12494 معتقلًا فلسطينيًا في زنازين الأسد

21 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017

9 minutes

غسان ناصر

لليوم الخامس -على التوالي- يواصل نحو 1100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابَهم عن الطعام؛ لإجبار سلطات الاحتلال على تنفيذ جملة من طلباتهم؛ بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية في السجون، وإلغاء الاعتقال الإداري.

ومنذ اليوم الأول للإضراب (الإثنين)، وقد صادف إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان/ أبريل من كل عام، طالب ناشطون حقوقيون فلسطينيون أن يشمل الحراك الشعبي والرسمي الفلسطيني، في فلسطين المحتلة، ودول الشتات والمنافي المعتقلين الفلسطينيين السّوريين، في سجون النّظام السّوري؛ للإفراج عنهم.

وفي هذا السياق، أوضح فريق الرصد والتوثيق في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أن آلاف المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مصيرًا غامضًا في سجون النّظام السّوري، وتشير إحصائيات “المجموعة”، التي تتخذ لندن مقرًا لها إلى وجود 1183 معتقلًا في الأفرع الأمنية التابعة للنظام السّوري، ممن تمكنت المجموعة من توثيقهم، من بينهم 86 لاجئة فلسطينية، ووثّقت معلومات 461 لاجئًا فلسطينيًا، قضوا تحت التعذيب في معتقلات النّظام السّوري، بينهم نساء ومسنون.

وأشارت “المجموعة” إلى أنّ المتوقع أن تكون أعداد المعتقلين وضحايا التعذيب أكبر مما أُعلن، وذلك بسبب غياب أي إحصاء رسمي صادر من النّظام السّوري، إضافة إلى تخوّف بعض ذوي المعتقلين والضحايا من الإفصاح عن تلك الحالات؛ خوفًا من ردة فعل الأجهزة الأمنية في سورية.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه “المجموعة” الحقوقية الناشطة في سورية، أن عدد المعتقلين بلغ 1183 معتقلًا في الأفرع الأمنية، كشف “مركز توثيق المعتقلين والمفقودين الفلسطينيين في سورية”، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأسد بلغ 12494 معتقلًا، بينهم أطفال، وهم على النحو الآتي: 10249 من فلسطينيي سورية، و987 من فلسطينيي الداخل، و591 من فلسطينيي الأردن، و504 من فلسطينيي لبنان، و89 من فلسطينيي العراق، و74 من فلسطينيي مصر.

تفاصيل مجزرة الأطباء

وأكًد “المركز” -في موقعه الإلكتروني- أنه وثّق مقتل 541 فلسطينيًا سوريًّا في زنازين الموت الأخطر على وجه الأرض، موضحًا أن أبرز أساليب تصفية المعتقلين في سجون النّظام هي كسر العنق، والحقن بالهواء، والحرق، وبتر الأطراف، والفصل (فقدان العقل)، والمرض والإهمال الطبي، والضرب العشوائي، والحرمان من الماء والغذاء.

ونقل المركز، في 27 من الشهر الماضي، عن طبيب مفرج عنه، تفاصيل ما سمي بـ “مجزرة الأطباء”، مبينًا أن الأمن السّوري قتل 8 أطباء فلسطينيين تحت التعذيب. جاء ذلك في كتاب من تأليف الطبيب “عمر محيبش”، صدر في العاصمة الأردنيّة عمّان أخيرًا، ومما جاء في الكتاب أن عددًا من الأطباء الفلسطينيّين قضوا تحت التّعذيب في سجون النّظام السّوري داخل سجن المزّة العسكريّ التّابع للاستخبارات الجويّة.

وتحدث “محيبش” في كتابه عن تجربة اعتقاله في سجون النّظام السّوري، وعن التعذيب في سجن المزةّ العسكري، وعن جرائم النّظام بحق الفلسطينيّين والمخيّمات الفلسطينيّة.
وأكًد “محيبش”، في كتابه، أنّ النّظام السّوري ارتكب مجازر مرعبة بحقّ الأطباء الفلسطينيّين، وأنّه “تفنّن” في ابتكار طُرق لتصفية كلّ طبيب منهم، وأنّ عناصر الأمن قتلوهم تعذيبًا من دون توجيه أي تهمة إليهم.
وأضاف “محيبش”، بحسب ما نقل المركز عنه، أنه “عند تعذيبنا في سجن المزّة، كان السجّانون يَضربون السّوري بالعصي 10 مرّات، أما الفلسطيني فـ 20 مرّة، بمعنى أنّ الفلسطيني له ضعف السّوري من التعذيب، كونه فلسطينيًا فحسب، من دون النّظر إلى سبب الاعتقال.”
والأطباء الذين قضوا تحت التعذيب، بحسب المصدر، هم الطّبيب نزار جودت كسّاب، من مخيّم اليرموك، مختص بالجراحة البوليّة، وفُقد بعد قصف طائرات النّظام مسجد عبد القادر الحسيني في مخيّم اليرموك، في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2012.

