90 دقيقة تنسي كثير من السوريين آلامهم وأحزانهم
24 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
[ad_1]
لم تنسي ظروف الحرب التي تعيشها سوريا عشاق رياضة كرة القدم فيها الحرص على متابعة مبارياتها العالمية، التي بات لها طقوس خاصة.
وقد انتشرت في سوريا قبل الثورة المقاهي التي تعرض المباريات العالمية عبر البث الفضائي، الذي كان يحتاج لاشتراك في محطات فضائية معينة، تختص بعرض تلك المباريات دون غيرها. وكان لذلك الحضور أثره اللافت في إشعال حماس الشباب والمتابعين.
لكن ظروف الحرب اليوم جعلت التواجد في أماكن عامة أمراً خطراً، وغير ممكن أحياناً كثيرة، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة نظراً للدمار الكبير وانقطاع الكهرباء، والخوف كذلك من قصف محتمل للنظام في كل لحظة. لذلك بات من الشائع اجتماع مشجعي الرياضة في مناطق المعارضة في أماكن يتواجد فيها إنترنت فضائي لمتابعة المباريات، وتشجيع الفرق المتنافسة في أماكن مأمنة نوعاً ما.
عشق الكرة
يقول “محمد” وهو شاب متابع لكرة القدم: “محبو مباريات كرة القدم كثر في سوريا، وخصوصاً بين الشباب، ومازال السوريون يذكرون بحب عدنان بوظو وتعليقاته اللطيفة وحماسه الشديد أثناء نقله لمباريات كرة القدم العالمية، حيث كانت نبرة صوته واختلافها تخبرك بالفريق الذي يحبه ويشجعه”.
ويتابع: “اليوم باتت متابعة المباريات وسيلة للهروب من واقع الحرب المؤلم عند كثير من الشباب داخل سوريا، ففي وقت المباراة ننسى كل الهموم التي نعيشها، ونحلق مع الحماس الكروي الذي ينتقل إلينا عبر المشجعين”.
لكن أحياناً كثيرة تنقلب هذه المتابعة إلى سجالات قد تتطور لشجار بين مشجعي الفرق المختلفة، وبينما يتابع المشجعون فرقهم، فإن أي تعليق أو سخرية بأحد الفريقين كفيلة بإثارة مشاعر غاضبة عند مشجعي ذلك الفريق. وكثيراً ما حدثت مشاجرات وصلت أحياناً لحد السباب والضرب لأسباب تتعلق بالدفاع عن الفريق المفضل.
وسائل التواصل ساحة معركة
ولا يكتفي محبو الرياضة بمتابعتها على الإنترنت، بل إن التحليلات الرياضية والتوقعات المستقبلية، والسخرية والتهاني والتبريكات وحتى المعايرة، وجدت لها طريقاً ومتنفساً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً الفيس بوك.
بعض المتابعين يعيب على الشباب السوريين انشغالهم بمتابعة مباريات كرة القدم، ويكتب موبخاً: “أنتم مرضى نفسيون وبحاجة لأن تبحثوا عن قيمة لحياتكم”. فتنهال عليه التعليقات من كل حدب وصوب، فبعضهم يشتمه، وآخر ينصحه، وثالث يوبخه، ورابع يسخر منه، وخامس يقول له: “اتركنا نتابع لكي ننسى ما نحن فيه من هموم”.
بينما يكتب آخرون وبصيغة جادة جداً تحليلاتهم حول المباراة الماضية، والمباراة اللاحقة، ويعرضون الأخطاء، ويقدمون النصائح، فيتفاعل معهم المعلقون، ويبدأ كل واحد منهم بتقديم رؤيته وعرض خبرته الكروية والرياضية، وكأن أحداً من المختصين يتابعهم أو يأخذ بنصائحهم.
هذا التفاعل الرياضي وهذا الانشغال الكروي ينسي الشباب السوريين همومهم ويمدهم بطاقة حماسية، لكنها تصطدم فيما بعد بالواقع، وخصوصاً مع انتشار خبر على الفيس بوك نقله شهود عيان مفاده أن ثلاثة فتيات ممن يسمون “لبوات الأسد” وهي ميليشيا نسائية تقاتل لجانب النظام، دخلن لأحد مقاهي دمشق أمس واعتقلن مجموعة من الشباب، والسبب أن أولئك الشباب يشجعون فريق برشلونة، بينما “اللبوات” من مشجعات ريال مدريد!.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]