دروس خاصة و مدرسين يعملون دون أجر.. مبادرات تطوعية لدعم العملية التعليمية في إدلب
27 أبريل، 2017
يعاني مئات الآلاف من الأطفال السوريين من انقطاعهم عن العملية التعليمية داخل وخارج سوريا، وذلك مع استمرار ظروف الحرب التي تعيشها البلاد، إلى جانب عمليات التهجير والقصف المستمر من قبل نظام الأسد والدول الداعمة له، وسيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق عدة بينها محافظتي الرقة ودير الزور.
محافظة إدلب هي الأخرى على الرغم من مواصلة مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة، العملية التعليمية وتسيير عمل عشرات المدارس في المحافظة، إلا أن أسباب عديدة، دفعت بعرقلة العملية، أهمها الكثافة السكانية العالية التي دخلت المحافظة جراء عمليات التهجير إلى جانب القصف المتواصل واستهداف النظام وروسيا للمدارس في المحافظة أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعليم.
مبادرات تطوعية لدعم التعليم
بشار الباشا مدرس يعمل في إحدى المدارس بريف إدلب، وعضو في المجمع التربوي تحدث لـ”السورية نت” عن الواقع التعليمي في المحافظة والصعوبة التي يواجهها المدرسين والأطفال على حد سواء، إلا أنها لاتخلو من المبادرات التطوعية التي يقوم بها شبان لتحسين واقع التعليم لدى كثير من الأطفال خاصة أولئك الذين يتخذون من المخيمات ملاذ قد يقيهم شر القصف والموت من طائرات الأسد.
الباشا، ذكر لنا في حديثه عن مبادرة تطوعية قام بها مع اثنين من رفاقه أنه” مع بداية العام الدراسي الجاري، كان لي صديق اتخذ من مخيم أعد على عجالة بالقرب من مدينة معارة النعسان بريف إدلب، شاهدت خلالها عشرات الأطفال داخل المخيم بعضهم أمّيّ تماما لا يستطيع كتابة اسمه، وتتراوح أعمارهم بين 6 سنوات وحتى 12 سنة” مضيفاً أن “المخيم خاليا تماماً من أي خدمات سواء كان من الناحية الخدمية والإغاثية وحتى التعليمة، فهو تم إنشائه على عجالة، نظراً لحالات النزوح الكبيرة التي شهدها ريف حلب بسبب هجمات النظام”.
ويتابع الباشا، أننا “سعينا جاهدين للتواصل مع المنظمات المعنية بالتعليم لكن دون جدوى، وبعد التشاور مع مجموعة من الشبان تم الاتفاق على تشكيل غرفة صفية داخل المخيم لاستيعاب مايقارب 50 طالب، وبجهد شخصي منا، استطعنا تأمين عدد من المقاعد وتهيئة الغرفة” مضيفاً أن ضمن المخيم كان يتواجد مدرس ومدرسة من الأهالي النازحين، استطعنا جمع تبرعات شخصية وتقديمها بشكل شهري للمدرسين لتعليم الأطفال ضمن المخيم”.
وأشار الباشا أن “المبادرة استمرت لأكثر من 6 أشهر.. شعور رائع.. نحن مسرورين لما قدمناه لهؤلاء الأطفال.. معظمهم حاليا قادرين على القراءة والكتابة”.
العمل دون أجر
مجموعة من المدرسين في مدينة بنش بريف إدلب، أخذوا على عاتقهم تفعيل عدد من المدارس ممن دمرها النظام للعمل على إعادة تهيئتها حتى ولو بشكل جزئي، لمعاودة تدريس الأطفال فيها، في ظل تقاعس عدد كبير من المنظمات الداعمة في تقديم مشاريع لإعادة تفعيلها.
وسيم الأسعد مدرس من مدينة بنش أشار لـ”السورية نت” أن “مجموعة من المعلمين الذين فصلهم النظام جراء مشاركتهم في الحراك الشعبي منذ بداية الثورة، بدأوا مؤخراً بإعادة ترميم أجزاء كبيرة من المدارس المدمرة داخل المدينة عن طريق جمع التبرعات من الأهالي وبجهد شخصي”.
ويضيف الأسعد، “عملوا على تنظيف المدارس وإعادة بناء الجدران المدمرة وتركيب النوافذ وأبواب الصفوف داخلها” مضيفاً أن عدد كبير منهم يزاولون مهنتهم دون مقابل وبعضهم يتقاضى أجور رمزية عن طريق تبرعات من المقتدرين مادياً من أبناء المدينة”.
وفي سياق متصل، يضيف الأسعد، أنه من جانب آخر بدأ مجموعة من الطلبة الجامعيين ممن لم تسمح لهم ظروفهم الأمنية بمواصلة تعليمهم، تقديم دروس خاصة تركز على تقوية الطلاب في المرحلة الابتدائية، خاصة أولئك الذين حرموا من متابعة سنواتهم الدراسية نظراً للظروف الأمنية التي عانت منها المنطقة مسبقاً.
مشيراً إلى أنه الشبان يخصصون حوالي 4 ساعات يومياً، لتقديم دروس التقوية للطلاب بالمجان و يتناوبون فيما بينهم للعمل على إلحاق هؤلاء الطلبة بزملائهم ضمن المدرسة.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أصدرت تقرير في بداية العام الجاري، بأن ما مجموعه 2.7 مليون طفل سوري في الداخل ودول الجوار غير ملتحقين بالمدارس، الجزء الأكبر منهم داخل سوريا نفسها حيث لا يزال ملايين الأطفال يواجهون الخطر مع تواصل الحرب في سوريا.
وما زال 300 ألف طفل محاصرين في 15 منطقة في سوريا، ومليونان في مناطق حرمت من المساعدات الإنسانية الضرورية نتيجة القتال والقيود المفروضة على الوصول، وهذا يشمل 700 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
[sociallocker] [/sociallocker]