إليك الأسباب التي تدفع بالمتصيِّدين إلى جعلِ الأمور تختلط عليك فيما يتعلّق بسوريا

24 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
7 minutes

شَهِدنا على مدار الأسابيع القليلة الماضية تزايداً كبيراً في عدد الروايات المنشورة على شبكة الانترنت والتي تشكّكُ في شجاعة أصحاب الخُوَذالبيضاء، أو التي تشير إلى أنَّ الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا كانت مشبوهة، أو تلك التي تُقدِّمُ بعض الادّعاءات الأخرى بهدف جعل الأمور تختلط عليك حول الحرب في سوريا.

لقد وضعنا هذه القائمة القصيرة لمساعدتك على فهم أسباب حصول هذا الأمر:

 

 

1- المتصيّدون الروس

هل تعلم أنَّ روسيا توظِّفُ مئات الأشخاص لإغراق الفيسبوك بتعليقات حول الحرب في سوريا؟ وأنَّ هذا يُعتبر جزءاً أساسيّاً من الآلية التي يحاول بها الكرملين التأثير على الرأي العام. تحتوي هذه القصة في صحيفة الغارديان على تفاصيل هامّة حول “مزارع المتصيّدين”. إنّها تنطوي على قراءةٍ رائعة لهذه الظاهرة.

إنَّ نصيحتنا لكم هي التالية: قبل أن تُسجِّلَ إعجابك بتعليق شخصٍ آخر وقبل أن تشاركه، جرِّب أن تلقي نظرةً على ملفّه الشخصي. هل يبدو شخصاً حقيقيّاً وله أصدقاء حقيقييّون، أم أنّه مجرّد حسابٍ وهميّ؟

 

2- يشكِّلُ الأبطال معضِلةً بالنسبة إلى الأسد  

لقد أنقذ أصحاب الخُوَذ البيضاء الآلاف من الأرواح في سوريا، وقد رُشِّحوا مرَّتين لجائزة نوبل للسلام. إنَّهم يسارعون إلى مسرح التفجيرات ويظهرون الحقيقة المروِّعة للنساء والأطفال المحاصرين تحت الأنقاض.

ونتيجةً لذلك، فقد أصبحوا يُشكِّلون مُعضِلَةً كبيرة للرئيس الأسد وحلفائه الروس الذين يبذلون معاً كل ما في وسعهم لتشويه سمعةِ تلك المنظّمة على التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل إعلام الحكومة الروسية مثل آر تي RT وسبوتنيك. توضح هذه المقالة في صحيفة واشنطن بوستحقيقة ما يحدث.

إنَّ نصيحتنا لكم هي التالية: قبل مشاركة الفيديو، عليك إلقاء نظرة على الجهة التي تقف وراء نشره. هل ثمّةَ من مصدر مرموق مثل الغارديان،AJ+ أو  Channel 4؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فكِّر مليَّاَ قبل النشر.

 

3- جرائم الحرب تجعل الأمور أكثر صعوبة على القاتل

حتى الدكتاتور القاتل مثل بشار الأسد لا يعترف بجرائم الحرب التي يرتكبها نظامه. وإذا ثبت أنّه مذنب فإنَّ من شأن ذلك التسبب بمحاكمته في المحكمة الجنائية الدولية وإرساله إلى السجن. لذا، فإنّه يحاول إلقاء اللوم على الآخرين أوحتى إنكار أنَّ هذه الهجمات الرهيبة قد حدثت بالفِعل.

فبعد هجوم الغاز السام الذي وقع في إدلب، ادَّعى الأسد أنَّ المتمردين هم من فعلوا ذلك. أو أنَّ الهجوم لم يحدث أصلاً، أو أنَّ الضحايا كانوا “يُمَثِّلون”. في الواقع، فإنَّ نظام الأسد والحكومة الروسية معتادان على الالتفاف على معظم الروايات، ولكنَّ الحقيقة هيَ أنَّ النظام هو من قتل هؤلاء الأطفال. إليكم هذا التحليل الممتاز من صحيفة نيويورك تايمزلمختلف الفرضيات.

 

4- المدوّنون الموالون للأسد

يعتقد بعض نشطاء اليسار أنَّ الأسد ليس بالرجل السيء الذي يجري تصويره، وأنَّه مُستَهدَفٌ بشكلٍ غير عادل في وسائل الإعلام. الأشرار الحقيقيون، كما يقولون، هما الولايات المتحدة وأوروبا اللتان يجب أن تتركا الأسد وروسيا لشؤونِهما. إنَّ كراهية هؤلاء للغرب تجعلهم عمياناً لدرجة أنّهم يدعمون نظام الأسد متجاهلين هجماته على المدنيين. وقد زار بعضهم دمشق وأثنى عليه علناً. ومن بين أبرز هؤلاء الناشطين إيفا بارتليت، التي غالباً ما تظهر على وسائل الإعلام الروسية. إليكم هذا الرابط من Channel 4 News والذي يتضمَّن تحقيقاً حول المطالبات الأخيرة لبارتليت.

كذلك فإنَّ مواقع أقصى مثل موقع اليمين إنفوورز Infowars تشترك في نشر الكثير من المعلومات الخاطئة نفسها وبدافع الانحياز المؤيّد للأسد وأحياناً بدوافع الإسلاموفوبيا السّافرة.

إنَّ نصيحتنا لكم هي التالية: عليكم التحلّي باليقظة إزاء مسألة الانحياز للأسد. إنَّ أيّ شخص يهاجم المدنيين يستحق الانتقاد، أيّاً كان توجّهه السياسيّ. إذا ما صادفت شخصاً ما يتجاهل جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد، عليك أن تسأله لماذا يفعل ذلك؟

 

5- لأنّ ذلك مُمكِن

لقد كان من شأن النمو الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي فتح جبهةٍ جديدة في الحرب الحديثة. تُنفِق روسيا -الحليف الوثيق لبشار الأسد- ملايين الدولارات في محاولتها التأثير على الرّأي العام في جميع أنحاء العالم. وسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإننا جميعاً في مرمى أهدافهم.

تجدهم يرفعون مقاطع الفيديو على الفيسبوك، ويكتبون المشاركات ويدفع لشبكةٍ من المتصيدين لنشر الشك والرّيبة -وحتى من أجل التدخل في انتخابات الدول الأخرى- إذا ما رُمتَ استكشاف الأمر على نحوٍ عميق، عليكَ مطالعة هذه المراجعة التكنولوجيّة MIT Technology review حول كيفية عمل تلك الأنشطة.

نحن نعلم جميعاً بأنَّ هذا قد يكون مدعاةً للشعور بالتهويل، ولكننا فيالحملة السورية The Syria Campaign نحاول العمل مع مُختَلف المنافذ الإعلامية والأشخاص الذين نثق بهم. فالأمر بالنسبة لنا يتعلّقُ بشركائنا السوريين على الأرض، وكذلك بالصحفيين في وسائل الإعلام الرئيسية والذين يهتمون بالحصول على الحقائق بالشكل الصحيح.

 

في نهاية المطاف، فإنَّ المسألة برُمَّتِها تُعزى إلى الثقة، حاول أن تفكِّر مليَّاً، مَن يقف وراءَ ما أنت بصدد مشاركته ولا تتردد في طلب النصيحة منّا إذا ما شعرتَ بحاجة إلى ذلك.

الكاتب الأصلي: The Syria Campaign المصدر: اضغط هنا تاريخ النشر: 22 نيسان (أبريل), 2017 الناشر: The Syria Campaign اللغة الأصلية: الانكليزية