تمدد شيعي يدعمه الأسد في دمشق.. إيران تغير ملامح العاصمة باللطميات المستفزة والميليشيات المنتشرة بالشوارع


علي الأمين - خاص السورية نت

ينقلب حال مدينة دمشق رأساً على عقب، مع تزايد وجود الميليشيات الشيعية، ومساعي إيران لخلق نفوذ لها في العاصمة السورية، سواءً من الناحية العسكرية أو بسط سيطرتها على أحياء بعينها خصوصاً في منطقة دمشق القديمة.

وشهدت دمشق مؤخراً، تزايداً ملحوظاً لوفود الزوار الإيرانيين، وأصبحت مراسم "اللطميات" منتشرة بشكل ملحوظ في أسواق الحميدية والحريقة ومدحت باشا، وداخل مسجد بني أمية (المسجد الأموي)، فضلاً عن ترديد عبارات لم يعتد سكان دمشق على سماعها، ومنها ما يمس عقيدتهم، حيث يوجه بعض الزوار الإيرانيين شتائم مستفزة لبعض صحابة النبي محمد (ص).

وأكد عدد من السكان في دمشق في تصريحات متفرقة لـ"السورية نت" - طالبين عدم ذكر أسمائهم - أن مظاهر التجمع للشيعة، لم تكن بمستوى الكثافة اليومية التي تشهدها دمشق القديمة حالياً، حيث كان يُحصر التجمع في المناسبات الدينية، لكن المشاهد أصبحت مألوفة يومياً في تلك المناطق، يرافقها زيادة في عدد الحواجز لمليشيا "حزب الله"، وكتائب "أبو الفضل العباس"، خاصة بجانب الجامع الأموي ومقام السيدة رقية.

ويقدم نظام الأسد تسهيلات لإيران للتمدد في العاصمة السورية، وأصدر مجلس محافظة دمشق التابع للنظام قبل أيام، قراراً أثار الجدل، ويقضي بإزالة جميع المحلات والإشغالات الواقعة عند المسجد الأموي وبين الأعمدة الأثرية القريبة منه.

وقال سكان في دمشق إن قرار المحافظة تقف وراءه إيران، لكون الأخيرة عبر ميليشياتها ومواطنيها تزيد من حضورها في منطقة دمشق القديمة، خصوصاً في محيط المسجد الأموي، وتحاول شراء عقارات هناك، لا سيما وأن مقام السيدة رقية لا يبعد سوى دقائق عن المسجد الأموي.

سياسة ممنهجة

وقال أحد التجار لـ"السورية نت" طالباً عدم ذكر اسمه خوفاً على سلامته، إن إيران تحاول "احتلال المنطقة" (دمشق القديمة)، من خلال شراء عقارات فيها بمبالغ كبيرة. وتتركز جهود إيران لشراء العقارات في منطقة دمشق القديمة، خصوصاً في محيط المسجد الأموي، والقيمرية، ومقابل مقام السيدة رقية، وفي حيي باب توما وباب شرقي.

وتعتمد إيران بشكل رئيسي على وسطاء موالون لها لشراء العقارات في دمشق، وباتت تملك عدداً منها. وبحسب المعلومات فإن فنادق "كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء" الموجودة قرب ساحة المرجة وسط دمشق، باتت جميعها ملكاً للسفارة الإيرانية، إضافة إلى امتلاكها أسهم في فندق "سميراميس".

وفي السياق ذاته، أصبحت مداخل أبواب دمشق القديمة كباب توما، وباب شرقي، أشبه بمداخل الضاحية الجنوبية معقل ميليشيا "حزب الله" في بيروت، حيث تنتشر صور قتلى لجنود قاتلوا بصفوف النظام، ويوضع فوق كل صورة عبارات عديدة منها لبيك "يا حسين"، "لبيك يا زينب".

وقال أحد السكان لـ"السورية نت": "خلال الأعوام الماضية اعتقدنا أن الأمر متعلق بزيارات دينية للمدينة، لكننا نرى احتلالاً يعد له من فترة طويلة ومحاولة تغيير لمعالم أبواب دمشق هنا".

وقال آخر: "إنها عملية تغيير ديمغرافي للمنطقة يرافقها شراء عقارات من تلك المناطق بأسعار عالية، وبالتعاون مع التجار الشيعة من أهالي دمشق والذي تواطأ جزء منهم مع محتل من خارج بلده وبدء ببيع أرضه هناك".

ويتشابه هذا المشهد مع ما حصل في منطقة السيدة زينب حيث تعتبر المنطقة في ذات أغلبية سنية، لكن الأعوام الأخيرة حولتها لمنطقة ذات أغلبية شيعية بعد أن هجر أغلب أهلها وسكنها شيعة من العراق وإيران ولبنان، وأصبحت كتائب "أبو الفضل العباس" مسيطرة على المنطقة بحجة الدفاع عن المقامات.

وفيما تتزايد أعداد عناصر الميليشيات في دمشق، تزداد معها سطوتهم وتسلطهم، وباتوا يتصرفون في المدينة وكأنها مدينتهم، حسبما يقول سكان في دمشق، ويعود السبب في ذلك إلى الصلاحيات المطلقة التي منحهم إياها الأسد لقاء دعمه في الجبهات المشتعلة بمحيط دمشق.

وكان الأسد ولا يزال قد زاد من اعتماده على الميليشيات الشيعية لمواجهة قوات المعارضة، بعد تزايد أعداد الخسائر البشرية في صفوف قواته، وفرار عشرات الآلاف من الشباب السوري إلى خارج سوريا هرباً من التجنيد القسري في صفوف قوات النظام.




المصدر