لماذا وجه الاتهام لنظام الأسد بقتل أهالي كفريا والفوعة بتفجير الراشدين؟.. هذه الأدلة تقدم إجابة تفصيلية


انفجرت مفخخة في منطقة الراشدين بحلب، اليوم السبت، عند نقطة تجمع حافلات كانت تقل سكاناً ومقاتلين من مدينتي كفريا والفوعة، تمهيداً لنقلهم إلى مناطق النظام، ضمن تطبيق ما بات يعرف بـ"اتفاق المدن الأربع"، وأودى التفجير بحياة عشرات الضحايا فضلاً عن إصابات كبيرة.

وحتى الآن لا توجد إحصائية نهاية لأعداد الضحايا، فبينما قال الإعلام الحربي المركزي التابع لميليشيا "حزب الله" إن الانفجار أودى بحياة ما لا يقل عن 40 شخصاً وإصابة نحو 46 آخرين، أكد الدفاع المدني السوري التابع للمعارضة والذي كانت كوادره متواجدة في منطقة الراشدين، أنه أجلى "100 جثة وأسعف 55 جريحاً".

وعلى الفور وجه نظام بشار الأسد أصابع الاتهام إلى المعارضة السورية، وقال إنها تقف وراء التفجير، لكن مؤشرات عدة مصادر بعضها من وسائل الإعلام الموالية للأسد، تؤكد ضلوع النظام في التفجير.

ناشطون سوريون وشهود عيان في منطقة الراشدين التي شهدت الانفجار، أكدوا أن السيارة التي انفجرت في مكان تجمع المدنيين، هي واحدة من 3 سيارات كانت محملة بالمواد الغذائية، وكان النظام قد أدخلها إلى منطقة تجمع الحافلات التي تقل كفريا والفوعة.

وبعد نصف ساعة من دخولها انفجرت إحدى السيارات محولة أجساد المدنيين من أطفال ونساء إلى أشلاء. وهذه الواقعة تؤكدها صفحة "دمشق الآن" التي تعد من أكبر الصفحات الموالية للنظام على "فيس بوك".

في البداية نشرت الصفحة خبراً تقول فيه: إنه "برعاية اللجنة الصحية وبالتعاون مع الهلال الأحمر، تم إدخال طعام وأغذية أطفال لأهالي كفريا والفوعة العالقين لدى المسلحين في منطقة الراشدين بحلب".

وبعد وقوع الانفجار، تؤكد الصفحة ذاتها أن "السيارة المفخخة التي انفجرت قرب تجمع أهالي كفريا والفوعة في الراشدين كانت محملة بمواد غذائية للأطفال"، أي أن المفخخة التي انفجرت هي تلك التي أدخلتها حواجز النظام للمنطقة، لكون المنطقة مسيجة أمنياً من قبل عناصر النظام، وتشهد اكتظاظاً بعناصره المنتشرين في محيطها. 

وكان أداء إعلام النظام مريباً، إذ لم تمضي دقائق على التفجير حتى بدأت الصفحات الموالية للنظام بنشر بيان مزور لـ"جيش الإسلام" جاء فيه أن الأخير تبنى الهجوم على منطقة تجمع حافلات مقاتلين ومدنيين من كفريا والفوعة، وأن الهجوم جاء بسبب رفضه للاتفاق.

وإلى جانب نفي "جيش الإسلام" للبيان، يتوضح أن البيان الذي نشرته الصفحات الموالية للنظام، يختلف في شكله عن شكل البيانات الجديدة التي بات ينشرها "جيش الإسلام" والتي أصبح يضع في أسفلها علم الثورة السورية.

وفي خطوة مشابهة، زوّرت صفحات موالية للنظام صورة للتفجير، ووضعت عليه شعار وكالة "إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، وذكر ناشطون أن نحو 30 مقاتلاً من الهيئة قتلوا في التفجير.

وقال محمد وهو من سكان مدينة مضايا المهجرين في طريقهم إلى إدلب، أشار في تصريح لـ"السورية نت" أن التفجير أودى أيضاً بحياة 12 شخصاً من مدينة الزبداني، في حصيلة أولية، وهؤلاء هجروا سابقاً إلى إدلب وكانوا ينتظرون أهاليهم عند منطقة الراشدين لاستقبالهم.

