المدّ الشيعيّ يجتاح محردة المسيحية وعملية تهجيرٍ واسعة تطال ساكنيها
14 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
زيد العمر: المصدر
استغلت الميليشيات العراقية والإيرانية العابرة للحدود تقدّم الثوار خلال الآونة الأخيرة، في محيط مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية في ريف حماة، ليتقدموا إلى داخل المدينة ويستوطنوا مدارسها ومنازل المهجّرين منها، رغم تأكيد الجيش الحر على تحييدها عن القتال الدائر ضد قوات النظام في المنطقة.
إلى ذلك قالت الناشطة المعارضة “شمس محردة” لـ “المصدر” إنّ الميليشيات الإيرانية وميليشيات (حزب الله) اللبناني قدمت إلى مدينة محردة وبدأت معركةً من داخلها ضد كتائب الثوار في مدينة حلفايا المتاخمة، مشيرةً إلى أن مدينتها تحوّلت إلى ساحة حربٍ تسقط فيها كل أنواع القذائف.
وحول مساعي القيادات الدينية والسياسية في مدينة محردة للضغط على النظام، قالت شمس إنّ ضغوط وجهاء مدينة محردة سواءً شخصياتٍ دينية أو مسؤولين في حكومة النظام، قد تجدي مع “جيش النظام” نفعاً، مستدركةً في الوقت نفسه أنّ الميليشيات الإيرانية لا تخضع لأوامر سلطات النظام، وتنفذ خطط إيران فقط.
تهجير واحتلال
ونقلت شمس لـ “المصدر” مخاوف أهالي مدينتها محردة من خطّة ممنهجة لتهجير أهلها لحساب عناصر الميليشيات الإيرانية، وأكدت أن بعض المسؤولين الإيرانيين استقدموا عائلاتهم إلى المدينة.
ويقطن عناصر الميليشيات الإيرانية واللبنانية في أربع مدارس في مدينة محردة، في حين توقفت العملية التعليمية في جميع مدارس محردة، بحسب المصدر ذاته.
وشدّدت الناشطة خلال حديثها على أن أهالي المدينة باتوا عاجزين عن مواجهة المدّ الإيرانيّ داخلها، مشيرةً إلى أن وضع مدينة محردة لم يعد يختلف عن كثيرٍ من المدن التي استباحتها إيران كحماة ودمشق وغيرهما.
“شمس” التي قالت إنها فضّلت المكوث في مدينتها محردة رغم المخاطر، أكدت في الوقت نفسه أن الآلاف غيرها فضّلوا مغادرة المدينة، معظمهم توجّهوا جنوباً إلى مدينة حماة دون أن تحدد وجهتهم النهائية. وذلك بعد أن تحولت المدينة إلى ساحةٍ للصراع.
وأضافت أنّ القصف تسبب بمقتل خمسة مدنيين في محردة، وأصيب العشرات أيضاً، موضحةً أن القذائف الصادرة من مناطق سيطرة الثوار نزلت على منازل المدنيين التي وضعت الميليشيات قواعدها بينها.
وكان الإعلام الحربي التابع لقوات النظام وإعلام ميليشيا “حزب الله” بثّ صوراً ومقاطع مصورة لعناصر ميليشيات النظام التي تتمركز داخل مدينة محردة أثناء استهداف مدينة حلفايا المجاورة في ريف حماة الشمالي. كما بثّ إعلام حركة “النجباء” صوراً لعناصر الميليشيا أمام كنائس مدينة محردة، مدّعياً ان الحركة استعادت هذه الكنائس من كتائب الثوار التي لم تصل يوماً إلى هناك.
الجيش الحرّ يتوجّه للمجتمع الدوليّ
من جانبٍ آخر، تتمركز كتائب الثوار في مدينة حلفايا المجاورة والتي تسعى قوات النظام منذ نحو أسبوعٍ للسيطرة عليها متقدمةً على محورين، الأول جنوب المدينة من جهة بلدة المجدل، والآخر من جهتها الغربية من مدينة محردة، فيما يفصلها نهر العاصي عن محيطها باتجاه الشرق والشمال.
ومن أبرز الفصائل التي تدافع عن مدينة محردة جيشي العزة والنصر، وكان “العزة” أعلن منذ انطلاقة المعارك أواخر الشهر الماضي أن مدينة محردة ليست هدفاً له، فيما أصدر “جيش النصر” بياناً قبل أيامٍ يدعو فيه المجتمع الدولي لطرد الميليشيات الأجنبية من مدينتي محردة والسقيلبية المسيحيتين.
في السياق، قال محمد رشيد، مسؤول المكتب الإعلامي في جيش النصر لـ “المصدر” إن الميليشيات الشيعية احتلت أغلب المدارس والمشافي المتواجدة في مدينتي محردة والسقيلبية واتخذتها ثكنات عسكرية لمقاتليها، ما يعني خروج هذه المنشآت عن الخدمة، الأمر الذي جعل أهالي المدينتين غير راضين عن هذا “الاحتلال” على حدّ تعبيره.
وتابع “رشيد” أن الميليشيات لم تكتف باحتلال المدارس والمشافي فقط فدخلت إلى الكنائس، فيما “بات الأهالي المسيحيين عاجزين عن التصرف مما دفعهم إلى ترك بيوتهم وأراضيهم والهجرة خارج مدنهم إلى صافيتا وطرطوس وإلى العاصمة دمشق حيث يقطن أقرباء لهم”.
ويخاطب البيان الذي أصدره جيش النصر في الثامن من نيسان الجاري، المجتمع الدولي والقوى الفاعلة على الأرض بإخراج الميليشيات الإيرانية التي احتلت في الفترة الأخيرة مدينتي محردة والسقيلبية. ويؤكد “جيش النصر” في بيانه على التزامه بمبادئ الثورة التي تهدف إلى “تحرير الشعب السوري من نظام الطاغية بشار الأسد وإقامة دولة العدل والمساواة بين كافة أطياف الشعب السوري”.
ونوّه البيان بأن الميليشيات احتلت المدينتين ونشرت عناصرها ودباباتها بين بيوت الأهالي مما أجبر سكان محردة والسقيلبية على النزوح من بيوتهم وأراضيهم في نفس الوقت الذي بعث فيه جيش النصر رسائل طمأنة للأقليات المسيحية التي تسكن المدينتين.
وأشار المسؤول الإعلامي لـ “المصدر” أن الغرض من هذا البيان الذي تم نشره بثلاث لغات هو أن يوضح جيش النصر للمجتمع الدولي بأنه ليس من أهدافه استهداف الأقليات ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى احتلال الميلشيات الأجنبية مدينتي محردة والسقيلبية وتحميله المسؤولية الكاملة بالتدخل لإخراج هذه الميليشيات التي بات النظام نفسه عاجزاً عن إخلاء هذه المدن منها.
[/sociallocker]