خسائر متزايدة لروسيا في سوريا.. رويترز تكشف ما تخفيه موسكو عن مواطنيها


قالت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، إنها جمعت أدلة تشير إلى أن عدد القتلى في صفوف القوات الروسية في سوريا، خلال الفترة التي شهدت معارك عنيفة لاستعادة مدينة تدمر الأثرية بلغ 21 قتيلاً، وذلك بعدما ظهرت معلومات عن مقتل ثلاثة متعاقدين عسكريين فقط.

وأشارت الوكالة إلى أن العدد الذي أحصته خلال الفترة بين 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، ونهاية مارس/ آذار 2017، أكثر من أربعة أمثال العدد الرسمي الذي أعلنته وزارة الدفاع الروسية وهو خمسة جنود.

وكانت رويترز قد ذكرت الشهر الماضي، استنادا إلى محادثات مع أصدقاء وأقارب قتلى وتدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومسؤولين في مقابر، أن 18 مواطناً روسيا قتلوا من أواخر يناير/ كانون الثاني إلى أواخر مارس آذار.

وأشارت الوكالة إلى أنه منذ ذلك الحين تحققت من مقتل ثلاثة آخرين في المعركة التي خاضتها القوات الروسية مع قوات نظام بشار الأسد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يسيطر على تدمر، والجنود القتلى الجدد الذين كشفت عنهم الوكالة، هم أليكسي سافونوف، وفلاديمير بلوتينسكي وميخائيل نيفيدوف.

متعاقدون مع الحكومة

وقال أحد أقارب سافونوف طالباً عدم نشر اسمه إن أسرة المتعاقد (41 عاماً) الذي توفي في منتصف مارس/ آذار لم تحصل على معلومات تذكر بشأن كيفية وفاته. وأضاف: "أستطيع أن أقول شيئاً واحداً. حدث الأمر في سوريا"، مشيراً إلى أن سافونوف قاتل في شرق أوكرانيا حيث يخوض متمردون مؤيدون لموسكو حربا انفصالية قبل أن ينتقل إلى سوريا.

ودفن سافونوف في قريته خوتور بوتشوفي بجنوب روسيا بعد أسبوعين من وفاته. كما أكد عدد من جيران سافونوف ومسؤول محلي أنه توفي في سوريا.

ولم يؤكد بيتور إيفانوف مدير مجلس التجنيد المحلي ملابسات وفاة سافونوف لكنه قال إنه "حضر الجنازة لأن سافونوف كان من المحاربين القدامى في حملات سابقة للجيش ضد التمرد في إقليم الشيشان". وأضاف أن سافونوف لم يكن في الخدمة العسكرية عندما لاقى حتفه.

وأشارت وثيقة رسمية بها بيانات من شهادة وفاته إلى أن لوتينسكي (46 عاما) الذي كان يسكن في مستوطنة بجنوب روسيا تحمل اسم ستانيستا كازانسكايا قُتل في منطقة التياس قرب تدمر يوم 12 فبراير/ شباط.

إخفاء للحقيقة

من جانبه، أكد أحد أقرباء بلوتينسكي أنه توفي في محافظة حمص حيث تقع التياس وقال إنه لم يكن يخدم في الجيش آنذاك. أما نيفدوف (27 عاماً) وهو متعاقد عسكري خاص فقتل في سوريا في فبراير/ شباط حسبما أبلغ ألكسندر باشكوف أحد معارفه رويترز مؤكداً تقارير سابقة في الإعلام الروسي عن وفاته.

وإلى جانب الجنود النظاميين تنشر روسيا متعاقدين بشكل خاص في سوريا. ومن الناحية الرسمية يتمتع هؤلاء بصفة المدنية لكنهم كثيراً ما يكونون من المحاربين القدامى المتقاعدين الذين لديهم خبرة في ميدان القتال. وسبق أن قالت مصادر مطلعة على العمليات في سوريا لرويترز إن هؤلاء يلعبون دور القوة الهجومية في العمليات البرية تحت قيادة عسكرية.

ولا تعترف موسكو بشكل رسمي بوجود متعاقدين عسكريين في سوريا ولا تكشف عن أرقام الخسائر في صفوفهم. والعدد الإجمالي الرسمي لقتلى الجيش الروسي منذ تدخل روسيا في سوريا عام 2015 هو 30 لكن الرقم قد يكون أعلى بكثير لأن خسائر الجيش تعتبر من أسرار الدولة بموجب القانون الروسي.




المصدر