مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس عشر في روتردام غدًا


غسان ناصر

ينطلق مؤتمر فلسطينيي أوروبا في دورته الخامس عشرة، السبت 15 نيسان/ أبريل 2017، في مدينة روتردام الهولندية، تحت شعار “100 عام شعب ينتصر، وإرادة لا تنكسر”، بمشاركة العشرات من الشخصيات الحكومية والدبلوماسية والسياسية والإعلامية والحقوقية والفنية، فلسطينيًا وعربيًا، والعشرات من الأوروبيين مناصري القضية الفلسطينية. وسيُطرح في المؤتمر كثيرًا من القضايا الخاصة بفلسطينيي أوروبا ووجودهم ودورهم في خدمة الوطن والمواطن الفلسطيني أينما وجد.

أكّد ماجد الزير، رئيس المؤتمر، ورئيس مركز العودة الفلسطيني، ومقره لندن، أن ” الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وداعمي الحق الفلسطيني، يجتمعون ليعلنوا مجددًا أن الفلسطينيين، على الرغم من بعد الجغرافيا وتقادم الزمن، مازالوا متمسكين بحق العودة”. مضيفًا أن “فلسطينيي الخارج من أميركا اللاتينية إلى شرق آسيا، مرورًا بفلسطينيي أوروبا، نماذج مضيئة نفتخر بها في التمسك بالهوية الوطنية وحق العودة، على الرغم من تعاقب الأجيال واختلاف الجغرافيا”.

وأضاف أن هؤلاء “طاقة هائلة، ولكنها كامنة”؛ إذ لطالما مثّل فلسطينيو الخارج خط الإسناد القوي للعملية النضالية في الداخل، يستحقون تمثيلًا أفضل، وأطرًا تعبر تعبيرًا أفضل عن تطلعاتهم، متجاوزةً الأجندات الضيقة”. وشدّد الزير على أن “تفعيل قطاعات الشعب الفلسطيني في الخارج كفيل بحلحلة كثير من الأزمات التي تواجه أبناء شعبنا في المخيمات، أو في الداخل”. وفي مقدمتها “إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس تعتمد الانتخاب المباشر، حيث أمكن، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني يمثل كل قطاعات الشعب في الداخل والخارج، يشكل المخرج الوحيد من الأزمة الفلسطينية الداخلية”.

بدوره بين المنسق العام للمؤتمر، أمين أبو راشد، أنه انتُهي من وضع اللمسات النهائية للتحضيرات للمؤتمر، مضيفًا أن المؤتمر سيشهد هذا العام انعقاد ثلاثة مؤتمرات في آنٍ واحد. المؤتمر الرئيس بفقراته وفاعلياته المعهودة، ويُعقد بالتوازي مع مؤتمر خاص بمتحدثي اللغة الإنجليزية، ومؤتمر آخر مخصص للطفل الفلسطيني.

وقال أبو راشد: إن جميع محاور القضية الفلسطينية ستكون في جدول الأعمال، ابتداءً من القدس المحتلة، وما يعانيه أهلوها من ظلم وانتهاكات، إلى حصار غزة والأسرى الفلسطينيين والاستيطان ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان.

وبحسب أبو راشد، فإن المؤتمر الخامس عشر سيشهد عقد عدد من الملتقيات التخصصية، كملتقى تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، وملتقى تجمع المهندسين الفلسطينيين في أوروبا، وملتقى فلسطينيي سورية، وملتقى تجمع المعلمين الفلسطينيين في أوروبا، وملتقى المرأة الفلسطينية في أوروبا، إضافة إلى برنامج للفنون الشعبية الفلسطينية.

وما يتعلق بلجان المؤتمر والملتقيات المرافقة له، ذكر رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطينيي أوروبا 2017، أحمد سكينة، أن “اللجان التحضيرية من المدن الهولندية والأوروبية المختلفة، بتخصصاتها السياسية والإعلامية والجماهيرية واللوجستية، تعمل لاستكمال التحضيرات ليوم المؤتمر الذي سيُعقد بالشراكة مع مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني في لندن والجالية الفلسطينية في هولندا والبيت الفلسطيني في هولندا”.

