تدوير الزّجاج في ريف إدلب بين التمسّك بموروث الأجداد والحاجة الملحّة


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

تدفع الإمكانيّات المتواضعة وظروف الحرب، السّوريين في الشمال السّوري إلى محاولة التّأقلم مع واقع الحال، رغم الصّعوبات، والاعتماد على صناعات قديمة، والاستمرار في صناعات تقليّدية ازدهرت في سوريا منذ آلاف السّنين، مع إجراء بعض التّعديل عليها.

وتشتهر منطقة أرمناز في ريف إدلب بصناعة الزجاج منذ عشرات السنين، والتي تعدّ من أشهر الصّناعات السّورية في الخارج، وهي صناعة اكتشفها أجدادهم الكنعانيّون قبل عصور، ولازالت مستمرّة.

ووصل إنتاج هذه المصانع سابقاً إلى كثير من الدّول العربية وإلى تركيا، ومع بداية الثورة السورية انخفضت صناعة الزّجاج بشكل كبير، وكانت لا تتعدّى حاجة السّوق المحليّة في سوريا فقط، بسبب ظروف صعبة واجهت هذه الصّناعة.

وبسبب ارتفاع أسعار المواد الأوليّة، التي كانت تستخدم في هذه الصّناعة وصعوبة تأمينها، اعتمد الحرفيون على الأواني الزجاجية القديمة والمكسورة، ليعاد تدويرها والحصول على أوانٍ زجاجيةٍ جديدةٍ وبتكلفة أقلّ، وتزيد فيها النّقوش لتعطيها مظهراً جمالياً رائعاً.

وفي حديث لـ “كلّنا شركاء”، قال أبو خالد، وهو صاحب مصنع زجاج في ريف إدلب “نحاول التمسّك بهذه الصّناعة التقليديّة، والتي ورثناها عن أجدادنا قبل آلاف السنين، لأنها مفخرة للسّوريّين، رغم الظّروف الصّعبة التي تمرّ على هذه الصّناعة”.

وعن طريقة إعادة تدوير الزجاج، قال حرفي صناعة الزجاج: “نشتري الأواني الزجاجيّة القديمة المكسورة، والتي كانت تذهب إلى المكبّات في مختلف المناطق، ونقوم بإعادة تدويرها وصناعة أواني زجاجيّة جديدة، ونضيف عليها تعديلات، ونقوش جميلة حسب ذوق الصّانع وقدراته الفنّية”.

وأشار إلى أن “أسعار هذه الأواني الزجاجيّة، أقلّ من سعر الأواني الجديدة، وتلبّي هذه الصّناعات حاجة السّوق المحليّة في سوريا، كما أنّها تعود بمردود مادي جيّد على كثير من الحرفيين وعائلاتهم”.

إعادة تدوير الحياة في سوريا بعد أن دمّرتها آلة الحرب، حيث ينتقل السّوريون من واقع إلى آخر، ورغم الصعوبات يحاول السّوريون إعادة نمط حياتهم من جديد ليتناسب مع واقع الحرب، ما يضمن لهم الاستمرار في الحياة.





المصدر