جمعت بينهما الغربة ولم يفرقهما العمر.. هل صار زواج السورية بمن يصغرها سناً ظاهرة؟


عندما قبلت "أمل" (اسم مستعار) الزواج من "أحمد" (اسم مستعار) الذي يصغرها بعشر سنوات، وجدت معارضة كبيرة من أهلها، فهي معلمة ومثقفة، بينما "أحمد" لم يكمل تعليمه، ويعمل في أحد ورش البناء.

ولم تفلح محاولات أهل "أمل" لثنيها عن الزواج به، وخاصة أن والدها متوفي، وأمها امرأة كبيرة في السن، وأخوها الوحيد مسافر خارج البلد. وقد تم زواجها رغم كل الاعتراضات.

تقول لـ"السورية نت": "وافقت على الزواج به رغم فارق العمر بيننا لأني شعرت بأنه قادر على تحمل مسؤولية أسرته، رغم تعليمه المتواضع وعمله البسيط، فهو صادق وملتزم".

وتتابع: "مر على زواجنا اليوم سبع سنوات، وأنجبت ولدين، ولست نادمة على هذا الزواج رغم العادات والتقاليد التي تنظر لمثل هذا الزواج نظرة استغراب أو ريبة".

زواج بالغربة

"أمل" واحدة من قليلات نسبياً تزوجن رجالاً أصغر منهن سناً قبل الثورة في سوريا. ذلك أن المجتمع لا يشجع كثيراً على مثل هذا الزواج، وبعض تلك الزيجات نجحت وبعضها فشل، لكن حالات زواج كهذه ازدادت خلال سنوات الحرب وخاصة في بلاد اللجوء.

ويقول "خالد" (مكتفياً باسمه بتقديم اسمه الأول) وهو شاب تزوج بمن تكبره بثمان سنوات ويعيش في ألمانيا: "العمر ليس مهماً، المهم التفاهم، وقد وجدت في زوجتي ما أريده، لم أحب الارتباط بفتاة صغيرة غير ناضجة، وفضلت زوجتي لأخلاقها ووعيها، خاصة أننا خرجنا من بلادنا وأصبحنا نعيش في بلاد غريبة".

ويضيف: "ربما لو كنا نعيش في سوريا لوجدنا صعوبة أكبر بسبب العادات، هنا الأمر طبيعي، والناس هنا ينظرون لمثل هذه الأمور بتفهم أكبر من بيئتنا".

تعرف "خالد" على زوجته بعد لجوئه إلى ألمانيا، عن طريق أحد الأصدقاء، وقد قدمت لألمانيا بمفردها مع بعض الأقارب، وعندما تقدم لخطبتها وجد منها رفضاً بسبب فارق السن، لكنها رضخت بالنهاية لطلبه تحت إلحاحه، وقد مر على زواجهما بضعة أشهر فقط.

بينما تحدثت "سلمى" عن صديقة لها مقيمة في تركيا وتزوجت من شاب يصغرها بـ15 عشر عاماً، بعد أن أصر عليها ولاحقها لشهور وأقنعها بأنه يحبها ويريد إكمال حياته معها، لكنه بعد شهور قليلة من الزواج استطاع سرقة ما معها من مال وحلي، وغادر هارباً إلى أوروبا دون أن تعرف عنه شيئاً.

وتفسر "أم عدنان" (60 عاماً) وهي امرأة سورية مقيمة في تركيا هذا الأمر بأن كثيراً من الشباب هنا يعيشون لوحدهم، وبعد أن كان حنان الأم يحيط الشاب في بلده يعيش هنا بعيداً عن أمه، ولذلك عندما يتعرف على امرأة تعطيه حنان الأم فإنه وبحكم عاطفته يتجه للزواج منها، لتعوضه عما فقده.

وتقول: "شهدت حالة لشاب كان يبكي أمام المرأة التي طلبها للزواج، ويرجوها لكي تقبل به، رغم أنه يصغرها بـ 14 عاماً، رغم أنها لا تملك مالاً لنقول إنه يطمع بمالها مثلاً، لكن حسب تقديري هو يريد حنانها وأمومتها".

الجدير بالذكر أنه لا توجد إحصائيات تظهر مدى انتشار مثل هذه الظاهرة، وتبقى هذه حالات لأزواج جمعتهم الغربة، ولم يفرق بينهم فارق العمر.




المصدر