناشط من داخل بلدة مضايا بوصول ست حافلات جديدة، اليوم الخميس، إلى البلدة، بعد دخول 26، أمس الأربعاء، مضيفاً أن حافلات أخرى وصلت إلى محطة وقود السيلان على الأطراف الجنوبية لمدينة الزبداني المجاورة، لتقل من تبقى فيها من مقاتلين.

وتحاصر قوات النظام وميليشيا "حزب الله" اللبناني، بلدتي مضايا وبقين منذ أكثر من سنة ونصف، مانعين دخول المواد الغذائية والطبية والمحروقات، ما أدى لوفاة عشرات المدنيين، نتيجة ظهور حالات سوء تغذية شديدة، وانتشار الأمراض.

كذلك، قال ناشطون من منطقة وادي بردى، إن 350 شخصاً من المتوقع إخلاؤهم من قرى المنطقة، عبر حاجز قرية دير قانون، التابع للنظام، الذي تنتظر عنده الحافلات، باتجاه الشمال السوري.

وسبق أن أجلت قوات النظام، نهاية كانون الثاني الماضي، أكثر من ألفي مدني ومقاتل من قرى منطقة وادي بردى، ضمن اتفاق برعاية روسية، بعد حملة عسكرية كبيرة شنتها على المنطقة، راح ضحيتها المئات.

ولاقى اتفاق "المدن الأربع" استهجاناً من بعض الفصائل العسكرية والهيئات السياسية، حيث اعتبرته الهيئة العليا للمفاوضات "باطلاً"، فيما وصفه "جيش الإسلام" بـ"الاتفاق المشؤوم"، كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق وإدلب تطالب بإيقافه.