في مواجهة وعد بلفور المشؤوم

يأتي مؤتمر فلسطينيي أوروبا هذا العام، تزامنًا مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وهو ما دفع بلجنة التنظيم إلى رفع شعار (100 عام شعب ينتصر، وإرادة لا تنكسر).

وكان ناشطون فلسطينيون ومركز العودة الفلسطيني في لندن، قد أطلقوا حملة لجمع مئة ألف توقيع بريطاني؛ للاعتذار إلى الشعب الفلسطيني من وعد بلفور الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 1917.

وفي هذا السياق ذكر الناشطون أن أكثر من 11 ألف بريطاني يوقعون على طلب الاعتذار من وعد بلفور، مشددين أن “الحكومة البريطانية ملزمة بالرد”.

وقال الناشطون: إن “مؤشر التوقيعات على العريضة الإلكترونية جاوز حاجز عشرة ألاف توقيع، محققة بذلك هدف المرحلة الأولى، بجمع العدد المطلوب للحصول على رد رسمي من الحكومة البريطانية على هذا الدعوة”.

وبحسب موقع البرلمان البريطاني، الثلاثاء الماضية، فإن حكومة بريطانيا باتت ملزمة الآن بإرسال رد رسمي خلال مدة زمنية أقصاها ثلاثة أيام، توضح فيه موقفها من مطالب الحملة، وتتلخص في تقديم اعتذار إلى الشعب الفلسطيني من مسؤوليتها التاريخية في إعطاء وعد بلفور، وما ترتب عليه من معاناة للفلسطينيين خلال مئة عام.

وحول هذه التطورات قال طارق حمود، المدير التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني: “بتحقيق هذا الرقم المبدئي، يمكن القول إن الحملة تأخذ منحًى شعبيًا متزايدًا، وانضمام عشرة آلاف بريطاني إلى مطالبة حكومتهم بالاعتذار من وعد بلفور، مؤشر إلى تحول مهم في الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية في أمد العقد الماضي، وهي، في الوقت نفسه، دعوةٌ للاستمرار من أجل تحقيق مئة ألف توقيع، ومطالبة البرلمان بمناقشتها”.

يأتي هذا النجاح بعد سلسلة من الجهد والنشاط، في المستوى السياسي والإعلامي، يقودها مركز العودة في الساحة البريطانية، وعبر وسائل متعددة، يأتي على رأسها عريضة الاعتذار التي يرعاها المركز، ويستضيفها الموقع الرسمي للبرلمان البريطاني على الإنترنت.

جدير بالذكر أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا يُعقد دوريًا منذ 2003، حين عُقد تلك السنة في لندن، متنقلًا بين العواصم الأوروبية.

وكانت مدينة اسطنبول التركية قد استضافت في 25 شباط/ فبراير الماضي، لمدة يومين، فاعليات المؤتمر الفلسطيني الشعبي الأول الذي أوصى بضرورة تطوير دور فلسطينيي الخارج، ومشاركتهم في القرار السياسي الداخلي، وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي للفلسطينيين كافة. داعيًا في البيان الختامي، إلى إجراء انتخابات نزيهة لانتخاب مجلس وطني جديد، يفرز لجنة تنفيذية تكون قادرة عن وضع برنامج وطني لجميع الفلسطينيين، بعد إعلان التخلص من اتفاقية أوسلو.

وتتهم منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية في رام الله، وحركة فتح، وفصائل فلسطينية أخرى، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الوقوف خلف تنظيم هذه المبادرات؛ لاختلاق كيانات موازية لمنظمة التحرير، وهو ما تنفيه حركة “حماس” عبر مكتبها السياسي في غزة والخارج.




المصدر