مسيحيو محردة باتوا دروعاً بشريةً لقوات النظام


حذيفة العبد: المصدر

بالتزامن مع حملةٍ عسكريةٍ واسعةٍ شنتها قوات النظام على مدينتي طيبة الإمام وحلفايا شمال حماة، تصدّر خبر إصابة أربعة مدنيين أمس الخميس في مدينة محردة مختلف وسائل الإعلام الرسمية منها والموالية للنظام محاولةً الترويج بأن الجيش السوري الحر يستهدف المكون المسيحي في المدينة، متجاهلةً في الوقت نفسه سبب استهداف الجيش الحر للمدينة.

وسائل الإعلام ذاتها التي أذاعت خبر إصابة المدنيين قالت في الوقت نفسه إن “الجيش العربي السوري كبّد الإرهابيين خسائر فادحة في مدينة حلفايا خلال هجومٍ على مواقعهم”، لكنها تجاهلت في الوقت نفسه نقطة تمركز قوات النظام والميليشيات الشيعية للانطلاق بهذا الهجوم.

في هذا الصدد، قال مراسل “المصدر” في المنطقة إن الهجوم البريّ تركز على الناحية الجنوبية لمدينة حلفايا، وفي الوقت نفسه كانت قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ تنهال على حلفايا من الجارة محردة، التي زجّت بها الميليشيات الموالية لإيران في معركةٍ أعلن الجيش السوري الحر أنها لا تتضمن مدينة محردة، وأكدت بياناته وهجماته على الأرض تحييد المدينة منذ أكثر من شهر، حيث لم تشهد محردة أي محاولة هجومٍ لكتائب الثوار رغم تطويقها من ثلاثة جهات.

وتؤكد الصور التي بثها الإعلام الحربي لكلّ من ميليشيا الدفاع الوطني “الشبيحة” وذاك التابع لـ “حزب الله” اللبناني، وإعلام الميليشيات العراقية الموالية، وجود منصات إطلاق صورايخ ومدافع ودبابات بين منازل الأهالي في مدينة محردة، التي باتت درعاً بشرياً تتحصن فيه ميليشيات النظام أثناء هجومها على حلفايا المتاخمة.

وبثت الصفحة الرسمية لميليشيا “الدفاع الوطني” على “فيسبوك” صوراً لحرائق نشبت في مدينة محردة بسبب استهدافها من قبل الثوار، إلا أنها نشرت في الوقت نفسه صوراً لمنصات إطلاق صواريخ “الفيل” محلية الصنع متمركزةً داخل مدينة محردة مرفقةً إياها “أطلق نيرانك لا ترحم”.

وسبق للإعلام الحربي التابع لقوات النظام وإعلام ميليشيا “الدفاع الوطني” أن بثّ صوراً ومقاطع مصورة لعناصر ميليشيات النظام التي تتمركز داخل مدينة محردة التي يقطنها المسيحيون في استهداف مدينة حلفايا المجاورة في ريف حماة الشمالي.

ونشرت صفحة ميليشيا “الدفاع الوطني” في محردة صوراً لعناصرها في مدينة محردة، وهم مجتمعون حول أسلحتهم الثقيلة أثناء الهجوم على مدينة حلفايا، والذي فشل بعد تكبد النظام وميليشياته خسائر كبيرة. كما أظهر شريطٌ مصوّرٌ للإعلام الحربي الخاص بقوات النظام راجمة صواريخ تطلق صواريخها من بين منازل مدينة محردة، وبثّ شريطاً آخر لدبابةٍ تستهدف مدينة حلفايا من مدينة محردة.

وكانت الناشطة المعارضة “شمس محردة” قالت في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر لـ “المصدر” إنّ الميليشيات الإيرانية وميليشيات (حزب الله) اللبناني قدمت إلى مدينة محردة وبدأت معركةً من داخلها ضد كتائب الثوار في مدينة حلفايا المتاخمة، مشيرةً إلى أن مدينتها تحوّلت إلى ساحة حربٍ تسقط فيها كل أنواع القذائف.

ويقطن عناصر الميليشيات الإيرانية واللبنانية في أربع مدارس في مدينة محردة، وشدّدت الناشطة خلال حديثها على أن أهالي المدينة باتوا عاجزين عن مواجهة المدّ الإيرانيّ داخلها، مشيرةً إلى أن وضع مدينة محردة لم يعد يختلف عن كثيرٍ من المدن التي استباحتها إيران كحماة ودمشق وغيرهما.





المصدر