"تحرير الشام" تخرج عن صمتها حول اتفاق خروج سكان الزبداني ومضايا.. وهذه البنود التي كشفت عنها


خرجت هيئة "تحرير الشام" عن صمتها، اليوم الجمعة، وعلقت على الاتفاق الذي يقضي بإخراج سكان ومقاتلين من الزبداني ومضايا بريف دمشق، مقابل خروج سكان ومقاتلين أيضاً من كفريا والفوعة المواليتين لإيران ونظام الأسد في ريف إدلب.

,بدأت صباح اليوم الجمعة، عمليات خروج مهجري مضايا والزبداني باتجاه محافظة إدلب، وتحركت نحو 65 حافلة تحمل نحو 3100 مهجر، بينهم 400 مقاتل، وذلك لتنفيذ اتفاقية "المدن الأربعة"، وفق ما أفاد به ناشطون. في حين وصلت نحو 80 حافلة على الأقل وصلت إلى منطقة الراشدين غرب حلب آتية من الفوعة وكفريا.

وقالت وكالة "إباء" الإخبارية التابعة لهيئة "تحرير الشام" نقلاً عن قيادي في الهيئة - لم تنشر اسمه - أن التفاوض حول الاتفاق الذي وقع مع إيران برعاية قطرية (نهاية شهر مارس/ آذار الماضي)، "كان ولا يزال باسم جيش الفتح وبمشاركة أساسية من قبل حركة أحرار الشام"، موضحةً أن الاتفاق "لا ينص على تفريغ كامل لمضايا والزبداني".

وقالت في هذا الصدد: "الاتفاق لا ينص على ذلك، ونحن ضد تهجير أهلنا وتفريغ مناطق السنة، فالعدد هو 3500 شخص، وهم المقاتلون وعوائلهم"، وأضافت أنهم اتخذوا قرارهم بالخروج بعدما ضاقت بهم السبل.

ووفقاً للمصدر في الهيئة فإن بنود الاتفاق نصت على:

- وقف إطلاق النار في المناطق المشمولة بالاتفاق، بما فيه القصف الجوي والمدفعي وإخراج الحالات الطبية الحرجة وإدخال الإغاثات العاجلة للمناطق المحاصرة.

- إخراج 1500 معتقل ومعتقلة من سجون النظام أثناء تنفيذ بنود الاتفاق.

- خروج 8 آلاف شخص من كفريا والفوعة بينهم ألفي مقاتل، مقابل خروج نحو 3200 شخص من مضايا والزبداني وجبل بلودان إلى إدلب.

- بعد 60 يوماً من المرحلة الأولى تُنفذ المرحلة الثانية بإجلاء من تبقى من كفريا والفوعة، بالتزامن مع إخراج حوالي ألف شخص من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري.

- أثناء تنفيذ الاتفاق يطلق النظام سراح الأسرى على دفعات، على  أن يكون ثلثهم من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وأن النظام يتعهد بعدم اعتقال من يفرج عنه في هذا الاتفاق.

- تعهد ميليشيا "حزب الله" اللبناني بحل إشكال 50 عائلة من أهالي الزبداني عالقة في بيروت، عبر إيصالهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.

وأشار القيادي في الهيئة إلى أن ما ذكر أعلاه "هو ملخص لبنود الاتفاق". ونفى أن تكون بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم (بجنوب دمشق) ضمن المناطق التي اتفق على إخراج أهلها منها.

ووجهت انتقادات لاذعة لحركة "أحرار الشام" وهيئة "تحرير الشام" نتيجة تكتم الفصيلين على بنود الاتفاق، ورفضهما الإجابة على التساؤلات التي وجهت لهما حول الاتفاق.

ويواجه الاتفاق الحالي انتقادات واسعة من المعارضة السورية، ويأتي هذا الرفض من اعتباره ذلك خطوة أخرى لتكريس "التغيير الديمغرافي" في سوريا، عبر إفراغ مناطق بأكملها من السكان. سيما وأن إيران حرصت دائماً على إخراج سكان كفريا والفوعة التي يقطنها شيعة مؤيدون لطهران.

وفضلا عن ذلك شاركت طهران مع نظام الأسد وميليشيا "حزب الله" في إفراغ مناطق سنية بمحيط دمشق وإرسالها للشمال، وإبدالها بحزام شيعي تقول المعارضة إنه يعكس نوايا طائفية لدى النظام وإيران.

وبالإضافة إلى ذلك، وجهت انتقادات لـ"أحرار الشام، وهيئة تحرير الشام" لما اعتبره معارضون سوريون تفريط بورقة هامة، كانت تمتلكها قوات المعارضة، وهي مدينتي كفريا والفوعة المطوقتين من قبل الفصائل منذ العام 2015، والتي أدى استهدافها والتهديد بالهجوم عليها من قبل المعارضة، إلى إجبار النظام وإيران وميليشيا "حزب الله" مراراً إلى وقف هجومهم على الزبداني ومضايا ومناطق أخرى بريف دمشق.

ويقول معارضون سوريون إن الاتفاق الحالي يسهل من مهمة النظام وإيران وميليشيا "حزب الله" فيما لو أرادوا الهجوم على محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، والتي تُعد معقل فصائل المعارضة في سوريا.

كما أبدى معارضون سوريون استغرابهم من الطريقة التي تتعامل بها "هيئة تحرير الشام" فيما يتعلق بالمفاوضات والاتفاقات، ففي الوقت الذي رفضت فيه الهيئة مباحثات أستانا وخونت من شارك بها، بالإضافة إلى رفضها لمباحثات جنيف، "تمضي الهيئة في اتفاق مع إيران يكرس الفرز الطائفي في سوريا"، وفقاً لقول معارضين.




المصدر