‘نيو يورك تايمز: هل تختبر روسيا ترامب؟’
13 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
أحمد عيشة
[ad_1]
يخص -هذا الأسبوع- وزير الخارجية الأميركي ، ريكس تيلرسون، روسيا بأول زيارةٍ دبلوماسية له؛ إذ من المرجّح أن يضغط على موسكو بخصوص سياستها في سورية التي أسماها (السياسة) خرقاء.
لكن ينبغي أن يُدرك السيد تيلرسون أنّ تورط روسيا في سورية مثالٌ واحدٌ -فحسب- لدورها النشط والمزعج على نحوٍ متزايد، وما زال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يؤديه على المسرح العالمي منذ تنصيب دونالد ترامب.
وفي كانون الثاني/ يناير، صعّد الانفصاليون في شرقي أوكرانيا، المدعومون من روسيا، وفي الأرجح بتوجيه من السيد بوتين، من مقاتلتهم قوات الحكومة الأوكرانية، دافعين بالعنف هناك إلى أعلى مستوى له خلال عامٍ ونصف. هذا هو تحدٍّ مباشر لاتفاقيات مينسك -التي وقعتها كلٍّ من روسيا وأوكرانيا، وصممتها ألمانيا وفرنسا، ودعمتها الولايات المتحدة- لإيقاف الحرب، وتمهيد الطريق لاستعادة السلام.
في منتصف شباط/ فبراير، أصدر السيد بوتين مرسومًا، تعترف فيه روسيا بجوازات السفر الصادرة من “الحكومتين” الانفصاليتين في شرقي أوكرانيا. وفي وقتٍ لاحقٍ من هذا الشهر، وفي خطوةٍ متفق عليها، أو -في الأقل- تغاضى عنها السيد بوتين، أعلن إقليم لوهانسك الانفصالي في أوكرانيا، أنَّ الروبل الروسي سيصبح عملته الرسمية. كل هذه التدابير والاجراءات أمثلةٌ على تأكيد التمدد المتزايد للسيطرة الروسية على أجزاء من شرقي أوكرانيا.
مرةً أخرى في كانون الثاني/ يناير، حركّت روسيا قوات باتجاه الحدود مع روسيا البيضاء، بهدف الضغط على روسيا البيضاء؛ لقبول وجودٍ عسكري روسي متزايد على أراضيها. وفي آذار/ مارس، أمرَ الكرملين بدمج القوة المسلحة في أوسيتيا الجنوبية، وهو واحدٌ من الإقليمين الانفصاليين في جورجيا، مع الجيش الروسي.
وفي الوقت نفسه، في الشهر الماضي، أخبر الجنرال كورتس سكاباروتي، الجنرال الأميركي الأعلى في أوروبا، الكونغرس، بأنَّ روسيا، وحركة طالبان الأفغانية، يتقاربان تقاربًا وثيقًا ومتزايدًا، ومشيرًا إلى أنَّ الكرملين يزوّد الجماعة المتمردة بالسلاح. الدعم المادي سيكون تصعيدًا ملحوظًا في مشاركة روسيا مع حركة طالبان، وستقوض الجهد الأميركي الرامي إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان. إنها أيضًا يمكن أن تضع الـ 9000 جندي أميركي و5،000 جندي من حلف شمال الاطلسي هناك في خطرٍ متزايد.
قبل أسبوعين، أشار قائد القوات الأميركية في أفريقيا، الجنرال توماس والدهاوزر، إلى أن دور روسيا في ليبيا يزداد عمقًا؛ إذ إن قواتها الخاصة على الأرض في مصر، بالقرب من الحدود مع ليبيا، وأشار إلى الدعم الروسي للقائد الليبي القوي، خليفة حفتر الذي يقاوم الحكومة في طرابلس، وتعترف بها الأمم المتحدة.
وبطبيعة الحال، نفت روسيا الأسبوع الماضي أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، استخدم غاز السارين ضدَّ شعبه. هذا هو الأحدث في الدعم الدبلوماسي والعسكري الروسي الواسع والعميق للديكتاتور السوري الذي أودى بحياة 200،000 من شعبه، وشردّ نصف شعبه.