ويعود سبب تواجد مقاتلين من المعارضة في منطقة الراشدين، لكونها نقطة التبادل التي عندها ستعبر قوافل المهجرين من الزبداني ومضايا إلى إدلب، ومنها أيضاً تنتقل حافلات الخارجين من كفريا والفوعة إلى مناطق النظام، وتكمن مهمة المعارضة في حماية قوافل المهجرين.

ولذلك فإن رواية النظام عن أن مقاتلي المعارضة هم من نفذوا التفجير تفتقر لأدنى الأدلة التي تثبت ذلك، وهو ما دفع كثيرون للتساؤل هل تنفذ المعارضة تفجيراً في عناصرها وتقتل العشرات منهم؟

بالإضافة إلى ذلك، التقطت أجهزة اللاسلكي التابعة للمعارضة، مكالمة لأحد ضباط النظام قبل وقوع التفجير، يقول فيه: "لسا مجزرة أكبر من مجزرة الخزانات إن شاء الله تعالى، إن شاء الله حسب التوقعات والتقارير بتقول رح يصير أقل شي بين 15لـ 20 لـ 25 ميت".

وبعد انتشار التسجيل الصوتي، والخبرين اللذين نشرتهما صفحة "دمشق الآن" ثم حذفتهما من صفحتها، بدأ النظام يروج لروايته في أن "انتحارياً سيارة مموهة لبيع مواد غذائية للاطفال اقترب من القافلة، وانتظر لحظة تجمع الأهالي ليفجر سيارته المفخخة".

واقعة أخرى تحمل دليلاً على أن التفجير كان مرتب له، إذ نشر ناشطون سوريون صورة لعدد من عناصر فريق "الهلال الأحمر" المتواجد في منطقة الراشدين، وقد تجمعوا قبل وقوع الانفجار بقليل، فيما بدا أن لديهم علم بما سيحصل.

وتأكيداً على ذلك، أدلى فياض أبو فراس الناشط الإعلامي في منظمة "أهل البلد" بشهادته لما حصل قبل وقوع التفجير في منطقة الراشدين التي كان موجوداً فيها، وقال في تسجيل صوتي إنه قبل التفجير بخمس دقائق، تواجد الهلال الأحمر بعيداً عن منطقة التفجير 100 متر حيث تجمع عدد من عناصره"، مضيفاً أنهم تحصنوا وراء حائط وبين الشجر.

وأضاف: "اللافت أن هؤلاء من المفترض أن يبقوا بين المدنيين، وأنهم ظلوا بعد التفجير نصف ساعة مختبئين"، مؤكداً ضلوع النظام بالتفجير. 

لماذا يستفيد النظام من الهجوم؟

 

يأتي هذا التفجير الدموي في منطقة الراشدين والذي أدانته المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، بعد 11 يوماً من ارتكاب نظام بشار الأسد مجزرة بالسلاح الكيماوي في خان شيخون راح ضحيتها 100 شخص على الأقل وأصاب ما لا يقل عن 500.

 

وفشلت محاولات النظام في التنصل من مسؤولية الهجوم، لتأتي الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات العسكري في ريف حمص عقاباً له على ذلك، فضلاً عن فرض كنداً لعقوبات، أمس الجمعة، على 27 مسؤولاً بالنظام كرد على مجزرة الكيماوي.

وفي ذات الوقت، تدرس واشنطن ودول أوروبية عقوبات جديدة على الأسد. وقال معارضون سوريون إن الأسد أراد بالمجزرة التي ارتكبها اليوم بحق سكان كفريا والفوعة، أن يخفف من وطأة الضغوط الممارسة عليه بسبب مجزرة خان شيخون، ولتقليل نسبة الضخ الإعلامي في الدول الغربية عن حادثة الكيماوي.

ومن جانب آخر، فإن إيران تجاوزت الأسد في هذا الاتفاق، ووقعته مع "جيش الفتح" في الدوحة بوساطة قطرية، في تكرار لتهميش طهران للأسد كما حصل في اتفاقات سابقة.

يشار أن محمد وهو من سكان مدينة مضايا المهجرين في طريقهم إلى إدلب، أشار في تصريح لـ"السورية نت" أن التفجير أودى أيضاً بحياة 12 شخصاً من مدينة الزبداني، في حصيلة أولية، وهؤلاء هجروا سابقاً إلى إدلب وكانوا ينتظرون أهاليهم عند منطقة الراشدين لاستقبالهم.

ونشر ناشطون سوريون مقطع فيديو لمعالجة مصابين من كفريا والفوعة في مشافي مناطق المعارضة بمدينة سراقب في ريف إدلب.




المصدر