خربة الجامع… القرية الكردية في حماة من وراء الكواليس إلى الأضواء


خالد عبد الرحمن: المصدر

تنبّه النظام إلى المكون الكردي مبكراً، فمنذ بداية الثورة تعامل بحذر مع قرية خربة الجامع، القرية الكردية المناهضة لحكمه في ريف حماة الجنوبي، والتي يعيش فيها أهلها البسطاء بتوجهاتهم الثورية، بالإضافة لعدد من النازحين من المناطق المجاورة.

وقال الناشط مأمون المصري لـ “المصدر”، إن النظام ومنذ 2011 توجه بمعاملة خاصة مع القرية، فلم يقطع عنها الطرقات ولم ينشئ الحواجز، وكانت تدخل الاحتياجات الأساسية للسكان كالخبز والخضراوات والوقود بشكل اعتيادي، واستمر الوضع على هذا المنوال لسنوات قبل أن يتطور الموقف بشكل حاسم.

وعزا المصري سبب تطور الموقف لسببين اثنين: أولاهما التوتر الذي ساد منطقة ريف حماة الجنوبي بشكل عام منذ أكثر من عام بعد معركة حربنفسه ومحاولات النظام المتكررة للسيطرة عليها والخسائر الكبيرة التي مني بها في محاولات هجومه عليها.

والسبب الآخر، بحسب المصري، يعود للتوتر بالعلاقة بين النظام والأكراد وخصوصاً في محافظة الحسكة، وانعكس ذلك سلباً على المناطق الكردية الضعيفة والمنعزلة عن باقي مناطقهم مثل قرية خربة الجامع.

وأضاف أنه لتلك الأسباب اعتبر شبيحة النظام أن خربة الجامع ذات لون رمادي، واتهموا أهلها بأنهم يساعدون “الإرهابيين” في عقرب والحولة، ففرضت حواجز القرى الموالية حصاراً حقيقياً، فمنعت دخول المواد الغذائية والأساسية، ومنعت حركة المدنيين، فلا خروج ولا دخول للقرية حتى للموظفين الحكوميين.

وتابع المصري أنه اتضح لاحقاً أن هدف تلك الميليشيات هو التجويع من أجل الحصول على مكاسب مادية للشبيحة، حيث قام أحمد سيغاتي (قائد إحدى مجموعات النمر) بفتح طريقٍ تدخل منه بعض المواد -خصوصاُ الغذائية- ولكن بمقابل مادي  ضخم جداً، إلا أن الوضع لم يدم  طويلاً حتى بدأت تطفو مشاكل على السطح بين الشبيحة أنفسهم، حينما حاول بعضهم إغلاق الطريق بالقوة.

وانعكاس ذلك الخلاف كان معركة قوية ومحاولة اقتحام لقرية خربة الجامع، تصدى لها ثوار المنطقة وأفشلوا الحملة العسكرية التي استمرت لعدة أيام، شهدت خلالها القرية قصفاً عشوائيا عنيفاً من الطيران الحربي والمدفعية الرابضة على تلال القرى الموالية، أدت لدمار في منازل المدنيين.

وختم المصري حديثه أنه ونتيجة الخسائر الكبيرة للنظام وشبيحته توقفت الحملة وسارعت قوات النظام بتقديم عرض لاقى قبول الفصائل هناك، ينص على وقف القتال وإعادة الوضع كما كان مقابل سحب جثث قتلاهم، فعاد المدنيون إلى بيوتهم وقريتهم ولكن بترقب حذر خوفاً من غدر النظام وميليشياته، وأعادت فصائل الثوار انتشارها على تخومها استعداداً لأي طارئ.

وتقع قرية خربة الجامع في ريف حماة الجنوبي حيث ينتهي سهل الحولة وتبدأ سلسلة الجبال الغربية، وتجاور بلدات وقرى موالية للنظام من كل الجهات تقريباً، ففي الغرب (بعرين) والشرق (قفيلون) والشمال (أكراد ابراهيم)، وتجاورها من الجنوب بلدة عقرب وهي المتنفس الوحيد باتجاه المناطق المحررة في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.





المصدر