الوجود الإيراني بعد الانسحاب السوري من لبنان.. شكوى وتخوّف
28 أبريل، 2017
مضى 12 عاماً على انسحاب الجيش السوري من لبنان، عقب “انتفاضة الاستقلال”، التي اندلعت رداً على عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والتي اتهم نظام الأسد في سوريا بالضلوع فيها.
ورغم إجماع اللبنانيين على حتمية الانسحاب في ذلك الوقت، إلا أنهم يشكون حالياً من استبدال الوصاية السورية بوصاية حلفائها الإقليميين، وتحديداً إيران.
وقال العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إن “النظام السوري انسحب من لبنان، بعد أن كان لا بد من وضع حدّ لهذا الاحتلال وقبضته الأمنية على البلاد، وهذا ما فعله اللبنانيون في العام 2005”.
وأضاف قاطيشا: “من المؤسف أنه تم استبدال الوصاية السورية بوصاية حلفاء سوريا الإقليميين، أعني الوصاية الإيرانية من خلال ذراعها العسكري في لبنان (حزب الله)، لكن لايزال الشعب اللبناني رافضاً لهذه الهيمنة الإيرانية ويناضل للتحرر منها”.
وأردف قاطيشا قائلاً: “على اللبنانيين أن يحمدوا الله لأن بشار الأسد ووالده حافظ لم يفعلا في لبنان وشعبه كما فعلا مع الشعب السوري”.
وأضاف “فمنذ انطلاق الثورة السورية (مارس/آذار 2011)، والجرائم ترتكب بحق الأبرياء من السوريين، جرائم مختلفة آخرها كيميائية ترفضها دول العالم، مع العلم أن اللبنانيين يذكرون جيداً ما ارتكبته الوصاية السورية من جرائم بحق لبنان وشعبه، من اغتيالات سياسية واعتقالات منذ العام 1975”.
من ناحيته، قال راشد فايد، عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” الذي يتزعمه حالياً رئيس الحكومة سعد الحريري (قوى 14 آذار): “كان خروج الجيش السوري من لبنان مفاجئاً، لأن ما كان مطلوباً منه هو الانسحاب إلى البقاع وفق اتفاق الطائف (الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان والذي انعقد في العام 1989 في مدينة الطائف السعودية)”.
وأوضح أن الانطباع السائد حينها، لدى المراقبين، هو أن هدف نظام الأسد “إرباك الدولة اللبنانية غير المتمكنة وقتها من فرض نفوذها وأمنها على كل الأراضي اللبنانية، من دون مساعدة الحكومة السورية”.
وأشار إلى أنه ورغم احتفاظ نظام الأسد بـ”شبكة عملاء مخابراتية في لبنان، إلّا أن الشعب اللبناني بذل كل حرص وجهد ممكن، لتطويق هؤلاء وفضحهم أمام أجهزة الأمن اللبنانية، تحديداً منها ما كان مؤمناً بانتفاضة الاستقلال، وحريصاً على إنهاء الوصاية الأسدية”.
ومضى قائلاً: “ولذا كان واضحاً تراجع فئات لبنانية عن تقديم الحلم بالوحدة العربية على الشأن اللبناني الوطني، بحيث وحّد شعار لبنان أولاً على فاشيته المضمرة، كل اللبنانيين، وأسقط الحواجز الطائفية والاجتماعية بينهم”.
ورأى أن السبب الأساس لذلك يكمن في أن “نظام آل الأسد لم يتورع عن استخدام لبنان كرهينة، ساوم عليها منذ العام 1976 حتى العام 2005، كل القوى الدولية ليحقق مكاسبه، وحوّل اللبنانيين إلى قرابين على مسرح مشروعه للهيمنة”.
وانسحب الجيش السوري من لبنان، بعد وجود عسكري دام منذ العام 1976، عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وخروج تظاهرات منددة بالوجود السوري في لبنان وبدور أجهزته الأمنية في ترهيب اللبنانيين وقياداتهم. كما صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي، حمل الرقم 1559، وطالب بخروج الجيش السوري من كامل الأراضي اللبنانية، وقد انسحب الجنود السوريون كافة يوم 26 إبريل/نيسان 2005.
[sociallocker] [/sociallocker]