بالصور… المناطق السياحية في درعا متنفسٌ لأهالي المناطق المحررة


مضر الزعبي: المصدر

تسرق الحرب الكثير من الأشياء، وتبدّل معالم المدن الجميلة، لكنها تعجز عن سرقة الطبيعة، لتبقى سهول حوران المتنفس الوحيد لمئات الآلاف من أهالي المناطق المحررة في محافظة درعا، حيث تتمتع المحافظة الجنوبية بمناطق خلابة، قلّ نظيرها، فقد كانت مقصد السوريين والعرب في شهر نيسان/أبريل ما قبل عام 2011، وتغنى بطبيعتها الخلابة الشعراء.

مناطق سياحية

وقال عصام الحامد، صاحب مكتب سياحي في المحافظة قبل العام 2011، لـ “المصدر”، إن المحافظة الجنوبية تتمتع بعدد من المناطق السياحية المميزة، ومنها (بحيرة المزيريب ـ مدينة بصرى الشام ـ شلالات تل شهاب ـ زيزون ـ العجمي)، وجميع هذه المناطق بيد الثوار، مما جعلها متنفساً للأهالي.

وأضاف بأن السياحة التقليدية في المحافظة انتهت، ولم يعد لمكاتب السياحة أي دور، كون المحافظة لم تعد تستقبل أي زوار من خارجها، ورواد هذه المناطق هم من أهل المناطق المحررة في المحافظة.

وأشار الحامد إلى أن مكاتب السياحة خسرت عشرات الملايين نتيجة القتال الدائر في المحافظة، مؤكداً أنه لم يقتصر الضرر في قطاع السياحة على الخسائر المالية، بل إن الخسارة الأكبر تمثلت بسرقة النظام لمجموعة من القطع الأثرية النفيسة في المحافظة، ومنها متحف قلعة (بصر الشام) الذي سُرقت كامل القطع الأثرية التي كانت فيه قبل انسحاب قوات النظام من المدينة. ولم تكتفِ تلك القوات بهذا، بل استهدفت قلعة المدينة الأثرية بالبراميل المتفجرة عقب انسحابها من المدينة، ما أدى لتدمير أجزاء منها.

ملجأ للأهالي

وبدوره، أشار سعيد الرفاعي، وهو صاحب إحدى المحال التجارية في بلدة المزيريب بريف درعا، لـ “المصدر”، إلى الإقبال الكبير من قبل الأهالي في المناطق المحررة على زيارة بحيرة البلدة، مؤكداً أن أعداد الزوار تقارب ما كانت عليه قبل العام 2011، مع اختلافٍ في القدرة المالية لدى الأهالي.

وأضاف بأن الأهالي يأتون لبحيرة البلدة للخروج من يوميات القصف والموت المستمرة منذ ست سنوات، وهم من الشريحة المعدومة ماليا، لذلك لم يعد للمحال التجارية في المنطقة أية أهمية، كون الأهالي يُحضرون جميع المستلزمات من منازلهم لتوفير المال.

وقالت أم قاسم لـ “المصدر”، إن هذه المناطق في المحافظة أصبحت المتنفس الوحيد للأهالي، وهي تحرص باستمرار على إخراج أحفادها الستة الأيتام لهذه المناطق، لكي يتعرفوا على طبيعة أرضهم، ويتسنى لهم اللعب بعيداً عن أماكن القصف.

وأوضحت أن الخروج في نزهة ربيعية يكلف نحو 20 ألف ليرة سورية وسطياً، فإيجار السيارة يبلغ 10 آلاف ليرة سورية، بينما يصل سعر كيلو اللحم إلى 3500 ليرة سورية، ويضاف لذلك ثمن الخضروات، فمتوسط سعر الكيلو من أي صنف في الأسواق المحلية يصل إلى 400 ليرة سورية.

وأشارت أم قاسم إلى أن الأحاديث خلال النزهة اختلفت عمّا كانت عليه في السابق، فقد كانت الأحاديث سابقاً تتمحور حول مخططات الصيف للعائلة ولاسيما الأفراح، بينما الآن عندما تخرج الأسر للتنزه تستعيد ذكرياتها، فتذكر ابنها الشهيد، وأبنائها اللاجئين في عدد من الدول.

خالد الفارس، صاحب مجموعة قوارب في بحيرة المزيريب، قال لـ “المصدر”، إنه فيما قبل 2011 كان شهر نيسان/أبريل هو موسم العمل بالنسبة له، فخلال هذا الشهر تتوافد المجموعات السياحية من مختلف المناطق السورية، مما يدر عليه مبالغ مالية كبيرة، تمكنه من إعادة صيانة قواربه.

ولكن الآن الوضع مختلف تماماً، بحسب الفارس، فالعائد المالي لم يعد هو الأولوية، كون معظم الأطفال الذين يأتون للبحيرة هم من اليتامى، والهدف الأساسي أصبح إدخال الفرح لقلوبهم، والعمل على إخراجهم من جو القصف والخوف.

وأشار الفارس إلى أن الطواقم الطبية في المنطقة تعمل بالتنسيق معهم، وذلك لتجنب أي كوارث ممكن أن تحصل أو أي حالات غرق، فالطواقم الطبية في المنطقة دربت عشرات المتطوعين على كيفية إنقاذ حالات الغرق، وهذا ما شجع الأهالي على إرسال أبنائهم لهذه المناطق.














المصدر