400 غارةٍ جويةٍ استهدفت أحياء درعا البلد منذ مطلع الشهر الجاري
18 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
مضر الزعبي: المصدر
وثق ناشطو محافظة درعا استهداف الطيران الروسي ومروحيات النظام للأحياء المحررة من درعا البلد بأكثر من 400 غارةً وبرميلاً متفجراً منذ مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري، وأشاروا إلى أن هذا الاستهداف هو الأعنف خلال السنوات الست الماضية.
وقال الناشط هاني العمري لـ “المصدر”، إن حملة الطيران الحربي الروسي على الأحياء المحررة من درعا البلد كانت بالتزامن مع تقدم كتائب الثوار في غرفة عمليات (البنيان المرصوص) الأخير، وعلى الرغم من حملة القصف الغير مسبوقة للأحياء المحررة، تمكنت غرفة العمليات من السيطرة على ما يقارب من 50 في المئة من إجمالي مساحة حي المنشية منذ مطلع الشهر الجاري، بعد أن كانت قد سيطرت في وقت سابق على ما يقارب 35 في المئة من الحي.
400 غارة لم تنقذ قوات النظام
وأضاف بأنه على الرغم من كثافة القصف من قبل الطيران الحربي الروسي ومروحيات النظام والتي وصولت لمستويات غير مسبوقة، واستهداف قوات النظام للأحياء المحررة بأكثر من 10 صواريخ أرض أرض محملة بالقنابل العنقودية، وأكثر من 75 صاروخ (فيل)، وآلاف قذائف المدفعية منذ مطلع الشهر الجاري، تمكنت كتائب الثوار في غرفة عمليات (البنيان المرصوص) من مواصلة تقدمها، وسيطرت على ثمانية نقاط استراتيجية لقوات النظام، وهي (كتلة فايز الأديب ـ حاجز السلوم ـ حاجز اللعبين ـ حاجز السلوم ـ حاجز السيرتل ـ حاجز البنايات ـ حاجز مدرسة معاوية ـ حاجز جامع عقبة بن نافع)، إضافة لخمسة مقار لقوات النظام، وهي مباني الأفرع الأمنية في الحي (السياسي ـ العسكري الجوي)، ومقار (العقيد فراس ـ العقيد طلال).
وأشار العمري إلى أن عدد قتلى قوات النظام منذ مطلع الشهر الجاري تجاوز 80 قتيلا، بالإضافة لثلاثة قتلى من ميلشيا (حزب الله)، وثلاثة آخرين من ميلشيا (الدفاع الوطني)، كما أسرت كتائب الثوار خمسة عناصر من قوات النظام.
أهمية الحي
وتحدث القيادي في كتائب الثوار، أحمد الزعبي، لـ “المصدر” عن أهمية حي المنشية قائلاً إنها تأتي من كون الحي هو خط الدفاع الأول لقوات النظام عن أحياء درعا المحطة، ومركز ثقل قوات النظام في مدينة درعا، وهذا ما يفسر استماتة قوات النظام والميلشيات الموالية له وحملة الطيران الروسي الغير مسبوقة على الأحياء المحررة في درعا البلد.
وأشار إلى أنه في حال إتمام السيطرة على الحي فإن الطريق سيصبح ممهداً لكتائب الثوار للتقدم باتجاه باقي أحياء مدينة درعا.
ولفت القيادي الزعبي إلى أن أهم ما في الأمر أنه للمرة الأولى تتمكن كتائب الثوار من التقدم على حساب قوات النظام في درعا منذ أن بدأ الطيران الروسي بتأمين غطاء جوي لقوات النظام، مشيراً إلى أن 400 غارةً وبرميلاً متفجراً من الطيران الروسي ومروحيات النظام لم تساعد قوات النظام على البقاء في مواقعها داخل الحي، وخسرتها لصالح كتائب الثوار.
وأشار إلى أن أهمية المعارك في الحي تأتي من كونها معارك استنزاف وقتال مدن، وهذا النمط هو جديد على الثوار في المحافظة، ويحتاج “للنفس الطويل والعمل بهدوء”، فالأعمال العسكرية في المحافظة في الأعوام الماضية كانت تعتمد على الهجمات الخاطفة، على حد تعبيره.
مصير المدنيين
وبدوره قال الناشط أحمد المصري لـ “المصدر”، إن معظم أهالي أحياء درعا البلد نزحوا منذ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي إلى السهول الجنوبية للمدينة، وإجمالي عدد الغارات والبراميل المتفجرة على تلك الأحياء تجاوز 1200 غارة منذ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، أدت لتدمير أكثر من 80 في المئة منها.
وأضاف بأن عدد النازحين من أبناء درعا البلد تجاوز 10 آلاف نازح، وسط تجاهل كبير لمآسيهم من قبل المنظمات العاملة في الداخل السوري، كونهم يعيشون في خيام بداية، وينتشرون على مساحات واسعة، خشية من استهداف الطيران الحربي الروسي للتجمعات السكانية، بحسب المصري.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]