الوطن يقرر مصيره التمسك بالوطن الصغير
24 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
عبد الحفيظ الحافظ
بدأت الثورة الشعب السوري السلمية في منتصف آذار/ مارس عام 2011، شملت المدن والبلدات، ملخصةً أهدافها ” الشعب السوري ما ينذل، الشعب بدو حرية، الشعب يريد إسقاط النظام”، بينما ربيع دمشق بدأ في عام 2000، فحاول النظام وأده في 2003 باعتقالات طالت رموزه. دخلت الثورة عامها السابع ولم يستطع الشعب أن يحقق أهدافها، لكنه لم يستسلم، ولم يعلن الهزيمة، وليس في التاريخ حاكمٌ انتصر على الشعب، فالشعوب في النهاية هي الأصل والباقية أما الحكام فهم الآفلون. لقد كتب النظام بيده هزيمته الأولى بخياره العسكري الأمني وتكليف “حماة الديار” بمواجهة الشعب الأعزل ومازال متمسكاً بهذا الخيار، وعندما استعان بالشبيحة وبحزب الله والفضل العباس ومرتزقة شيعة إيران وبترسانة روسيا بوتن الجوية والبحرية…كتب بيده هزيمته الأهم، التي أدت إلى تهجير ونزوح نصف المواطنين وتدمير المدن والبلدات ومئات قوافل الشهداء، واستبدل الكرسي بالسيادة الوطنية.
إن بقاء النظام لا يعني انتصاره على الشعب، فهو أعجز من أن يعلن مشروع إصلاح سياسي حقيقي للخروج من عنق الزجاجة بعد ستة أعوام، وهذا يجب أن لا يدفع المواطنين إلى ترك بيوتهم وأحيائهم وأراضيهم ومدنهم وذكرياتهم وأعمالهم، فهم لم يغادروا الوطن ليعود إليه.
لنعترف بأن الشعب ومعارضيه ونخبه عجزوا حتى الآن أن ينجزوا أهداف الثورة عدا استحالة العودة إلى ما قبلها، ومازالت موازين القوى فاعلة باستمرار الأزمة والتعثر ونزيف الدم والتدمير، لكن النظام رجع إلى غرفة العناية المشددة على الصعيد الدولي بعد خان شيخون ومطار الشعيرات، فقد تحولت سورية إلى ساحة صراع مصالح وسياسات دولية بسبب التفريط بالسيادة الوطنية. تمر الثورات والحروب الأهلية وبين الدول في هدن واتفاقات وتسويات وتعثر وبهزائم أحياناً، لكن في النهاية يحسم الأمر التقدم فالتاريخ لا يعود إلى الوراء. – تغمد الله الشهداء برحمته. – لا للتهجير القسري ولا للهجرة الطوعية. – نعم للبقاء في الوطن الصغير البيت والحي والمدينة والأرض والورشة. – نعم لوحدة سورية أرضاً وشعباً ودولة، دولةً ديمقراطية تعددية، بمواطنة متساوية للمواطنين كافة.
[sociallocker] [/sociallocker]