غليانٌ في سجن حمص المركزي وسط تهميشٍ من قبل المعنيين
26 أبريل، 2017
أسامة أبو زيد: المصدر
يشهد سجن حمص المركزي غلياناً داخلياً من قبل السجناء القابعين داخله، مع اقتراب شهر رمضان الكريم، حيث يتميز هذا السجن بإضراباته واستعصاءاته في هذه الفترة التي يتذكر بها السجناء أيام التفافهم مع عائلاتهم على موائد الإفطار، وممارستهم لطقوسهم الاجتماعية المميزة في بيتهم العائلي.
سجن حمص المركزي الذي يحاذي مدينة حمص من الجهة الشمالية، كان له حصة كبيرة من معتقلي الثورة، ففي منتصف عام 2011 وصل عدد معتقلي سجن حمص المركزي إلى 4000 معتقل تقريباً، وتضاعف العدد مع مرور سنوات الثورة.
وتحدث “ع. س”، أحد سجناء سجن حمص المركزي، لـ “المصدر” عن حالة التوتر والغليان التي تسيطر على هذا السجن والسجناء الموجودين داخله، ووصف حالة السجن ببركان يمكن انفجاره في أية لحظة في وجه هؤلاء السجّانين الذين لطالما مارسوا ضدهم كافة أنواع التعذيب، كحرمانهم من الكثير من الحقوق كمسجونين مدنيين داخل هذا السجن، إضافة لعمليات التعذيب التي قد تصل لإطلاق الرصاص على السجين.
وتابع “ع. س”: “قمنا بالعديد من الانتفاضات والاستعصاءات داخل هذا السجن، في رمضان 2011,2012 وسقط قتلى وجرحى عند محاولة فك تلك الاستعصاءات بعد استخدام النظام للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والمشل للأعصاب، والتهديد والوعيد بقتل من بقي حياً من السجناء، إضافة لقطع الماء والكهرباء ومنع الطعام حتى، أمام عجز أي من المنظمات الإنسانية في الوقوف إلى جانبنا”.
وأضاف “ع. س”: “مع مرور السنين أصدر النظام عدة مراسيم عفو رئاسية كانت عبارة عن خروج لعدد قليل من سجناء الثورة، وخروج جماعي ضخم لسجناء القتل والمخدرات والسرقة والنهب وغيرها من الجرائم”.
وأوضح” ع. س” أن “عمليات التفاوض التي تتم مع النظام حول هؤلاء المعتقلين لا تتم بسبب جبروت وتكبر هذا النظام، ولقد استبشرنا باتفاق حي الوعر 2015 والذي كان بند المعتقلين هو أحد ركائزه وبدأ الطرفان بتنفيذه، ولكن ما كانت إلا أكاذيب من طرف النظام، بعد قيامه بإطلاق الوعود أمام الأمم المتحدة في إخراج المعتقلين بالمزامنة مع تهجير أهل الوعر، واليوم أهالي حي الوعر يهجرون ونحن ما نزال في سجوننا نقبع”.
ومنذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا، لا يزال نظام الأسد يمارس قمعه للشعب السوري، الذي صدح في وجه الظلم مطالباً بكرامته المسلوبة، وقد تتعدد الأساليب بين قتل وتنكيل وقصف وتهجير واعتقال وغيرها من الممارسات الهمجية، والتي باتت ظاهرة يومية تستهدف السوريين في شتى بقاع البلاد.
ويضاف لذلك أن النظام استخدم أشد أنواع الفتك بالشعب السوري، وهو الموت البطيء المرهون باعتقال الناس، وقد استخدم النظام كافة السجون ذات الأسماء الرنانة وأقبية المخابرات والأماكن البعيدة عن الأنظار، والتي لا يعرفها أحد حتى الآن لتكون معتقلات وأماكن لزج من ساهم في ثورة الحرية والكرامة.
[/sociallocker]