والطّبيب محمود حمارنة، مختص بالأمراض النسائيّة والتوليد، من مخيّم اليرموك. وطبيب شاب من عائلة شهابي، مختص بالعظميّة، اعتُقل في أثناء عمله في المستشفى، والطّبيب راضي صالح أبو شاكوش، المعتقل منذ 8 آب/ أغسطس 2012، بعد أن داهم عناصر النّظام السّوري عيادته في مخيّم خان الشيح، والطّبيب ياسر الطّرابلسي. والطبيب موعد الموعد، فني التّخدير المعتقل في أيار/ مايو 2013 من مكان عمله في المستشفى.

وطبيب اعتذر “مركز توثيق المعتقلين والمفقودين الفلسطينيّين في سورية” من الإفصاح عن اسمه؛ بسبب وجود ذويه داخل الأراضي السّورية. وكذلك طبيب جراحة اعتذر “المركز” من الإفصاح عن اسمه؛ للسبب ذاته.

أما الطّبيب هايل حميد، فإنّه مجهول المصير، وبحسب “محيبش” الذي قال: “أحضروه من عيادته في مخيّم اليرموك، وهو بلباس العمل إلى سجن المزّة العسكري، وهو مختص بالجراحة العامة، وعمره ستّون عامًا، ويعمل أستاذًا في كليّة الطّب، ولم نستطع أن نعرف إلى أيّ زنزانة نُقل، أو إن كان قد توفيّ تحت التّعذيب أم ما يزال على قيد الحياة.

وأشار المركز -أيضًا- إلى أن النّظام السّوري يواصل اعتقال 18 فلسطينيًا من أطُر (كادرات) جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأنه وثق مقتل 3 منهم تحت التعذيب في السجون.

مقتل 19 فلسطينيًا الشهر الماضي

إضافة إلى ذلك؛ بيّن المركز الحقوقي أن 612 معتقلة فلسطينية، في سجون النّظام السّوري، يمنع النظام ذويهن من معرفة مكان اعتقالهن ومصيرهن، وأن عشرات العائلات الفلسطينية مفقودة داخل سجون النّظام السّوري، من بينها عائلات من مخيم اليرموك معتقلة منذ 4 أعوام.

وقال المركز في يوم الأسير الفلسطيني: إن عميد المعتقلين العرب والفلسطينيين في سجون النّظام السّوري، المناضل المقدسي وليد أبو بكر، معتقل منذ 1982، من دون أن يُحاكم حتى الآن. وقال “المركز” الذي يعمل في توثيق معلومات المعتقلين والمفقودين الفلسطينيين في سورية، ومحاولة معرفة مصيرهم: إن “أبو بكر” كان مسافرًا من الأردن إلى بيروت، وهبطت الطائرة اضطرارًا في دمشق؛ بسبب الحرب الأهلية اللبنانية، فاعتُقل بذريعة جواز سفره الصادر من الكيان الصهيوني.

وحمّل المركز الحقوقي مسؤوليّة هذه الجرائم للفصائل الفلسطينيّة جميعها؛ بسبب تجاهلها قضيّة المعتقلين المدنيّين، وتقاعسها عن الإفراج عنهم. مشيرًا إلى أن مصادر خاصّة أكًدت لـ “مركز التّوثيق” أنّ الفصائل الفلسطينيّة أسهمت في الإفراج عن قياداتهم المعتقلة لدى النّظام السّوري؛ ما يؤكّد أن بإمكانهم الإسهام في الإفراج عن بقيّة المعتقلين الفلسطينييّن.

هذا ولم يتسنَ لـ (جيرون) التأكًد من صحة هذه المعلومات والإحصاءات.

في صعيد آخر، أعلنت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أن 19 لاجئًا فلسطينيًا قضوا خلال آذار/ مارس الماضي، بينهم 6 لاجئين؛ نتيجة طلق ناري، و3 لاجئين توفوا؛ بسبب القصف، و5 قضوا؛ نتيجة الحصار ونقص الرعاية الطبية، ولاجئان قضيا إعدامًا ميدانيًا، وآخران من جراء تفجير، ولاجئ مات تحت التعذيب في سجون النّظام السّوري.

وأشارت مجموعة العمل إلى أن الضحايا الذين قضوا خلال آذار/ مارس 2017 توزعوا، بحسب المكان، في النحو الآتي: 7 لاجئين قضوا في دمشق، و4 في ريف دمشق، في درعا 3 لاجئين، فيما قُتل 4 في حلب، وآخر لم يُعرف مكان مقتله.

وجددت المجموعة الحقوقية قولها: إن 3478 فلسطينيًا سوريًّا هم حصيلة الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين تمكن فريق الرصد والتوثيق في المجموعة من توثيقهم، بينهم 455 امرأة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]