‘مهندسو سد الفرات: أيام تفصلنا عن الكارثة’

26 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
6 minutes

microsyria.com فاطمة بدرخان

أكدت مجموعة المهندسين المتطوعين لمراقبة سد الفرات في مدينة الطبقة، في بيان رسمي اليوم الخميس، 27 نيسان- أبريل 2017، عودة السد إلى مرحلة الخطر مرة أخرى، وحذر المهندسين المتطوعين في بيانهم من كارثة محتملة، في حال بقي السد بوضعيته الراهنة.

وقال، المهندسون في البيان: “انطلاقاً من احساسنا بالمسؤولية والتزاماً منا بمتابعة وضع سد الفرات خلال الأحداث التي تمر بها المنطقة المحيطة بسد الفرات ونتيجة لمتابعاتنا اليومية وتواصلنا مع الزملاء في سدود تشرين والفرات والبعث، ومن خلال المعلومات المتوفرة لدينا، وإدراكاً منا لخطورة الوضع الفني لسد الفرات بناء على المعلومات الواردة، فإن مجموعة مهندسي سد الفرات تضع العالم والجهات المسؤولة والمنظمات الدولية أمام مسؤولياتها، تجاه الحفاظ على سد الفرات ومنع وقوع الكارثة، التي حذرنا منها لإنقاذ ملايين الأرواح، فالكارثة بدأ شبحها يظهر من خلال عدم اتخاذ أية إجراءات فعلية لوقف الكارثة من خلال تنفيذ التوصيات التي طالبنا بها في بياناتنا السابقة”.

وكانت قد قالت صفحة “الرقة تذبح بصمت” عبر موقعها على الفيس بوك، الثلاثاء، 28 آذار- مارس 2017، بإن مدير سد الفرات المهندس أحمد الحسين ومساعده الفني قتلا، وأُصيب عدد من الفنيين بجروح، جرّاء غارت جوية لطيران التحالف الدولي استهدفتهم أثناء دخولهم إلى مبنى السد، لإجراء عمليات الصيانة يوم أمس الاثنين.

اقرأ أيضاً: أعماق: سد الفرات سينهار والتنظيم يطالب الأهالي بالنزوح

وقال مصادر ميدانية: الطائرات الحربية التابعة للتحالف استهدفت مجموعة من المهندسين والقائمين على أعمال سد الفرات، أثناء المهلة المخصصة لدخولهم إلى المكان، لإجراء أعمال الصيانة، رغم وجود مهلة عسكرية من قبل قوات سوريا الديمقراطية لايقاف المعارك بهدف السماح لفرق الصيانة بالإطلاع على وضع سد الفرات وتقديم الإجراءات اللازمة لمنع انهياره.

وأشار البيان، “منذ احتراق غرفة العمليات، والتحكم في سد الفرات بتاريخ 26/3/2017 وخروج تجهيزات السد عن الخدمة وارتفاع منسوب المياه في بحيرة الفرات أصبح خطر الكارثة يزداد يوماً بعد يوم”.

وزاد الموقعون على البيان، أن “المعلومات المائية الواردة من سد تشرين خلال يومي 24-25/4/2017 تشير إلى أن الوارد المائي من تركيا بلغ 420 -468 متر مكعب/ثانية، ونظراً لعدم ثبات الوارد المائي من سد تشرين فقد تطور الوضع ليصبح معدل الزيادة اليومي في منسوب سد الفرات بين 3 إلى 4 سم يومياً”، مضيفاً “المنسوب الحالي لبحيرة سد الفرات حتى تاريخ إعداد البيان هو 303.30 م عن مستوى سطح البحر بزيادة قدرها حوالي 86 سم خلال الشهر الماضي (من تاريخ 26/3/2017 وحتى تاريخ 27/4/2017) أي بزيادة تقريبية قدرها 3 سم يومياً”.

للمزيد: غارة للتحالف تقتل مدير سد الفرات ومساعده

وكانت قد حملت نقابة المهندسين السوريين الأحرار بحلب، الأحد، 26 آذار- مارس 2017، قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مسؤولية أي ضرر أو انهيار لسد الفرات أو سد تشرين.

وأشارت في بيانها، إلى أنه لا يمكن حدوث ذلك إلا بالقصف المباشر والمتعمد من قبل الطائرات باستخدام الصواريخ الفراغية والارتجاجية أو نتيجة كارثة طبيعية كالزلازل.

وقالت نقابة المهندسين السوريين الأحرار بحلب في البيان الرسمي”: “سد الفرات وكذلك سد تشرين قد تم إنشاؤهما وفق معايير هندسية سليمة بعد دراسة معمقة أخذت بالحسبان كل الظروف بما فيها ظروف الحرب وقد تم استخدام كل الاحتياطات وعوامل الأمان لهذه المشاريع الحيوية”.

وحذر البيان الصادر عن المهندسين المتطوعين في سد الفرات من اقتراب الكارثة مرة جديدة، مشيراً إلى أن “أحدث المعلومات التي حصلنا عليها تشير إلى أن منسوب المياه في بحيرة سد الفرات في هذا اليوم 27/4/2017 هو 303,30 م بزيادة 4 سم عن اليوم السابق، وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه سنصل إلى المنسوب الأعظمي للتخزين في البحيرة (304 م عن سطح البحر) خلال أقل من عشرين يوم”.

ونوّهت مجموعة المهندسين في بيانها إلى أن “مدينة الطبقة تتعرض لقصف شديد بمختلف أنواع الأسلحة في ظل حصار شديد ومعارك ضمن أحياء المدينة، وانقطاع كامل للاتصالات مما يمنع الفنيين من الوصول إلى المحطة وجسم السد لمتابعة الوضع ومحاولة العمل لإنقاذ السد”، مضيفة “وبناء على المعلومات التي وردتنا أنه بتاريخ 5/4/2017 تم تنفيذ تفجير جزئي لبعض بوابات المفيض في سد الفرات لإحداث فتحات لتمرير المياه من البحيرة إلا أن هذا التمرير لا يتعدى 120 متر مكعب/ثانية كما أشارت المعلومات الواردة، ويتم حجز الكمية المتبقية من الوارد مما يرفع منسوب المياه في بحيرة الفرات، ناهيك عن خطورة هذا العمل على بنية المحطة الكهرمائية”.

واستطردت مجموعة المهندسين في بيانها “نشير إلى أن منسوب المياه في بحيرة سد تشرين هو 324,68 متر وبذلك لن يكون بمقدور سد تشرين تخزين المياه الواردة من جرابلس حيث أن المنسوب الاعظمي للبحيرة 325 متر عن سطح البحر”.
وشدد البيان على ضرورة إيجاد مخرج سريع لهذه الأزمة التي يعاني فيها سد الفرات قائلاً، “وطالبت المجموعة في بيانها كل الجهات المسؤولة لضرورة العمل على إتاحة الظروف المناسبة للتعامل الجدي لإيقاف الخطر الوشيك، كما طالبت بضرورة وقف القتال والسماح للفنيين بالوصول الى المحطة مع تقديم ما يلزم من معدات وتجهيزات لفتح بوابات المفيض وتمرير المياه من البحيرة”.

  • 10