هناك قاسمٌ مشترك بين كل هذه الخطوات. السيد بوتين الذي يريد السيطرة السياسية على الدول المجاورة، ويريد أنْ يُنظر إليه بعدّه قوةً عالمية كبيرة، يختبر الرئيس ترامب. إنّه يريد أن يرى إلى أي مدىً يمكن أن يذهب إليه، حتى نقول “كفى”. وفي الوقت الذي يجب فيه على السيد بوتين أنْ يدرك أنّه من غير المرجح أنْ تكون إدارة ترامب قادرةً على أن تطوي العقوبات الغربية على روسيا، كما أملَ السيد بوتين أصلًا، قد يفكر بأن ولع السيد ترامب غير المسوّغ به، سيسمح له للتحرك بعدوانية، ومن دون مقاومة أميركية.
ماذا فعلت إدارة ترامب لترد على كلِّ ما ذكر أعلاه؟ كانت هناك كلماتٌ قوية من نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، وبخاصةٍ من السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي. ولكن حتى الآن، لم تكن هناك أيّ إدانة من السيد ترامب، والأكثر أهمية، لم يكن هناك أيّ إجراء.
تحتاج الإدارة إلى وضع سياسةٍ واضحة تجاه روسيا. يجب أنْ تعبر بوضوح عما هو غير مقبول، وتقويّ ردعها، وبتلك الطريقة تؤسس لموقفها التفاوضي، بحيث تتمكن فعلًا وواقعًا من أن تستكشف مجالات التعاون.
تحتاج إشارة البدء أن يطلقها الرئيس. لا بدَ له من تقديم خطاب مؤكد للمصلحة الأميركية في الأمن عبر الأطلسي، والتحدث بحزمٍ عن حق الدول في اختيار الديمقراطية، واقتصاد السوق الحر، والعضوية في حلف شمال الأطلسي، أو الاتحاد الأوروبي.
يجب أن تشتمل السياسة الأميركية الروسية (تجاه روسيا) تمويلًا مستمرًا للوجود العسكري، والتدريبات على أراضي حلف شمال الأطلسي، والتدريب والمعدات للشركاء خارج حلف الناتو، الواقعين تحت خطر موسكو. وفي الوقت نفسه، فإنه يجب استئناف المحادثات مع روسيا حول الأسلحة التقليدية والنووية، والآن الأسلحة الفضائية لخفض التوتر في مناطق الخطر المحتمل.
يجب على الرئيس أيضًا أنْ يُدين دعم روسيا المستمر للأسد، والقصف الروسي المتعمد للمدنيين في سورية، وأنْ يضغط على روسيا؛ من أجل أن تدعم مرحلةً انتقالية في سورية. فقصف مطارٍ ليس بالأمر الكافي.
وبطبيعة الحال، يجب على الإدارة الأميركية أنْ تندد بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، وتوضح أنّه لن نتسامح مع مثل هذا السلوك مرة أخرى.
ما إذا كان الرئيس يحب ذلك أم لا، فإن روسيا بوتين تنظر إلى الولايات المتحدة بوصفها خصمًا لها، وتعمل لتقويض أميركا في جميع أنحاء العالم. لقد أنجز السيد بوتين صفقةً كبرى في بضعة أسابيع فحسب، ويحتاج الرئيس ترامب أن يقول “كفى”، ويمكن أن يبدأ من خلال نقل وزير خارجيته تلك الرسالة عندما يزور موسكو هذا الأسبوع.
اسم المقالة الأصلي Is Russia Testing Trump? الكاتب ميكائيل موريل وإيفلين فرانكس، Michael J. Morell and Evelyn Franks مكان النشر وتاريخه نيو يورك تايمز، The New York Times،11/4 رابط المقالة https://www.nytimes.com/2017/04/11/opinion/is-russia-testing-trump.html?_r=0 ترجمة أحمد عيشة
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]