الكونغرس يستعد لتمرير حزمة عقوبات على الأسد وداعميه


حافظ قرقوط

يشهد الموقف الأميركي تبدلًا واضحًا مما يجري في سورية، إن كان لجهة التعاطي مع المعارضة، أو لجهة توصيف النظام، وبالذات رأسه بوصفه مجرم حرب تجب محاكمته، أو بتوصيف أفعاله المشينة جزارًا بشريًا، مع ضرب هيبته مباشرة من ترامب ونعته بالحيوان.

يدفع الكونغرس الأميركي -حاليًا- باتجاه تمرير حزمة قوانين تتضمن فرض عقوبات جديدة على نظام الأسد، ويعتزم الكونغرس، بعد انتهاء موسم الأعياد والعطل في الأيام القليلة المقبلة، تمرير مجموعة قوانين على الأسد وداعميه، روسيا وإيران، بهدف إجبارهما على القبول بحل سياسي في سورية، يتخليان من خلاله عن حليفهم الأسد.

في هذا السياق، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن البيت الأبيض يريد توسيع العقوبات على إيران؛ لتشمل كيانات اقتصادية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت في 13 نيسان/ أبريل الجاري، عقوبات شملت سهراب سليماني، شقيق قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، وضمت إلى القائمة السوداء، في شباط/ فبراير الماضي، 8 منظمات مرتبطة بالحرس الثوري.

وبحسب المجلة، فإن نقاشًا يجري داخل إدارة ترامب؛ لإدراج الحرس الثوري في قائمة “المنظمات الإرهابية”، وأكدت أن هذا التشديد من واشنطن يهدف إلى ردع التمدد الإيراني في المنطقة، ولا سيما في سورية واليمن.

من المرجح -أيضًا- أن يمضي الكونغرس قُدمًا في تشريع قانون “قيصر” الذي يهدف إلى حماية المدنيين في سورية، وتعود تسميته بـ “قيصر” نسبة إلى المصور العسكري السوري الذي تمكن من تهريب نحو 55 ألف صورة، عن عمليات تعذيب وقتل تمت في معتقلات النظام.

الموقف الأميركي الذي أصبح متشددًا مع نظام الأسد، يعمل على ما يبدو بزيادة الضغط على داعمي هذا النظام من الإيرانيين والروس، ودفعهم باتجاه تبني مواقف أكثر مرونة نحو خطة الانتقال السياسي في سورية، من خلال دور فاعل وبناء للروس عبر مفاوضات جنيف، مع تثبيت وقف إطلاق النار بتجديد ما اتفق عليه في لقاءات أستانا.

وحول المواقف المتصاعدة للإدارة الأميركية الجديدة، واختلافها عن سابقتها يرى سمير الدخيل، عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق، أن “هناك تمايزًا بين رأي الإدارتين الأميركيتين السابقة والحالية، لكن سياسة ترامب مازالت غامضة، على الرغم من مواقفها الحالية التي تبدو أكثر حزمًا من خلال التصريحات الأخيرة للرئيس، أو للمسؤولين الآخرين باختلاف مواقعهم”.

أضاف الدخيل لـ (جيرون) أن ما يُشجع حاليًا هو “موقف الرئيس والإدارة المتشدد تجاه إيران، وهذا مهم”، وتابع أن “هنالك معادلات مُعقدة تحيط بالحالة السورية، منها التفاهمات الروسية الأميركية”، وعد أن التمدد الروسي “كان نتيجة طبيعية لتردد وسلوك إدارة أوباما، حيث تجذّر الوجود الروسي في سورية، ولا يمكن للإدارة الجديدة إلا أن تتعامل معه”.

ولفت الدخيل إلى أن العامل الأهم، الذي سيؤثر في تحديد وتوضيح استراتيجية إدارة ترامب تجاه سورية، ويجب العمل لإنضاجه، “هو قدرة المعارضة على تشكيل هيئة قيادية، تتبنى رؤية سياسية حقيقية بعيدة عن الشعاراتية، ولها برنامج سياسي واضح يقنع للغرب، بـأن تكون بديلًا حقيقيًا من النظام الحالي”.

وأكد وجود “تفكير جدي في جميع مستويات الإدارة الأميركية الحالية، بأن الأسد لم يعد له دور في المرحلة المقبلة”.

يُذكر أن الإدارات الأميركية السابقة باركت بدرجة ما حكم الأسدين لسورية، وتقديم مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس بيل كلينتون العزاء شخصيًا لبشار الأسد،

كان الضوء أخضر من واشنطن ليغتصب الأسد الابن حكم سورية، كما اغتصبها والده من قبل. فقد ذكرت أولبرايت -حينئذ- أن “انتقال السلطة إلى بشار الأسد “يسير سيرًا سلسًا”، وأن الاخير “مستعد لإتمام ما عليه القيام به”.

هل نحن أمام مرحلة جديدة في السياسة الأميركية، تتقاطع مع مصالح السوريين تقاطعًا معينًا. سؤال تُجيب عنه الأيام أو الأشهر المقبلة.




المصدر