الكيماوي سلاح التطهير العرقي الشامل


أحمد مظهر سعدو

دأب النظام السوري على ارتكاب المجازر باستخدام الأسلحة الكيماوية، وآخرها كان في مدينة خان شيخون. السلاح الكيمياوي في عشوائيته وقدرته على إلحاق الضرر بالجميع، يؤدي مفعول البراميل المتفجرة نفسها في دفع السكان المدنيين إلى ترك منازلهم؛ لاستحالة الاختباء منه في الملاجئ، وصعوبة تجنب تأثيره المميت.

وقال الناشط علي الأتاسي: إن “السلاح الكيماوي أكثر الأسلحة فاعلية، وأرخصها لتنفيذ عمليات الهندسة السكانية، والتطهير العرقي لبعض المناطق من سكانها المدنيين، ومن البيئات الاجتماعية الحاضنة لـ “التمرد” المسلح الذي لا يزال يشكل خطرًا على النظام، خصوصًا في مناطق التماس مع العاصمة دمشق، ومع جبال الساحل”.

وأضاف الأتاسي: “السلاح الكيمياوي -تعريفًا- هو سلاح التطهير العرقي الشامل؛ ولأن الأسد الابن، ومن قبله الأسد الأب، تعلما بالممارسة وبخسّة الدبلوماسية الدولية، وتواطؤ حليفهم الإسرائيلي، أن لا عقاب ينتظرهم على مجازرهم، ولكنه استمرارية وتأبيد لدورهم الداخلي والإقليمي، منذ تل الزعتر؛ مرورًا بمجزرة سجن تدمر، ثم مجزرة حماة، ومجزرة سجن صيدنايا، والاغتيالات في لبنان، ووصولًا إلى المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري خلال السنوات الست الماضية، بالبراميل والدبابات والأسلحة الثقيلة والسلاح الكيمياوي، ومهاجع القتل والتعذيب والموت في المعتقلات والمسالخ السورية”.

في حين أكدت الناشطة شكران حاج درويش أن النظام استخدم الكيماوي بإيعاز من روسيا. وربما أعطت النظام الضوء الأخضر لتوريطه أكثر، ولتسويغ تدخل أميركا”، وأضافت أن “روسيا قد تنسحب من حماية الأسد، ونحن نتمنى أن ينتهي النظام بأي طريقة؛ لأنه قاتل وظالم”.

ويرى الطبيب معتز زين أن “استخدام النظام للكيماوي في خان شيخون، دون سواها، يعود إلى عدة أسباب، أولها أن المدينة ليس فيها مبان عالية ضخمة ما يجعل تأثير البراميل أو الصواريخ محدودًا نسبيًا، والأضرار الناجمة عنها لا تتناسب مع تكلفتها، ولا تحقق الأهداف المطلوبة، بينما يحقق غاز السارين انتشارًا واسعًا، ومن ثم؛ عددًا أكبر من الضحايا، ثانيها الأثر النفسي الذي يحدثه الهجوم الكيماوي على الناس القاطنين في المناطق المستهدفة، ويتجلى في حالة من اليأس والانكسار الداخلي والشعور بالضعف أمام عدو مجرم قوي، وعالم صامت متخاذل، ثالثها رسالة سياسية إلى الداخل والخارج، مفادها أننا نحن أصحاب القرار على الأرض السورية. وعلى الرغم من ذلك؛ فليس من الاستحالة أن تكون العملية بأكملها ردة فعل همجي غاضب لضابط كبير روسي، أو سوري، بعد نوبة جنون أصابته؛ بسبب الخسائر التي تعرض لها النظام في درعا أو ريف حماه”.

من جهته يرى الفنان خالد قطاع أن النظام السوري قصف بالكيماوي؛ لأنه لا يملك النووي، وما فعله يشبه دخول صدام حسين إلى الكويت، بحسب تصوري، فقد ورطوه”. في حين لفت الشاعر أكرم عطوة إلى “أن النظام كلما شعر بصعوبة وضعه العسكري في بعض المناطق، يلجأ إلى خلق حالة من الرعب، في هذه المناطق أو مناطق قريبة منها، والسلاح الكيماوي يحقق له هذا الأمر”.




المصدر