كأنهما رجل واحد.. إليك أوجه الشبه بين بشار الأسد وكيم جونغ أون
18 أبريل، 2017
يتشابه كل من رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، مع زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون، في الكثير من الصفات والتصرفات التي جعلتهما من أبرز الشخصيات الدكتاتورية للقرن الواحد والعشرين.
ومن خلال اطلاع “السورية نت” على سيرة حياة كل من الشخصين على موسوعة ويكيبيديا، فإن أبرز نقاط التشابه بينهما كيفية وصولهما إلى الحكم. كما أن عائلة الشخصين حكمتا البلدين لعقود من الزمن.
وصل بشار الأسد إلى السلطة في عام 2000 بعدما ورث الحكم عن أبيه حافظ الأسد، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم فإن الأسد هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، ويرفض التنازل عن الحكم رغم الثورة التي اندلعت ضده منذ العام 2011 والمستمرة حتى الآن.
وكذلك ورث كيم أون الحكم في كوريا الشمالية بعد وفاة والده كم جونغ إل، وبعد إعلان موت الأخير، تم الإعلان فوراً عن تنصيب كيم أون رئيساً لكوريا الشمالية ويطلق عليه اسم “الوريث العظيم” كما وصفته شاشة التلفزيون الرسمي الكوري.
السياسة القمعية
يقوم حكم الرجلين على سياسة أمنية قمعية للشعبين، ويتشابه كلاهما في العنف المفرط اللذين يستخدمانه ضد كل من يحاول زعزعة حكمهما، أو يسبب لهما الإزعاج، فالأسد ومنذ 7 سنوات يواصل قتله للسوريين الثائرين ضده، وقد أعدم آلاف المعتقلين في السجون وقتل آخرين تحت التعذيب، كما نشر قواته في مواجهة المدن السورية الثائرة ضده، ويمارس القمع ضد التعبير عن الرأي.
كذلك يفعل كيم أون، وبحسب ويكيبيديا، فإن الزعيم الكوري الشمالي نفذ العديد من الإعدامات منذ توليه الحكم ولا يزال حتى الآن يقدم على مثل هذه العقوبة. ونفذ كيم أون في العام 2015 ما لا يقل عن 15 حكم إعدام لمسؤولين في نظامه، لأسباب مختلفة بينها الشك في الولاء، فضلاً عن إعدامه لوزير دفاعه هيون يونغ شول، وزوج عمته ومستشاره السياسي، وقد عزا عمته بعدما أعدم زوجها.
الاعتماد على الحلفاء
يعتمد الأسد وكيم أون على دول كبرى لضمان بقائهما في السلطة، إذ تقدم روسيا وإيران بشكل رئيسي الدعم للأسد وتعتبر الدولتان سبباً رئيسياً في عدم الإطاحة بالنظام، فهما تساعدانه عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وتمدانه بالقوة لمواجهة قوات المعارضة الساعية للإطاحة بحكمه.
ويعتمد كيم أون بشكل أساسي على الصين، فهي تساعده في التجارة وتوفير كميات كبيرة من الوقود.
السلاح النووي
يعتبر الأسد وكيم أون محبين للسلاح الكيماوي واستخدامه، فالأسد وخلال الثورة السورية استخدم السلاح الكيماوي بشكل واضح مرتين، وتسبب جراء ذلك بقتل ما لا يقل عن 1650 شخص، نحو 1550 منهم في هجوم كيماوي على الغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013، بالإضافة إلى وفاة 100 شخص في الهجوم الكيماوي الأخير على مدينة خان شيخون في ريف إدلب يوم 4 أبريل/ نيسان 2017.
وكان لدى الأسد ترسانة كيميائية ضخمة، وتوصلت روسيا وأمريكا لاتفاق عقب مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، يقضي بتدمير المخزون الكيماوي للأسد، إلا أنه لا يزال الأسد يمتلك أسلحة كيميائية يشن بها هجومه ضد السوريين.
ومن جانبه، يواصل كيم أون حلمه في تقوية بلاده بالأسلحة النووية، وفي العام 2006 قالت حكومة كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح أول تجربة نووية، كذلك أجرت في العام 2016، اختباراً نووياً تحت الأرض في موقع الاختبار النووي بمنطقة بونغ كيه ري، وقالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية حينها إن “البلاد نجحت في اختبار قنبلة هيدروجينية”.
الهوس بتعظيم شخصية “الرئيس”
يتشابه كل من الأسد وكيم أون في أنهما مهوسان في تمجيدهما من قبل الموالين لهما، كما أنهما يعملان على صناعة هذا “التعظيم” وإضفاء هالة من التبجيل على شخصيهما.
وعمل نظام الأسد منذ تولي حافظ الأسد الحكم على ربط سوريا باسمه، وأصبح أنصار النظام يطلقون على سوريا اسم “سوريا الأسد”، وخلال الثورة السورية صار الموالون للنظام وقوات الأخير يرددون شعار “الأسد أو نحرق البلد”. كما يضع بعض الموالين للأسد صوره في منازلهم أو على الألبسة التي يرتدونها، بالإضافة إلى انتشار صور الأسد في كثير من شوارع المناطق التي يسيطر عليها.
وقبل اندلاع الثورة لم تخلو الاجتماعات الصباحية في المدارس السورية من ترديد شعارات التعظيم للأسد على حساب الشعارات للبلد سوريا.
وبين الحين والآخر، يبث تلفزيون كوريا الشمالية مقاطع فيديو وصوراً لأنصار كيم أون وهم يرفعون صوره الكبيرة، ويبكون أثناء وجوده، ويتدافعون من أجل الحصول على لمسة من ملابسه، فضلاً عن تغني نشرات الأخبار بإنجازاته وتبجيل شخصه.
وأظهرت الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية التابعة لنظام الأسد يوم 7 أبريل/ نيسان 2017 رداً على مجزرة الكيماوي بخان شيخون، مزيداً من التقارب بين الأسد وكيم أون الذي يتلقى هو الآخر تهديدات من أمريكا بسبب برنامجه النووي.
وبعث كيم أون للأسد يوم الإثنين 17 أبريل/ نيسان 2017، رسالة يهنئه فيها بمناسبة “عيد الجلاء”. وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء، أن “كيم” اغتنم، مناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والسبعين لاستقلال سوريا من فرنسا، برسالة أدان فيها الهجوم الصاروخي للولايات المتحدة على مطار الشعيرات.
وبحسب موقع “سبوتنيك” الروسي فقد قالت الوكالة إن “كيم” قال إن الولايات المتحدة قامت “بعمل غزو متهور” على سوريا. وأضاف أن كيم أون أعرب في رسالته عن دعمه وتضامنه القويين لتحقيق العدالة التي قال إن حكومة النظام “تتمسك بها” وفق رأيه.
يشار إلى أن حافظ الأسد كان قد التقى كيم إل سونغ عام 1974، وكان تربط الشخصين علاقات قوية.
[sociallocker] [/sociallocker]