بعد اغتيال قياديٍّ بارزٍ… (داعش) يتقدّم في مناطق الثوار بمخيم اليرموك
24 أبريل، 2017
وليد الأشقر: المصدر
قال مصدرٌ حقوقيٌّ إن تنظيم “داعش” فرض سيطرته خلال الأيام القليلة الماضية على جميع مواقع قطاع “الكراعين” الخاضع لسيطرة كتائب الثوار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة دمشق.
وأوضح الصحفي “فايز أبو عيد” عضو مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن تقدّم تنظيم “داعش” إلى مواقع جديدة جاء عقب اغتيال مجهولين مطلع هذا الشهر للقيادي “أحمد عبد الرحمن كريم” الملقب “أبو ربيع الكرعونة” في أحد الأنفاق الواصلة إلى المخيم.
وقال عضو مجموعة العمل لـ “المصدر” إنّ انفجاراً وقع في الثالث من الشهر الجاري في أحد الأنفاق الواصلة بين شارع فلسطين في مخيم اليرموك وحي التضامن، تسبب بمقتل القيادي “الكرعونة”، وهذه الحادثة سمحت للتنظيم بالتمدد في مناطق الكتائب التي كان يقودها.
ولفت المصدر إلى أن عناصر “مجموعة الكراعين” يقومون بمضايقة المدنيين القاطنين ضمن قطاعهم وتهديدهم بإحراق منازلهم لإجبارهم على الخروج من المنطقة التي يسيطرون عليها من أجل تحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة.
مجموعة العمل أشارت أيضاً إلى نشوب خلاف بين عناصر التنظيم في حيّ الحجر الأسود وعناصره في مخيم اليرموك على خلفية فرض السيطرة على حاجزٍ في منطقة العروبة، موضحةً أن الحاجز يسيطر عليه حالياً “مركز شكاوي مخيم اليرموك”.
من اغتال (أبو ربيع)
تعددت الروايات حول الجهة التي اغتالت “أبو ربيع” قائد كتيبة “مجاهدي فلسطين – القراعين” بانفجارٍ في النفق، حيث نقلت شبكة المخيمات الفلسطينية عن مصادر اعتبرت العملية وقعت عن طريق الخطأ خلال إعداد الكتيبة لمعاركها أمام قوات النظام على محور البلدية، فيما ادعت مصادر موالية أن ميليشيا “جيش التحرير الفلسطيني” الموالي للنظام هي من قتلته، وتحدثت رواية ثالثة عن ضلوع تنظيم “داعش” في هذا الاغتيال.
ونشرت شبكات موالية للنظام أن عناصر مفرزة بلدية اليرموك الموالية للنظام ومجندي “جيش التحرير الفلسطيني” هم من فجروا النفق واغتالوا الكرعونة، وذلك ردا منهم على مقتل “فادي عيسى” وجرح عدد من عناصر ميليشيا “فلسطين حرة” الموالية خلال اشتباكات مع القراعين قبل الحادثة بأيام.
(جيش التحرير) يتبنى
وتبنى “جيش التحرير الفلسطيني” في اليوم التالي، عملية اغتيال “أبو ربيع الكرعونة”. وقال الإعلام الحربي التابع له إن “وحدات المشاة في جيش التحرير الفلسطيني قامت بالتعاون مع رفاق السلاح في الجيش العربي السوري بتفجير نفق تابع للمجموعات المسلحة في مخيم اليرموك على قاطع شارع فلسطين ومقتل عدد منهم على رأسهم الإرهابي متزعم داعش أبو ربيع كرعونة، تبعا لعديد من قذائف المدفعية والصواريخ تسقطها أبطالنا فوق رؤوس التكفيريين الآن”.
مصادر أخرى اعتبرت “أنها عملية اغتيال مدبّـرة من قبل تنظيم الدولة للكرعونة، بهدف تحجيم الكتيبة ودورها القتالي في وجه قوات النظام لتهدئة الأجواء في المخيم.
اتهاماتٌ بمبايعة (داعش)
ونقلت في المقابل شبكة المخيمات عن بعض الجهات المحسوبة على المعارضة المسلحة في جنوب دمشق أن الأخير كان بايع تنظيم “داعش” وساهم في تغذية اقتتال بين “جبهة النصرة سابقا” وفصائل المعارضة في بلدة بيت سحم قبل أن يتم طرد الجبهة من هناك.
واعتبره آخرون المسؤول الأبرز عن إدخال “داعش” إلى المخيم العام 2015م بالتعاون مع جبهة النصرة آنذاك، وطرد فصيل أكناف بيت المقدس المحسوب على المعارضة أيضا من المخيم. ويستشهد هؤلاء بالتسجيل المصور الذي بثته الكتيبة بعد إخراج “أكناف بيت المقدس” من اليرموك والذي تتهم فيه “القراعين” فصيل الأكناف بالعمالة للنظام.
ويأتي ذلك رغم أن الكتيبة لاتزال محسوبة على المعارضة المسلحة ولم يثبت أي ارتباط علني بينها وبين التنظيم حتى لحظة اغتيال قائدها.
القراعين أوجعت قوات النظام
فريق آخر رصدت رأيه شبكة المخيمات الفلسطينية قال “إن الكرعونة وكتيبته هم شوكة في حلق النظام نظرا لرباطهم منذ العام 2013م، أي بعد نكبة مخيم اليرموك، على خطوط التماس شرق المخيم ودفاعهم عنه في وجه محاولات الاقتحام المستمرة من قبل الفصائل الفلسطينية الموالية وميليشيا الدفاع الوطني”.
ويرى الفريق ذاته “أن التوقيت الذي اغتيل فيه أبو ربيع الكرعونة يتناسب كثيرا مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام على جبهة الريجة تماشيا مع اتفاق كفريا – الزبداني الذي أبرمته قيادة تحرير الشام مع النظام الإيراني والذي يتضمن إخراج مقاتلي الهيئة والراغبين من أهالي اليرموك إلى إدلب وريفها بعد شهرين، ويجعل من مناطق سيطرة الهيئة في دمشق بحالة هدنة مع النظام وميليشياته”.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]