اجتماع طهران الثلاثي تأثر بـ «أجواء ضربة الشعيرات»


أعلنت كازاخستان أمس، توجّهاً لتوسيع الحضور الدولي والإقليمي في الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة في 3 و4 أيار (مايو) المقبل، ولم تستبعد دعوة المملكة العربية السعودية وقطر وأطراف أوروبية «بصفة مراقبين». وتزامن ذلك مع استضافة طهران اجتماعاً لخبراء من الدول الثلاث الراعية وقف النار في سورية وهي روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلی ممثل للمندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا للبحث في آليات دعم الهدنة بين الفصائل المسلحة التي شاركت في جولات آستانة وبين الحكومة السورية، إضافة إلی درس إمكان استمرار المفاوضات في العاصمة الكازاخية بهدف التوصل إلی حل سياسي للأزمة السورية.

ولم يكن واضحاً هل الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في مركز الدراسات السياسية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية في طهران وكان بعيداً من وسائل الإعلام، سيستمر بالفعل ليوم ثان (كما كان متوقعاً) أم أنه أنهی أعماله بحلول ليل أمس. لكن مصادر قريبة من وزارة الخارجية الإيرانية قالت لـ «الحياة» إن الاجتماع تأثر بأجواء الضربة الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مطار الشعيرات العسكري السوري في حمص، ما انعكس علی موقف الخبراء الأتراك الذين باركت حكومتهم الهجوم بصواريخ «الكروز» الأميركية و «هو ما لا ينسجم مع موقف روسيا وإيران». ودانت موسكو وطهران الضربة التي أمر بشنها الرئيس دونالد ترامب رداً على أدلة متوافرة للاستخبارات الأميركية عن ضلوع القوات النظامية السورية بهجوم بغاز السارين ضد بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في طهران إن «معادلات جديدة» تولّدت بعد الهجوم الصاروخي الأميركي، مشيرة إلى «رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في إعادة صياغة آلية المواجهة لحل الأزمة السورية»، علی خلفية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الى موسكو الأسبوع الماضي والاجتماع الثلاثي الذي عقد فيها وجمع وزراء خارجية روسيا وسورية وإيران.

ولفت أمس، تصريح للنائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش شن فيه هجوماً على المعارضة السورية ووصفها بأنها «دمى يتم تحريكها من الخارج». وأضاف أن «الحوار في آستانة سيستمر حتى لو غاب وفد المعارضة المسلحة». معرباً عن اعتقاده بأن «تركيا أصبحت تسير في ركب السياسة الأميركية حيال مستقبل (الرئيس) بشار الأسد، ولم تعد تخاف من تدهور علاقاتها مع روسيا».

وأعلن وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أمس، أن بلاده تنوي توسيع دائرة الدول المراقبة في مفاوضات آستانة، ولفت إلى أهمية دعوة السعودية وقطر، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي إلى الجولة المقبلة التي تنعقد يومي 3 و4 أيار. وقال عبد الرحمنوف إن «من المهم الآن توسيع دائرة المراقبين، والجانب الكازاخي يعمل على هذه المسألة مع البلدان الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، لكي يكون في إمكان الدول المعنية كافة تعزيز نظام وقف النار ومراقبة عملية آستانة».

تزامناً، نقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية من مصدر قريب الصلة بتحضيرات مفاوضات آستانة، أن روسيا أعدت اقتراحات وأرسلتها إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة، معتبراً أن «تنفيذ الاقتراحات يشكّل استمراراً منطقياً لاتفاق وقف النار». وتتضمن الاقتراحات تشكيل أربع لجان تكلّف «صوغ الدستور السوري، ومناقشة إدارة المناطق التي لا تشهد عمليات حربية. وملف تبادل الأسرى ونزع الألغام».

ميدانياً، خطت «قوات سورية الديموقراطية»، خطوة جديدة أمس نحو ترتيب أوضاع مدينة الرقة، استعداداً لمرحلة ما بعد طرد تنظيم «داعش» منها، وأعلنت تشكيل «مجلس مدني» لإدارتها، في خطوة ربما تزيد غضب تركيا التي ترفض مشاركة الأكراد في تحرير هذه المدينة التي تُعتبر بمثابة عاصمة لـ «داعش» في شمال شرقي سورية.

وفي نيويورك («الحياة»)، دان مجلس الأمن «الاعتداء الإرهابي البربري الجبان» في منطقة الراشدين غرب حلب الذي أودى بنحو ١٢٦ من النازحين بينهم الكثير من الأطفال. وشدد المجلس في بيان على التزامه محاربة الإرهاب بكل أشكاله وعلى أن كل الأعمال الإرهابية هي أعمال إجرامية تستدعي جلب مرتكبيها وداعميهم الى العدالة.



صدى الشام