معوقات تعترض اتفاق المدن الأربع… إيران تحصن حدود “حزب الله”


جيرون

ظهرت، اليوم السبت، معوقات في طريق استكمال تنفيذ اتفاق المدن الأربع (مضايا والزبداني، وكفريا والفوعة)؛ نتيجة خلافات بين “جيش الفتح” وإيران، في الوقت الذي عدّ فيه كثيرون أن الاتفاق يهدف إلى تغيير ديموغرافي في البلاد، محذرين من نتائجه على سورية والسوريين.

وكان الاتفاق الذي أبرم بين المعارضة والنظام لتفريغ بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي من المدنيين، مقابل خروج المدنيين والمقاتلين المحاصرين في مدينتي مضايا والزبداني، في ريف دمشق إلى محافظة إدلب.

توقفت القافلات المحملة بالمهجرين من مضايا داخل منطقة الراموسة غربي حلب، وذلك على خلفية خلاف بين “جيش الفتح” والإيرانيين، وفق مصادر معارضة تحدثت إلى (جيرون).

وأضافت المصادر أن الحافلات التي غادرت -أمس- مضايا وبقين عالقة -الآن- في الراموسة في حلب، موضحًا أن تلك الحافلات “تقل أكثر من ثلاثة آلاف سوري، بينهم نحو 400 مقاتل في صفوف الجيش السوري الحر”.

وأشارت المصادر إلى أن الخلاف الحاصل سببه “الإيرانيون الذين تركوا مسلحين كثر في بلدتي الفوعة وكفريا، وأخرجوا المدنيين بأعداد كبيرة، وهو ما يعدّ إخلالًا بالاتفاق بين الأطراف”.

وأكدت المصادر أن الإيرانيين، على الرغم من أنهم “هندسوا الاتفاق لأغراض طائفية بحتة، هدفها تغيير ديموغرافية البلاد، وتحصين حدود لبنان المطلة على مناطق تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني بالمدنيين الشيعة، إلا أنهم يحاولون -أيضًا- أن يعرقلوا الاتفاق بعد أن يضمنوا خروج المدنيين من كفريا والفوعة”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر معارض، صباح أمس الجمعة، أن نحو 75 حافلة، و20 سيارة إسعاف، وصلت من بلدتي الفوعة وكفريا، إلى منطقة الراشدين غربي مدينة حلب، وهي تنتظر حاليًا لاستكمال الطريق إلى المدينة.

وقال مصدر معارض، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”: “عند الساعة الثالثة فجرًا، انطلقت أول دفعة من الحافلات، فيها نحو 5 آلاف شخص، بينهم 1500 مقاتل، منهم المئات من (حزب الله) اللبناني، متجهين نحو حي الراشدين في حلب”، مؤكدًا أن “لحظة الخروج لم تكن سهلة على الأهالي أنفسهم، وعلى القرى المجاورة، هناك غضب شعبي؛ بسبب خطة التغيير المذهبي – الديموغرافي التي تحصل اليوم، ولا سيما أن العائلات بقيت متمسكة بأمل البقاء في بيوتها حتى اللحظة الأخيرة، وإيجاد حل لفك الحصار عن مناطقهم بدل ترك أرضهم”.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن أحد الخارجين من بلدة الفوعة، ويدعى أبو حسين، قوله: إنه “فور صعودي إلى الحافلة في الفوعة، انهمرت تمامًا من الحزن، وسقطت أرضًا واضطروا إلى إسعافي، لم أستطع الاحتمال”.

وأضاف: “تورّمت عيناي من شدة البكاء. حال الناس في مضايا والزبداني مثلي تمامًا، أي أحد يضطر إلى ترك بيته لديه شعور الحزن ذاته… لكن لا أحد يعرف ماذا تخبئ له الأيام”.

وعن الاتفاق، قال حسن شرف!، منسق الاتفاق من طرف النظام الأسدي: إن “أحد بنود الاتفاق ينص على أن التنفيذ متزامن، ومن ثم؛ يجب أن تصل الحافلات (من الجهتين) إلى نقاط معينة، قبل أن تكمل مسيرها”، مضيفًا للوكالة أن أهالي كفريا والفوعة سيتوجهون إلى مركز إيواء في مدينة حلب، ثم لاحقًا قد يجري توزيعهم على عدد من المحافظات، منها اللاذقية ودمشق وريف دمشق”.

أما النظام، فقد عدّ هذا الاتفاق “تسوية داخلية” تمت بحهده. ونقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام عن محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، قوله: إن “الأمور عمومًا جيدة، وتتم اليوم عملية تسوية في مضايا، ويوم غد في الزبداني… بعد خروج جميع المسلحين الرافضين للاتفاق مع بعض عائلاتهم، ستدخل ورشات الصيانة لتأمين كل الخدمات للمواطنين الباقين فيهما”.

وزعم إبراهيم أن “الجهات الخدمية في المحافظة ستدخل إلى مضايا والزبداني، خلال اليومين المقبلين بعد خروج المسلحين منهما للبدء في تنظيم الخدمات، وسيتم التعامل مع كل الحالات الإنسانية، سواء في مضايا أو الزبداني”.

وجرى التوصل إلى اتفاق المدن الأربع نهاية آذار/مارس الماضي، وينص على إجلاء الآلاف -في مراحل- من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في إدلب بالتزامن مع إجلاء مماثل للمدنيين في مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني في محافظة ريف دمشق.




المصدر