برزة البلد والقابون وخيارات التحدي
28 أبريل، 2017
أحمد مظهر سعدو
تتصاعد المعارك في أطراف دمشق، حيث تشن قوات النظام منذ أشهر حملة شرسة على حيي القابون وبرزة، تهدف من خلالها إلى السيطرةَ على هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين، وصولًا إلى فرض التهجير القسري أو “المصالحة” على السكان.
وقال الناشط عزو فليطاني من ريف دمشق: “إن الوضع في القابون وبساتين برزة سيئ جدًا، وكأن النظام يريد إلحاقهما بالزبداني. أما الوضع العسكري للفصائل فهو يتحسن رغم كل شيء، وهناك اطمئنان إلى إمكانية الصمود وعدم النزوح، وبخاصة بعد تغيرات دولية طرأت في الآونة الأخيرة”.
وأوضح طلال مصطفى، أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق سابقًا، لـ (جيرون) “من المعروف أن القابون وبرزة تُعَدّان جزءًا من مدينة دمشق، لذلك حاولت قوات النظام والميلشيات الإيرانية وحزب الله التقدم باتجاه هذين الحيّين مرارًا كثيرة، لعدة أسباب: أولها أن سيطرة النظام على هذين الحيّين من شأنها أن ترفع معنويات قواته المتهالكة والموالين له في مدينة دمشق، ولا سيّما بعد التقدم الذي قامت به الفصائل المعارضة باتجاه ساحة العباسيين، منذ مدة، وبذلك يحقق ما يسميه طوق الأمان لمدينة دمشق، بعد اتفاقيات قدسيّا، والزبداني مضايا غربًا والمعضمية وداريا في الجنوب الغربي، ومدينة التل شمالًا، أما السبب الثاني فيتعلق بفصل القابون وبرزة عن الغوطة، أي فصل مدينة دمشق عن الغوطة الشرقية”.
وقال إن “إمكانية الصمود أمام هذه الحشود العسكرية للنظام تتوقف على مدى وجود تنسيق عسكري عالٍ بين جميع الفصائل، بما فيها الفصائل الموجودة في الغوطة، والمشاركة إلى جانب القوى العسكرية للمعارضة في القابون وبرزة”. وأضاف “لا يمكن فصل منطقتي القابون وبرزة عن الغوطة الشرقية، من الناحية الاستراتيجية، فأي تقدم للنظام على جبهة القابون برزة سيجعل الغوطة جبهة مفتوحة ومكشوفة عسكريًا على الأرض أمام قوات النظام”.
أما عدنان بكيرة، وهو طبيب من حرستا، فقال: “إن القابون وبرزة مداخل مهمة لأهل الغوطة لوجود أنفاق واصلة بينهما، والمشكلة الحقيقية أن “جيش الإسلام”، وهو القوة الكبيرة في الغوطة، ما زال ينأى بنفسه عن الدخول في تلك المعارك، ويجهز نفسه لحكم الغوطة لا لفك حصارها، ولإطباق الحصار السياسي والقضائي على الأهالي، لا لتنمية الحريات والمجتمع المدني”.
[sociallocker] [/sociallocker]