كيف يرى اللاجئون السوريون التعديلات الدستورية في تركيا؟


طَوَت تركيا صفحة الاستفتاء “التاريخي”، مع تصويت الأتراك بـ”نعم” لصالح التعديلات الدستورية، وفيما انتظر الشعب التركي نتيجة التصويت على تعديلات تشمل 18 مادة في الدستور، وتتمحور حول تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، فإنّ توقّعات و وردود أفعال السوريين الموجودين في تركيا تفاوتت حيال هذه الخطوة، وإن كان القاسم المشترك بينها هو الأمل بتحسين ظروفهم خصوصاً على المستوى القانوني ما قد ينعكس إيجاباً على شعورهم بالاستقرار.

 

شأن داخلي

 خلال استطلاع أجرته “صدى الشام” بدا وأن قسماً كبيراً من السوريين لا يلقي بالاً للتحولات السياسية في هذا البلد باعتبارها شأناً داخلياً تركياً خالصاً، وهو ما يمثل حالةً تبدو مختلفةً عما تعكسه وسائل التواصل الاجتماعي.

وأياً كان شكل الحكم يؤكد السوريون أنهم في النهاية يفضّلون النتيجة التي ستحقّق لهم الحياة الأفضل في الجارة الشمالية، والتي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين سوري، بينهم 250 ألف شخص يعيشون في مخيّماتٍ حدودية، فيما يعيش البقيّة داخل المدن التركية على نفقتهم الشخصية.

يقول بسام مغربي، وهو سوري يعيش في اسطنبول، لـ صدى الشام: “حرصت منذ اليوم الأول لبدء حملة المرشّحين على عدم إبداء أي موقف، لا تهمّني النتيجة أبداً، رغم أنني كنت أفضّل نجاح التعديلات الدستورية، لأن المعارضة كانت رافضة منذ اليوم الأول لوجود اللاجئين، وقامت بطرح أرقام ووقائع عن مساعدات نحن نتلقّاها وهي غير حقيقية”، وأضاف أن الاستقطاب السياسي في تركيا كان على أشدّه خلال فترة الانتخابات وبالتالي أي موقف معلن للسوريين سوف يأثر على مستقبلهم داخل البلاد.

وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليشدار أوغلو قد حذّر من حصول 4 ملايين لاجئ سوري على الجنسية التركية، إذا فاز الرئيس رجب طيب أردوغان بالاستفتاء على توسيع الصلاحيات الرئاسية.

ويأتي هذا التصريح علماً أن مجمل عدد السوريين في تركيا لا يتجاوز 3 مليون لاجئ، بينهم فقط 250 ألف في المخيّمات، فيما يعيش البقية في المدن التركية على نفقتهم الشخصية.

 

 

الأمل بوضع أفضل

 يأمل ربيع، وهو سوري مقيم في اسطنبول أيضاً، أن يساهم الاستقرار السياسي في البلاد بتحسين وضع اللاجئين ولا سيما القانوني منه على وجه التحديد، وقال ربيع لـ صدى الشام: “إن الأمور القانونية عالقة لدى الكثير من السوريين وهي تبقيهم في حالة من القلق، فهم لا يستطيعون استخراج إقاماتٍ، ولا يمكنهم السفر إضافةً لعدم قدرتهم على جلب أفراد أسرهم، لافتاً إلى أن الحديث الذي تم مؤخّراً عن الجنسية ليس من الضروري أن يطبّق مباشرةً لكن يجب، على أقل تقدير، أن يتم منح السوريين وثائق وأن يتم توزيع مساعدات ولو كانت جزئية لتحسين حياتهم”.

ويشير خليل، وهو ممن يقطنون ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد، إلى أنه “بغض النظر عن نتائج هذه الانتخابات فإنها كانت نموذجاً حضارياً، ولا سيما مع انتشار الحملات المؤيّدة والمناهضة لمنح أردوغان صلاحيات رئاسية تعمل بحرّيتها دون أن تتعرّض لأية عملية قمع، وهو الأمر الذي كان يفتقده جميع السوريين في بلادهم”.

 

أساسيات

إن فكرة تأييد اللاجىء السوري لطرف سياسي تركي على حساب آخر هو أمر غير منطقي، “فليس من المعقول أن تفتقد كلاجىء لأساسيات الاستقرار والحياة الطبيعية وفي الوقت ذاته تشغل نفسك بأمور تخص المواطن التركي”.

ينتقد راتب سلوك بعض السوريين خلال الاستفتاء والذي ظهر بشكل خاص من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبما أنه يعمل في أحد المعامل التركية بأنقرة، يعتبر راتب أن ما يهمه من أي تغيير في تركيا هو أن يصبح وضعه في العمل أفضل، وأن يحصل على حقوقه كاملة ويصبح لديه ضمانات يقرّها القانون التركي وحسب.



صدى الشام