في ذكرى الاحتلال الإيراني للأحواز… تلازم الثورتين


أحمد مظهر سعدو

تمر -هذه الأيام- الذكرى الثانية والتسعين لاحتلال إيران الدولة الأحوازية، يوم تواطأت دول خارجية كبرى مع شاه إيران الأسبق، عبر اعتقال وقتل أمير الأحواز خزعل الكعبي، ومن ثَمّ؛ السيطرة على مجمل أمارة الأحواز العربية، بقصد السيطرة على مواردها الوفيرة، وعلى رأسها النفط؛ إذ تمتلك أراضي الأحواز ما نسبته 85 في المئة من مجمل نفط الدولة الإيرانية.

اليوم، وبعد قيام ثورة الشعب السوري، وفي سياق العدوان الإيراني على سورية الوطن والشعب، أدرك الشعب السوري بحسه الثوري، وعبر ثورته، ثورة الحرية والكرامة التي انطلقت في  آذار/ مارس 2011، أن ثورة العرب في الأحواز، هي ثورة الشعب السوري بالضرورة، وعلى أن كفاح الشعبين ضد الغزو الإيراني الفارسي واحد بكل تأكيد، وأن المصائر واحدة، وأن أي انتصار على الدولة الفارسية المحتلة للأحواز العربية انتصار على مشروع فارسي،  دأب المستعمر الإيراني، منذ اثنتين وتسعين سنة، على الاشتغال عليه في منطقتنا العربية، دون كلل أو ملل، فمنذ احتلال الأحواز وحتى اليوم، ومع تعدد أنظمة الحكم أو تغيرها في إيران، إلا أن المشروع بقي واحدًا، مهما تغيرت الشخصيات، فالنظام الإيراني يعمل بكل إمكانياته من أجل الوصول إلى مبتغاه، ضمن سياقات عربية غافلة، أو متغافلة، عن خطر هذا المشروع، ويبدو أن العرب في الخليج أو سواه لم يستفيقوا من رقادهم بعد، ولم يؤسسوا لمشروع آخر مناقض لذلك المشروع، ومندرج في سياق التصدي لأخطار المشروع الإيراني.

إن نظام الملالي في طهران كان أشد وطأة وأكثر خبثًا، وأكثر إصرارًا على تظهير مشروع الاحتلالي الفارسي في أكثر من مكان من المنطقة العربية، سواء في الأحواز، أو سورية، العراق، لبنان، واليمن.

لعل هذا الإصرار على تصدير ما سمي بـ “الثورة” الإيرانية، هو ما جعل الأمور أكثر انكشافًا، وأوضح تمظهرًا، بحيث سقطت عنه ورقة التوت التي كان يتخفى وراءها، باسم دعم المقاومة والممانعة، فلم يكن الحكم في إيران صادقًا في دعمه للثورة الفلسطينية، ولا كان مهتمًا بتحرير الجنوب اللبناني، إلا بقدر ما يحقق له ذلك تمددًا في الواقع اللبناني، أو الفلسطيني، وهيمنةٍ على بعض الفصائل الفلسطينية واللبنانية، وكان مراوغًا في مسألة عدائه للمشروع الصهيوني، ولم ينس المتابع فضيحة، ما اصطلح على تسميتها في حينه “إيران غيت”.

أكد طاهر أبو نضال الأحوازي، أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازي لجيرون: “أن أبناء الأحواز -منذ اليوم الأول للاحتلال الفارسي للأحواز- يناضلون ويقاتلون من أجل استعادة سيادة الأحواز، واليوم نرى أن الأمر بات  أكثر ضرورة؛ لذلك،  فإن الأحواز ترص الصفوف، وتناضل من أجل ذلك، لكونها بوابة المشرق العربي، والجدار الأول والاستراتيجي للدفاع عن الأمة، وإذا لم تعد سيادة الأحواز إلى ما كانت عليه قبل عام 1925، ستبقى الأوطان الوطنية العربية مهددة من الفرس الطامعين بها؛ من أجل استرجاع امبراطورية فارس، كما كانت قبل 1400 سنة، وسيبقى الفرس يعملون من أجل إسقاط العواصم العربية، الواحدة تلو الأخرى، وتدمير البنية التحتية للوطن العربي بالكامل”، وأبدى أبو نضال أسفه؛ لأن القضية الأحوازية لم تلق -بعد- كل الاهتمام من الأنظمة العربية، بقوله: “مع الأسف الشديد القضية الأحوازية لم تر أي دعم عربي أو دولي رسمي، وهذا الأمر أسهم في جعل القضية الأحوازية لم تر النور كما يجب، وهذا مقلق ومؤسف؛ لأنها قضية استراتيجية لكل منطقة الخليج، بكل ما للكلمة من معنى، وهي السيف الذي يستعمل من الاحتلال الفارسي البغيض على الأمة العربية، والإنسانية بأكملها، ويعرف المطلع أن الثروات الطبيعية والموقع الجغرافي الممتد على طول الساحل الشرقي للخليج العربي، كل ذلك ذو أهمية كبيرة، كما أن الأحواز تملك أكثر من 85 في المئة من ثروات النفط والغاز في إيران، وهو السيف الذي تضرب به إيران العرب والعالم”.

وأضاف: “للقضيتين، الأحوازية والسورية، بعد ومسار واحد؛ فكلنا يعيش تحت الاحتلال الفارسي، ويبقى لنا علاقات مع القوى الوطنية والمنظمات الشعبية، وهذا الأمر طبيعي؛ لأن الشعب العربي واحد. وما يخص الشعوب في العالم؛ فهي دائما تتوجع وتشعر بهموم الشعوب الأخرى، وأبناء الأحواز مازالوا معتقدين أن الاحتلال الفارسي الإجرامي لن يهدأ، إلا بتعاون مشترك  بين القوى المناهضة والمقاومة للمشروع الفارسي، ونعدّ الثورة السورية هي ثورة أبناء الأحواز، ولنا كثير من التعاون مع قيادة الثورة السورية الوطنية التي تمثل الشعب السوري بحق، وليس النظام الأسدي المجرم” .




المصدر