انتخابات غير متوقعة وسيناريوهات عديدة.. من سيتنافس على رئاسة فرنسا؟

19 أبريل، 2017

يتوجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم في الجولة الأولى من أكثر انتخابات رئاسية غير متوقعة النتائج في تاريخ فرنسا الحديث.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشح الوسطي المستقل “إيمانويل ماكرون” هو الأوفر حظاً. لكن الفارق بينه وبين المنافسين الثلاثة الكبار الآخرين، وهم “مارين لوبان” من اليمين المتطرف و”فرانسوا فيون” من التيار المحافظ و”جان لوك ميلينشون” من اليسار المتطرف، تقلص بشدة.

وقد يتأهل أي اثنين من الأربعة لجولة الإعادة التي ستجرى يوم السابع من مايو/ أيار. وفيما يلى السيناريوهات المحتملة بعد التصويت يوم الأحد.

ماكرون ـ لوبان

تتوقع استطلاعات الرأي منذ أوائل فبراير/ شباط أن هذه هي المواجهة الأكثر ترجيحاً. وتمثل هذه المواجهة تحولاً جذرياً في المشهد السياسي الفرنسي فهي لا تضم أياً من مرشحي الأحزاب الرئيسة التي تحكم البلاد منذ عقود وستضع رجلاً أسس حزبه قبل عام فحسب في مواجهة امرأة تريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

ورؤية “لوبان” في جولة الإعادة قد تثير قلق المستثمرين رغم أنه أتيح لهم مع الناخبين الفرنسيين كثيراً من الوقت للتعود على هذه الفكرة.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن “ماكرون” (39 عاماً) الوسطي المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي سيفوز في المنافسة بسهولة ليحرم “لوبان” من فرصة أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا وهي في الثامنة والأربعين من عمرها.

وإذا وصل “ماكرون” للرئاسة فسيثير التساؤلات بشأن إن كان سيستطيع نيل الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في يونيو/ حزيران. أما فوز “لوبان” فسيكون صادماً بشكل أكبر لكن بالنسبة لها فإن الكثير من سياساتها سيعتمد أيضاً على انتخابات البرلمان.

فيون ـ لوبان

حتى أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي كان هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً. لكن “فيون” تراجع إلى المركز الثالث الآن وربما الرابع بسبب فضيحة محسوبية تشمل زوجته.

لكن السياسي البالغ من العمر 63 عاماً عاد إلى المشهد وإن كان بشكل متواضع وتتوقع استطلاعات الرأي احتمال أن يحصل على دفعة في اللحظة الأخيرة من المحافظين الذين أثارت الفضيحة استياءهم لكن قد يمتنعون في نهاية المطاف عن دعم “ماكرون” على حسابه.

وينظر إلى هامش انتصار “فيون” على “لوبان” على أنه الأقل لذا فإن هذا السيناريو في جولة الإعادة قد يكون مثيراً للقلق بدرجة أكبر بالنسبة للمستثمرين من السيناريو الأول.

وينفي “فيون” ارتكاب أي مخالفة لكن من المرجح أن تلاحقه الفضيحة حتى القصر الرئاسي مما يثير الشكوك بشأن مدى السهولة التي قد يدفع بها خططه المثيرة للجدل لتقليص الإنفاق بشكل حاد. لكنه رغم ذلك قد يخوض معركة أسهل للحصول على الأغلبية البرلمانية من “ماكرون” أو “لوبان” في ظل وجود هيكل لحزب الجمهوريين المحافظ.

ماكرون ـ فيون

ستكون المفاجأة الكبرى هنا هي عدم وصول “لوبان” إلى جولة الإعادة مما سيثير الحيرة بشأن سنوات من استطلاعات الرأي.

وإذا لم يدخل “ميلينشون” الجولة الثانية أيضاً فسيكون المرشحان المناهضان للاتحاد الأوروبي قد خرجا من السباق الأمر الذي سيجعل المستثمرين على الأرجح يتنفسون الصعداء.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن “ماكرون” سيهزم “فيون” بسهولة في الجولة الثانية.

ورغم أن عدم المنافسة في جولة الإعادة قد يجعل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف يعيد تقييم حساباته يقول خبراء إن هيمنة “لوبان” على الحزب لا تزال قوية رغم التوترات مع ابنة أختها “ماريون مارشال لوبان”. وسيكون أداء الحزب في الانتخابات البرلمانية حاسماً.

ميلينشون ـ لوبان

ستكون هذه أكبر صدمة للأسواق المالية لأن المواجهة ستكون بين سياسيين شعبويين مناهضين للاتحاد الأوروبي من أقصى يسار وأقصى يمين التيارات السياسة.

وجاء صعود “ميلينشون” في استطلاعات الرأي بعد أداء قوي في مناظرات تلفزيونية في أواخر مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان كأحدث مفاجأة في السباق الذي شابته الفوضى.

ورغم أن أياً من استطلاعات الرأي لم تتوقع حتى الآن أن يصل “ميلينشون” إلى الجولة الثانية فإن السياسي البالغ من العمر 65 عاماً يتحدى هوامش الخطأ في تلك الاستطلاعات.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيهزم “لوبان” في جولة الإعادة. لكنه هو أيضاً يريد سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي ومثل “لوبان” قد يجد صعوبة في الحصول على أغلبية برلمانية لتنفيذ خططه.

ميلينشون ـ ماكرون

تتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز “ماكرون” بسهولة في مثل هذه المواجهة التي ستضع وجهتي نظر مختلفتين تماماً، بشأن مستقبل فرنسا وعلاقتها مع أوروبا، في مواجهة.

ميلينشون ـ فيون

هذا السيناريو أقل ترجيحاً من كل السيناريوهات السابقة لأن “ميلينشون” و”فيون” في المركز الثالث والرابع في استطلاعات الرأي. لكن إذا تأهل “ميلينشون” لجولة الإعادة، وهو احتمال كان بعيداً عن التصور قبل ثلاثة أسابيع فحسب، فإن استطلاعات الرأي تتوقع أنه سيهزم “فيون”.

سيناريوهات أخرى

تراجعت معدلات التأييد للمرشح الاشتراكي “بنوا أمون” إلى ثمانية في المئة ولا تتوقع أي استطلاعات أن يصل إلى الجولة الثانية وكذلك الحال بالنسبة لباقي المرشحين وهم اشتراكيان وثلاثة قوميين ونائبة وسطية.

وهناك سيناريو آخر غير مرجح بشدة وهو أن يحصل أي من المرشحين الأحد العشر على 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى لينال فوزاً صريحاً.

وتظهر أرقام استطلاعات الرأي حالياً أن أياً من المرشحين لن يحصل حتى على نصف هذه النسبة في الجولة الأولى.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

19 أبريل، 2017