الاشتباكات تُغلق معبر الإمداد الوحيد لمخيم اليرموك


جيرون

شهدت خطوط التماس الفاصلة، بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وبلدة يلدا المجاورة، اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة جنوبي دمشق وتنظيم “الدولة الإسلامية” بلغت ذروتها أمس (الاثنين)، وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، ما دفع الفصائل العسكرية إلى إغلاق معبر العروبة الفاصل بين المخيم وبلدات الجنوب الدمشقي، وهو المعبر الوحيد لمدنيي اليرموك للتزود بالمواد التموينية والغذائية.

في هذا الجانب، أكد الناشط أبو حسام الدمشقي لـ (جيرون) أن الاشتباكات بين الطرفين “تتواصل بشكل متقطع منذ الأربعاء الماضي، وبلغت ذروتها أمس، عند حاجز العروبة الفاصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا، وهو ما أدى إلى استمرار إغلاق الحاجز لليوم الخامس على التوالي مع أنه المتنفس الوحيد للأهالي في المخيم”.

ولفت إلى أن “الفصائل العسكرية، في البلدات الثلاث، برّرت إغلاق الحاجز، قبل اندلاع الاشتباكات، بوجود معلومات مؤكدة تفيد بأن (داعش) يخطط لعمليات أمنية داخل البلدات”. وأضاف الدمشقي “إغلاق الحاجز يؤثر على الحياة داخل المخيم المحاصر، لأن الأهالي يحصلون على ما يحتاجونه من مواد غذائية وتموينية عن طريقه، كما أنه الطريق الوحيد إلى المشفى والنقاط الطبية في بلدة يلدا، إذ يفتقر المخيم إلى مرافق طبية بعد سيطرة (تنظيم الدولة) عليه. ويسعى (داعش) إلى توتير الأوضاع داخل المنطقة، وذلك بناء على الدور المعطى له من النظام وحلفائه، وهو ما تؤكده الفصائل، وهناك معلومات تفيد بأن تجاوزات التنظيم ستتصاعد خلال الأيام الآتية بناء على التطورات المتعلقة بالمخيم، وتواتر الأنباء عن اتفاق لخروج “تحرير الشام” من المخيم”.

تأتي التطورات الميدانية بين التنظيم وفصائل المعارضة جنوبي المخيم، تزامنًا مع معلومات من داخل المخيم تفيد بقرب التوصل إلى اتفاقٍ بين (هيئة تحرير الشام) والنظام السوري، يقضي بانسحاب الأولى وتسليم المناطق الخاضعة لسيطرتها لميلشيات فلسطينية موالية، بإشراف منظمة التحرير وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية للنظام.

ورغم تضارب الأنباء حول صحة هذا الاتفاق، وارتباط انسحاب (تحرير الشام) من المخيم باتفاق المدن الأربع، واحتمال فشل تنفيذه داخل اليرموك لحسابات عديدة، يؤكد ناشطو اليرموك أن هناك تحركًا حثيثًا لإنجاز اتفاقٍ يتعلق بمخيم اليرموك، يعيده إلى سيطرة النظام، بإشراف وغطاء فلسطيني وفرته منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف في دمشق.

وفي السياق ذاته، قال الناشط باسل أبو عمر لـ (جيرون) “المفاوضات بشأن ترتيب انسحاب (تحرير الشام) من قطاعاتها في المخيم مستمرة وبلغت مراحل متقدمة؛ إذ دخل الأسبوع الماضي وفدٌ أمنيٌّ للنظام يرافقه ممثلون عن (حزب الله) إلى ساحة “الريجة” معقل “تحرير الشام” في المخيم لبحث ترتيبات الانسحاب، والقوات التي يفترض أن تنتشر مكان مقاتلي الهيئة، إضافة إلى عدد الراغبين بالبقاء أو الخروج إلى إدلب، ونوع السلاح الذي يُفترض تسليمه. وما رشح حتى الآن هو أنه في حال انسحاب “تحرير الشام” فسيحل محلّها ميلشيات فلسطينية موالية لنظام الأسد، ما يعني أنها ستكون على تماسٍ مباشرٍ مع (داعش)، وسيفرض ذلك معادلات جديدة، ليس في المخيم فحسب، وإنما في جنوب دمشق كله، ولا سيّما في حال عدم نجاح المساعي لإخراج التنظيم من المنطقة بالتزامن مع خروج (تحرير الشام) من المخيم”.

وأضاف أبو عمر “التنظيم غير راضٍ عن الاتفاق، إذ عمد إلى حشد عدد كبير من مقاتليه على نقاط التماس مع “تحرير الشام”، وهو ما ينذر بمواجهة مفتوحة داخل شوارع المخيم وأزقته، سيدفع ثمنها من تبقى من مدنيين محاصرين، كما أخلى التنظيم قطاعات سكنية في شوارع (صفورية)، ومنطقة شارع 15 وجادات “عين غزال” غربي المخيم، ومحيط ثانوية اليرموك شمال شرق المخيم بذريعة أنها مناطق اشتباك، إلى جانب إرساله موفدين إلى الهيئة عبر كتيبة (الكراعين) لحثها على رفض الانسحاب من المخيم”.




المصدر