‘“داعش” ينقذ الإرهابي الطليق’
14 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
نزار السهلي
[ad_1]
من غير الطبيعي أن يكمل الأسد إجرامه بعد قصفه خان شيخون بغاز السارين، دون حدوث تغطية إرهابية في ستوكهولم، أو أوسلو، أو دورتموند، أو أي منطقة أخرى، تخدم رواية الطغاة، وهم كثر، إن كان داخل حدود الأوطان أو خارجها، ومن غير الممكن ولا الطبيعي أيضًا، أن يعود السيسي من واشنطن؛ دون أن يكون هناك عمل إرهابي بحجم تفجير كنائس مثلًا، وإلا سيفقد مسوغات الخطاب والإعجاب الذي أبداه بالرئيس ترامب، وطالما أن للإعجاب به ذراعًا مديدة لشعاراته، فلا بأس أن يكون هناك تحرك يخدم الرواية، بدون كل ذلك تصبح الأمور غير منطقية وضعيفة الحجة.
قوة الرد يجب أن تكون مدوية لاستمرار الجريمة المنقسمة على جانبي الديكتاتوريات والإرهاب المتفرع عنها، التجديد حاضر دومًا. دون ملل يجري ضخ دم الإرهاب حتى لو استُخدمت الأساليب ذاتها والأدوات، المحفزات تستنسخ ذاتها، ليس مهمًا من يكون وزيرًا للداخلية، حبيب العادلي أو مجدي عبد الغفار، اعتماد النهج نفسه يخدم الرواية والإعجاب. أن يكون ميشال سماحة أو حسن نصر الله، أو علي مملوك أو قاسم سليماني. لا يهم -أيضًا- طالما الجعبة مليئة بالأوامر والمنفذون جاهزون.
يبلغ الإرهاب ذروته في العلاقة “الغرامية” بينه وبين الاستبداد من جهة، وبينه والقوى التي تدعم الطغيان والاستبداد من جهة أخرى، يخدم الأجندات المرسومة ويبقي ذرائع الفتك بالمجتمعات.
العودة إلى نقطة الصفر دائمًا تضع الطاغية في حال تأهب، إعلان الحرب وحالة الطوارئ في مجتمعات هي أصلًا تخوض حروب صغيرة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع والحريات العامة، وكل نصر تحرزه يكون صفر الطاغية جاهزًا لـ “فرمتتها” من جديد. من هنا نبدأ يقول الطاغية ومن هنا نُحصي الضحايا؛ لأنه يعرف سلفًا ما يمثله نغم الإرهاب الذي يعزفه، به يحكم وبه يستمر، إدامة الاشتباك مع المجتمع بسلاح الإرهاب، بعدّها حقيقة ناجزة، يخلد إليها الطغاة، لنزع أنياب الديمقراطية والحريات العامة من قلب المجتمع، وتغطية سلوك الطغاة والمستبدين، فهم بحاجة إلى سلاح متأهب دومًا من نوع “إرهاب داعش”.
إن المسلك العنفي والإرهاب المنظم الذي تمارسه دولة الطغيان والاستبداد، على سبيل المثال في سورية، هي الأسباب الحقيقية والجذرية للإرهاب المتفرع عن التكوين العقائدي لنظام الحكم، ومع غياب الحرية والديمقراطية تحضر التوترات والاشتباكات المحببة إلى قلب النظام، غير أن إخفاء الجرائم والتكتم عنها بعمليات إرهابية، هنا أو هناك، لا سبيل إلى استمرارها إلى ما لا نهاية، كما يأمل أصحابها.
وفي حصر المثال نجد الأنموذج المصري في مسلكه العنفي لا يبتعد كثيرًا، بل يتطابق وينسجم الاثنان في تحقيق الغاية المنشودة لتكامل الإرهاب والاستبداد؛ لتحقيق: “إما أنا أو الفوضى والإرهاب”، أو ” الأسد أو لا أحد”.
معركة شرسة يخوضها الشعب العربي عمومًا والسوري تحديدًا، الأعباء الضخمة التي تقع على كاهله ليست متوقفة على مواجهة العدو الجزار، بل فضح علاقته الوطيدة والمتأصلة مع الإرهاب، ومواجهة خذلان العالم كله لهم؛ إذ لا عمق أخلاقيًا ولا إنسانيًا وسياسيًا لمعاناتهم، بل يتعاظم الحشد المضاد لثورتهم يومًا بعد يوم.
ينجح الاستبداد في استنفار إرهابه الدولي والاقليمي لتنفيذ الإرهاب المحلي. أصل الحكاية والبداية أن من يحصد ثمار إرهاب “داعش” هو الطاغية وحلفاؤه، لم يكن للسوريين مصلحة، لا صغيرة وكبيرة، من الارهاب الذي أطلقه السفاح، سوى أنهم كشفوا خطة الإنقاذ بين “داعش” والأسد على قاعدة الجهوزية، لمدّ يد العون له على خط الانهيارات الذي يلاحقه، الشواهد كثيرة والحقائق أكثر عن المجرم الحقيقي والإرهابي الطليق منذ سبعة أعوام.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]